|
قصة بائع فجل
)🥬*
قبل حوالي ثمانين سنة مضت كانت مدينة سامراء العراقية، في شمال بغداد، مدينة عِلمْ، فيها جامعة كبيرة وعلى رأس هذهِ الجامعة العلمية العلامة الكبير (محمد حسن أبو الحسن الأصفهاني) قدس سره نقل حوزته العلمية من النجف إلى سمراء بعد ثورة العشرين . كانَ من ألمع رجالات الفِكر في العراق ولديهِ عدد كبير من الطلاب من شتى أنحاء العالم العربي . وكان من أنبغ تلامذتهِ تلميذ فقير الحال لكنه يحمل ذهناً مُتوقدآ وكانت معيشتهُ عن طريق راتب من قبل أستاذهِ العلامة (أبو الحسن) وهو راتب ضئيل . لكن طموح التلميذ كان عظيماً وهو أن يصبح يوماً من الأيام مرجعاً كبيراً من أحد أعمدة العلم في العراق . وفي يوم ظهيرةٍ وحار جداً، خرج التلميذ الفقير من الدرس وهو جائع ويحمل في جبيه فلساً ونصف الفلس فقط، وكانت الوجبة من الخبز والفجل تكلف فلسين ..! اشترى التلميذ بفلس واحد خبزة واحدة وذهب الى صاحب محل الخضروات وطلب منه (باقة فجل) وقال للبائع: [ معي نصف فلس لاغير] فرد عليه البائع: [ولكن الباقة بفلسٍ واحد] . فرد عليه التلميذ: [لا شيﺀ عندي أعطيك سوى علمي سوف أفيدك في مسالة علمية أو فقهية معينة] فرد عليه بائع الفجل: [لو كان علمك ينفع لكسبتَ نصف فلس من أجل إكمال سعر باقة فجل واحدة !! ...اذهب وانقع علمك بالماﺀ واشربه حتى تشبع !!] كانت كلمات البائع أشد من ضرب الحُسام على نفس التلميذ ، فخرج من محل البائع وهو يجر أذيال الخيبة وهو يتمتم: [نعم صحيح لو كان علمي ينفع لكنتُ كملت سعر باقة الفجل الواحدة نصف فلس !!! دراسة علم عشر سنين لم يجلب لي نصف فلس !!!! كم أنا غبي؟ لقد ضاع عمري هدراً على شيﺀ لم يجلب لي نصف فلس!! سوف أترك الجامعة وأبحث عن عمل يليق بي وأستطيع أن أشتري ما أشتهي وأعيش عيشة رجل محترم .] وبعد أيام افتقد الأستاذ الكيبر تلميذه النجيب وفي قاعة الدرس سأل العلامة الطلاب: [أين زميلكم المُجد ؟؟] فرد عليه الطلاب: [لقد تخلى عن الجامعة والتحق بعمل يتغلب فيه على ظروفه القاسية] . ُاستغرب الأستاذ العلامة وسألهم: [أين بيته أريد مقابلته ]!!! فأجابهُ الطلاب: [أستاذنا أنت أعظم من أن تزوره ! وقد ترك الجامعة بإرادته .] فقال الأستاذ: [أريد أن أعرف ما هو سبب ترك الجامعة] . أخذ الاستاذ عنوان التلميذ ودخل إلى بيته مُشفقاً عليه... فخجل التلميذ من دخول أستاذه وعليه الهيبة والوقار .. رحب التلميذ بأستاذه أشد الترحيب فسأله الأستاذ عن سبب تركه الجامعة ؟ فرد عليه التلميذ مُسردآ القصة كاملة وعيناه تذرفان الدموع بغزارة . فأجابه أستاذه: [إنتَ تحتاج إلى نقود وإليك خاتمي هذا ... اذهب وبعه وأصلح به حالك] . فقال التلميذ : [ليست القصة قصة خاتم ونقود إنما أنا كرهت العلم لأني لم أنتنفع منه] . فرد عليه الأستاذ: [هذا الخاتم ليس من أجل العودة إلى دروسك بل من أجل أن تفك الضيق عندك] . كان العلامة ذو حكمة بليغة فهو الحكيم في ذلك الوقت ... فقبل التلميذ هدية أستاذه وسارَ إلى محلات الصاغة وهناك عرضَ الخاتم للبيع . استغرب الصائغ وقال للتلميذ: [أشتري منك الخاتم بألف دينار ولكن من أين لك هذا الخاتم ؟؟ ] فأجابهُ التلميذ: [هو هدية لي من عند أستاذي ( ابو الحسن ).. قال الصائغ : [خاتم ثمين هدية ؟!! وشكلك لا يوحي بأنك تعرفه وملابسك رثة !!! أنت سارق الخاتم أليس كذلك ؟؟ ].. فرد عليه التلميذ: [هيا معي إلى أستاذي من أجل أن تصدق أنه هدية منه ]... وذهب الصائغ مع التلميذ وقابلا الأستاذ واطمئن الصائغ من صدق التلميذ. فأعطى الصائغ ثمن الخاتم إلى التلميذ وتوجه الطالب إلى أستاذه ليشكره فقال الأستاذ للتلميذ : [أين ذهبت عندما أردت بيع الخاتم ؟ ] فرد التلميذ: [إلى محلات الصاغة بالطبع] . فسألهُ الأستاذ: [ولماذا ذهبت إلى محلات الصاغة ؟] فرد عليه التلميذ: [هناك يثمنون الخواتم والمعادن الثمينة !!!] فسألهُ الأستاذ مُتعجباً: [فلماذا إذن قبلت أن يــُـثـمّـِنـكَ بــــائـع الخضراوت ويـُــثّمن علمك ويقول إن علمك لا ينفع شيئآ !!؟! هل يثمن بائع خضروات علمك ؟ يا بُني لايُثمن الشيﺀ سوى من يعرف قيمتهُ. . وأنا أثمنك إنك من أعظم طلابي ... لا تدع من لا يعرف قيمتك يُثمنك ... التثمين يكون من صاحب الخبرة ومن يعرف قدرك ارجع الى درسك وعلمك .] .................................................. ..................... هذة القصة الرائعة تنطبق على حياتنا... كم مرة نقع ضمن تثمين خاطئ من شخص لا يعرف قيمتنا؟!! التقييم ينبع من جهتين: الداخل والخارج ، من الداخل يجب أن نعرف أننا بشر، نُخطئ ونُصيب ونتعلم من اخطائنا على تقييم أخطائنا ... والتقييم الخارجي لايقدّر إلا من أصحاب العلم والإختصاص الذين يعرفون قيمة الإنسان مهما كان صغيرآ . التقييم لا من كُل من هب ودب . الناس معادن ولايعرف قيمة المعدن النفيس إلا الصاغة دُمتم بخير تُسعدني آراؤكم المُحترمة الراقية اسأل الباري عزوجل ان يرحمنا ويقبلنا بأحسن القبول بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين . الصورة للسيد أبو الحسن الاصفهاني مع طلابه سنة ١٩٤٢م [عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا] |
رد: قصة بائع فجل
يعطيك آلعآفيـه على الجهد والعطاء الأنيق ,
ونحن في إنتظآر مايبوح به قلمك القادم بشوووق , لقلبك السعآده والفـرح .تقيمي |
رد: قصة بائع فجل
السلام عليكم
مشاركة رائعه الله يعطيك العافيه دمتي بخير |
رد: قصة بائع فجل
،’
راق لي انتقاء رائع و معبر ، يعطيكك العافيهه ع روعةة الطرح لاعدمنا وجووودكك و جديدكك ودي لكك " ) |
| الساعة الآن 09:38 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir