بسم الله الرحمن الرحيم

تركيز القرآن الكريم على الجانب الأخلاقي لشخصية الرسول الأكرم (ص)


[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]



أقام مسجد العباس ببلدة الربيعية بجزيرة تاروت مساء يوم الإثنين ونهاره الموافق 27 / صفر / 1427هـ المصادف 27 / مارس / 2006م وعلى مدى يومين مأتماً عزائياً في ذكرى رحيل خير البرية ورسول البشرية محمد ابن عبدالله بمشاركة الخطيب الأستاذ أحمد بن علي الفردان والرادود عبدالحي بن فاضل آل قمبر والخطيب الأستاذ سعيد بن علي المعاتيق وسط حضور مكثفٍ من أهالي الجزيرة يتقدمهم إمام المسجد فضيلة الشيخ عبدالكريم بن كاظم الحبيل والحاج أبو عبدالشهيد آل سعيد حفظهما الله.
وجاءت فقرات المأتم كالتالي :-

1. أبيات التعزية والإبوذيات

استهل الخطيب الفردان خطابته الحسينية بقراءة باقةٍ عطرةً من أبيات التعزية والمقطوعات الحسينية والإبوذيات الخاصة برحيل المصطفى إلى الرفيق الأعلى.

2. الموضوع (تركيز القرآن الكريم على الجانب الأخلاقي لشخصية الرسول (ص))

تحدث الخطيب الفردان عن التركيز القرآني على الجانب الأخلاقي في سيرة المصطفى كما جاء في الآية الكريمة رقم 28 من سورة التوبة قوله تعالى (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عندتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) حيث أشار الخطيب الفردان إلى أن المتتبع لمعالم شخصية الرسول يلاحظ التركيز القرآني الكبير على الجانب الأخلاقي للرسول المصطفى في كثيرٍ من آيات القرآن الكريم. وأضاف أن الله في محكم كتابه قد امتدح نبيه الكريم بالخلق العظيم والسلوك السوي ولم يمدحه بالشجاعة أو التضحية أو الجهاد رغم أنه أعظم الشجعان ورئيس التضحويين وأكبر المجاهدين والفدائيين في عصره ذلك لأن الأخلاق عنوانٌ عامٌ لمقومات الشخصية الفاضلة والمكافحة. وأضاف إلى أن الآية الكريمة رقم 21 في سورة الأحزاب قوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة). أشارت إلى أن الله رسم الطريق لكسب رضاه ونيل حبه وهذا الطريق هو حب نبيه المحمود الأحمد المصطفى الأمجد أبا القاسم محمد . وأضاف الخطيب الفردان أن رسول الله نجح في كسب ولاء الناس وحب المجتمع له وتمكن من إستقطاب العديد من الأحرار إلى دعوته المباركة من خلال تعامله الأخلاقي وسلوكه الرباني وليس بإغرائهم بالأموال. ثم قرأ الفردان أبياتاً من قصيدة الشاعر الأزري التي جاء فيها:-


أي خلق الله أعظم منه ..................... وهو الغاية التي استقصاها
قلب الخافقين ظهرا لبطن ..................... فرأى ذات أحمد فاجتباها
من ترى مثله إذا شاء يوما ..................... محو مكتوبة القضاء محاها
لا تجل في صفات " أحمد " فكرا ..................... فهي الصورة التي لن تراها
تلك نفس عزت على الله قدرا ..................... فارتضاها لنفسه واصطفاها

وأضاف الفردان أن المتتبع لسيرة النبي يلاحظ الصورة الواضحة والنقية لأخلاق رسول الله من خلال أحاسيسه الرقيقة وتعامله الطيب وشعوره المرهف ومعاملته للناس بكل مودة ورحمة وحب ورأفة وحرص لا تخلوا منها الرحابة في الصدر ولا الإبتسامة على الشفاه ولذلك دعا الله عباده المؤمنين والدعاة إلى الله إلى الإقتداء بأخلاق نبيهم وإمامهم وسيدهم المصطفى . ثم تحدث الخطيب الفردان عن لفظة (من أنفسكم) الواردة في الآية الكريمة موضحاً أنها أفضل وأشد أثراً على النفس وأبلغ بلاغياً من لفظة (منكم) لما تحمل من دلالة على الإرتباط الشديد لرسول الله بالناس وكأنه قطعة منهم وجزءٌ من حياتهم يعايش همومهم ومشاكلهم ويحل قضاياهم. وأشار إلى الرواية المتواترة عن الزهراء التي قرأت الآية بلفظة (أنفَسِكُم) بفتح الفاء وكسر السين بدلاً من لفظة (أنفُسِكُم ) بضم الفاء بمعنى أجلكم وأعظمكم شأناً وقدراً وجلالة. وقد جاء في رسول الله قوله تعالى (لعلك باخع ٌنفسك ألا يكونوا مؤمنين) وقوله تعالى في سورة طه (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى). وأضاف أن رسول الله قبل البعثة المباركة نال الإحترام حتى من الجاهليين حيث كان يلقب في زمن الجاهلية بالصادق الأمين وكانت قريشُ رغم عدائها له تستودع أماناتها عنده ويذكر التاريخ كيف أن رسول الله أستخلف علياً ليرد هذه الودائع والأمانات إلى أصحابها. وأضاف أن رسول الله كابد العناء كل العناء والشدائد من أجل دعوة الناس إلى الله وإلى دين الإسلام وكانت قصته في الطائف يوم أن دعا أهلها إلى الإسلام وقابله صبيتهم برميه بالحجارة وقوله بعدها (اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون) لأصدق شاهد على صبره وثباته وإصراره لتغيير المناهج الجاهلية إلى قيم الإسلام ورحمة الدين. وأشار الفردان إلى أن التاريخ ذكر شواهد كثيرة لمعاناة الرسول حتى مع قومه وأصحابه من جملتها قصة ذلك الأعرابي الذي سحب برد رسول الله الملفوف حول عنقه حتى ظهر أثره في عنقه قائلاً له : أعطني من مال الله الذي عندك لا من مال أبيك ولا من مال أمك فالتفت إليه الرسول يضحك وأمر له بعطاء. ويروي التاريخ أيضاً أنه إلى جاء رسول الله رجلٌ ناتئ الجبهة عريض الوجنتين فقال له : " اعدل يا محمد فإنك لم تعدل" ، لأنه رأى في نفسه أنه بلغ في العلم والتقى مبلغها حتى قال : اعدل يا محمد؛ فقال النبي " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء.؟!" ؛ وقال : "فمن يعدل إن لم أعدل؟؛ خبتَ وخسرتَ إن لم أعدل". واستشهد الفردان برواية جاءت في جامع الأخبار ص 175 أن فاطمة قالت لأبيها يا أبت أخبرني كيف يكون الناس يوم القيامة قال يا فاطمة يشغلون فلا ينظر أحد إلى أحد و لا والد إلى
ولده و لا ولد إلى أمه قالت هل يكون عليهم أكفان إذا خرجوا من القبور قال يا فاطمة تبلى الأكفان و تبقى الأبدان يستر عورة المؤمنين و تبدو عورة الكافرين قالت يا أبتي ما يستر المؤمنين قال نور يتلألأ لا يبصرون أجسادهم من النور قالت يا أبت فأين ألقاك يوم القيامة قال انظري عند الميزان و أنا أنادي رب أرجح من شهد أن لا إله إلا الله و انظري عند الدواوين إذا نشرت الصحف و أنا أنادي رب حاسب أمتي حسابا يسيرا و انظري عند مقام شفاعتي على جسر جهنم كل إنسان يشغل نفسه و أنامشتغل بأمتي أنادي رب سلم أمتي و النبيون حولي ينادون رب سلم أمة محمد. وأضاف الخطيب الفردان أن الظلامات استمرت عليه حتى بعد رحيله إلى الرفيق الأعلى وأبرزه هذه الظلامات هي:-

1. الإساءة الأخيرة التي أقدمت بعض الصحف الدنماركية الرعناء في رسم رسومٍ بذيئة تسيء إلى شخص الرسول
2. منع المؤمنين والمحبين من الوصول إلى قبره الشريف والتمسح به
3. هدم قبور أبنائه من الأئمة المعصومين في البقيع
أختتم الخطيب الفردان خطابته بقراءة مجموعةٍ من أبيات التعزية والمواساة للزهراء وبعلها وإبنيها الحسن والحسين في فقد رسول الله .

3. قصيدة عزائية في ذكرى المصاب الجلل

وبعد القراءة الحسينية قرأ الرادود عبد الحي بن عباس آل قمبر قصيدة حسينية عزائية في مواساة أهل البيت ومحبي آل محمد بذكرى رحيل الرسول الأعظم إلى بارئه جاء مستهلها كالتالي:-

جبرائيل بحزن ردد ........................ عنكم رحل اليوم محمد




وفي نهار يوم الثلاثاء الموافق 28 / صفر المصادف لذكرى الرحيل النبوي قرأ الخطيب الأستاذ سعيد بن علي المعاتيق زيارة رسول الله في مسجد العباس بعد صلاة الظهرين مباشرةً. وقد تخلل الزيارة قراءة مقاطع من الخطبة الفاطمية التي جاء فيها قول فاطمة للقوم (أتقولون مات محمد (ص ) ؟ فخطب جليل استوسع وهنه، واستنهره فتقه، وانفتق رتقه، واظلمت الأرض لغيبته، وكسفت الشمس والقمر، وانتثرت النجوم لمصيبته، واكدت الآمال، وخشعت الجبال، واضيع الحريم، وازيلت الحرمة عند مماته.فتلك والله النازلة الكبرى، والمصيبة العظمى، لا مثلها نازلة، ولا بَائِقَةٌ عاجلة، اعلن بها كتاب الله جل ثناؤه في افنيتكم، وفي ممساكم ومصبحكم، يهتف في افنيتكم هتافا، وصراخا، وتلاوةً، والحانا، ولقبله ما حل بأنبياء الله ورسله حكم فصل، وقضاء حتم ((وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)
ثم قرأ مجموعةً عطرةً من أبيات التعزية والإبوذيات جاء مستهلها كالتالي:-

الواثبين لظلم آل محمد *** ومحمد ملقي بلا تكفين
والقائلين لفاطم اذيتنا *** من طول نوح دائم وحنين
والقاطعين اراكه كيما تلقى *** بظل أوراق لها وغصون



وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين




[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا][عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]

[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا] [عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]

مآجورين