منتديات تدلـل1

منتديات تدلـل1 (http://tdll1.net/vb/index.php)
-   نفحآتـ إيمآنية (http://tdll1.net/vb/forumdisplay.php?f=21)
-   -   ارغام النفس (http://tdll1.net/vb/showthread.php?t=5605)

قاصد 09-16-2007 04:55 AM

ارغام النفس
 
لما كان عمر الإنسان كله-في حال تكليفه-لا بد من تحركه وسعيه وكسبه فيه، فإن نجاحه وفلاحه، لا يتحققان إلا بملء وقته بطاعة الله، وإلا أصيب بمفسدة الفراغ الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبر أن الفراغ نعمة يندم على تفويتها صاحبها، إذا لم يستغلها في طاعة ربه، لأن الذي لا يشغل وقته بطاعة الله، سيشغلها بمعصيته.
ففي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ) [صحيح البخاري: رقم (6412) وهو في الفتح: (11/229)]
قال الحافظ: "قال ابن بطال: معنى الحديث أن المرء لا يكون فارغا، حتى يكون مكفيا صحيح البدن، فمن حصل له ذلك، فليحرص على ألاّ يغبن، بأن يترك شكر الله على ما أنعم به عليه، ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه، فمن فرط في ذلك، فهو المغبون" [فتح الباري: (11/230)]
ولقد وعى السلف الصالح-وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم-خطر التفريط في الفراغ، وعدم شغله بطاعة الله تعالى، ومن ذلك وصية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما التي كان يعظ بها الناس، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أوعابر سبيل) وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" [صحيح البخاري، رقم: (6416) وهو في الفتح: (11/233)]
قال ابن رجب رحمه الله: "قوله: وخذ من صحتك لسقمك، ومن حياتك لموتك، يعني اغتنم الأعمال الصالحة، قبل أن يحول بينك وبينها السقم، ومن الحياة قبل أن يحول بينك وبينها الموت. وقد روي معنى هذه الوصية عن النبي صلى الله عليه وسلم-وذكر حديث ابن عباس لسابق-.
وفي صحيح الحاكم عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لرجل وهو يعظه: (اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك) [جامع العلوم والحكم: ص 336]
ولقد أخبر الله في كتابه، أن الذي لا يشغل فراغه بطاعة ربه في الدنيا، يندم على ذلك يوم القيامة، ويتمنى أن يعود إلى الدنيا ليحصل له فراغ يشغله بطاعة الله، ولكن ذلك الندم لا ينفعه، لأنه فوت على نفسه وقتا كافيا منحه الله إياه، شغله بغير طاعة الله، كما قال تعال: ((وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له، من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون. واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم، من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون. أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله، وإن كنت لمن الساخرين. أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين. أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين. بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين.)) [الزمر: 54-59] والآيات في هذا المعنى كثيرة.
قال الأستاذ محمد قطب-مبينا خطر الفراغ على الإنسان-:"إن الفراغ مفسد للنفس، إفساد الطاقة المختزنة بلا ضرورة، وأول مفاسد الفراغ، هو تبديد الطاقة الحيوية لملء الفراغ، ثم التعود على العادات الضارة التي يقوم بها الإنسان لملء هذا الفراغ، والإسلام حريص على شغل الإنسان شغلا كاملا، منذ يقظته إلى منامه، بحيث لا يجد الفراغ الذي يشكو منه، ويحتاج إلى ملئه إلى تبديد الطاقة أو الانحراف بها عن نهجها الأصيل." [منهج التربية الإسلامية (1/253)]

سارية 03-31-2008 05:09 PM

مشاركة: ارغام النفس
 
[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]


الساعة الآن 01:51 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

This Site Uses The Product: 7elm V 2.6