منتديات تدلـل1 - الحناء موروث شعبي وفن لبنات الإمارات

الحناء موروث شعبي وفن لبنات الإمارات

[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]

الحناء من الملامح التراثية عامة والإماراتية خاصة، وهي فن يجذب الجميع، خصوصاً الأجانب الذين يبحثون عن رائحة الماضي، وتستخدم الحناء عند المرأة للتزين وللظهور بالمظهر الحسن والجميل.
تستخدم المرأة الحناء بطريقة منتظمة للزينة، فالحناء هي الأكثر استخداماً للتجميل، خصوصاً بعد الزواج، فلا تكاد تخلو أكف من الحناء، وتفضل المرأة الإماراتية اللون الأحمر منها الذي يكون أكثر بهجة وإبرازاً للمنطقة المحناة.

كما أن المرأة تعمل على تسويد لون الحناء بالاستعانة ببعض العطور، أو باستخدام مادة النشادر مع الليمون، أيضاً توجد الحناء بالصبغة التي تستخدم عادة لرسم النقوش الدقيقة، فهناك صبغة الحجر، فيتم رسم النقوش بالصبغة ثم تزال الصبغة بعد أن تجف، ويتم تعريض المنطقة المحناة إلى دخان خشب الطلح، فتسود النقوش في دقائق.

طقوس خاصة بالعروس
للعروس طقوس ونقوش خاصة بها تستلزم العمل ليوم كامل من الحانيات المحترفات، لما تطلبه من دقة وإتقان كبيرين، وتصل نقوش العروس إلى نصف الساق، وفي اليد تصل إلى نصف الساعد، كما يضعن نقوشاً صغيرة على البطن والكتفين وتستمر العروس في وضع نقوش الحناء.
تنتشر الحناء أيضاً في الدول العربية بأشكال وألوان مختلفة، وتجدر الإشارة إلى أن معظم الحانيات هاويات من دون دراسة، واحترفن المهنة وأتقنها بحكم الخبرة الطويلة.

سمة من الجمال
توضع الحناء كصبغة للشعر والأظافر والأقدام وراحة الأيدي وظهورها، والحناء تستخدم كسمة من سمات الجمال في مواسم الأعياد والزواج وحفلات الفرح، مما يدخل السرور والبهجة على النساء والبنات، خصوصاً صغار السن، ويعتبر هذا في بعض البلدان من التقاليد الموروثة ومن الضروريات في هذه المجتمعات التي يصعب تركها.[عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]

مسايرة الموضة
لم تكن أدوات النقش وتصاميمه بمعزل عن الحركة المتطورة للموضة، بل دلل على عصريته ليأخذ مكاناً مميزاً في صالونات التجميل الحديثة.. تذكر بعض ممن احترفن المهنة عن الأدوات المستخدمة في النقش أنهن كن يستخدمن أشواك الطلح لخلط الخضاب الأسود ونقله إلى الجسد بخيوط فنية رفيعة، وأن المادة كانت تصنع من نبات العفص و«السكة»، كما كان النقش يتم في منازل محددة، أو لدى نساء عرفن بامتلاك الخبرة بالنقش والقدرة على صياغته وتطويره، على أن هذه الحال ظلت في معظم المناطق إلا أنه لم يبق محصوراً على هذا النحو، وانتقل من المنازل إلى محلات الكوافير، ومن استخدام الخضاب المحلي الى الخضاب المستورد من الهند في الغالب، وشوكة الطلح استبدلت بالريشة والإبرة المعدنية وبمثل ما تطورت أدوات النقش تطورت أيضاً أماكن النقش في الجسد التي تعدت اليد والقدم والمعصم والعنق لتشمل الساق كلها من الأصابع الى أعلى الفخذ، واليد إلى الكتف وأصبحت النساء المتزوجات والعرائس ينقشن «رسمات» على الصدر وعلى مناطق مختلفة من الجسد، تقول بشري إحدى خبيرات التجميل: لا مجال لمقارنة النقش قديماً وحديثاً لم تعد النساء يلتزمن بالعادات والتقاليد القديمة في النقش، إذ كان هناك حدود لأماكن النقش ومساحاته بالنسبة للفتاة العازبة والمرأة المتزوجة.

النقش في الجسد كله
الآن لا توجد منطقة في الجسد ممنوعة أمام النقش «وكله بحسب الطلب»، وتفضل نساء اليوم النقشات والظهر، وتفضل العازبات نقش اليد إلى الكتف، والأرجل إلى الفخذ على شكل وشم في المعصم، أو أسوار في الساعد، أما المتزوجات فكل واحدة تأتي وتطلب النقش الذي يحبذه زوجها.. لكن القليل من النساء هن من يأتين للنقش بصورة مستمرة، فيما غالبيتهن يستخدمنه في المناسبات، إذ تضع الحناء على راحتي العروس أولاًَ، أما على شكل «قصّة» أو أشكال مستمدة من البيئة كالورد وجذوع النخيل باستخدام خوصة نخيل، إذ يتم غمس طرفها في الحناء، ثم رسم الشكل المراد رسمه بعد أن قامت بتقميع الأصابع ثم تنتقل إلى الأرجل فتضع عجينة الحناء في أسفل قدم العروس مع تقميع الأصابع ورفع الحناء على جانبي القدم مع بعض النقاط على أصابع القدم، بعد أن تجف الحناء لا تغسل العروس رجيلها بل يوضع عليها قماش أخضر يُلف بطريقة محكمة يكون الحناء في يوم الزفاف، أي اليوم بعد التالي قد اكتسب اللون البني الغامق، وهو ما يكسب العروس مظهراً يعبر عن فرحتها بهذا اليوم.

للحناء ملابس خاصة
الحناء من أهم معالم الزواج في المجتمعات الخليجية والعربية
كافة، فالحناء من أساسيات زينة العروس، لذا فقد اكتسبت ليلة الحناء، وهي الليلة التي تسبق يوم الزفاف بيومين، أهمية كبيرة لدى المرأة الخليجية، فقد كانت هذه الليلة في السابق تتم باجتماع أهل العروس وأقرب النساء إلى العريس كوالدته أو أخته فقط، تقوم العروس بارتداء ملابس ليلة الحناء التي غالباً تكون خضراء اللون ذات تطريز ذهبي، كما ترتدي قطع الذهب المختلفة مثل «الطاسة»، و«المرتعشة»، و«الحيول» بأنواعه.

أشكال النقش متعددة
لا تكاد ترى سيدة أو فتاة تصل إلى مركز تجميل دون أن تحصل علي نقش جميل على يدها، وتقول أميرة البحيصي التي تتولي النقش للفتيات والسيدات إن الإقبال الشديد على أمر متوقع لأهميته بالنسبة للسيدات، على رغم أن البعض منهن لا يعرفن إلا أنهن حين يدخلن عندي أقوم بالشرح لهن عن مغزى التجميل ومزاياه الاجتماعية، وذكرت وهي تقوم بالنقش على يد إحدى السيدات الإسبانيات داخل مراكز التجميل وجدتها فرصة لكي تتحدث عن نقش الحناء بالنسبة للأوروبيات، وهل هو أمر جديد ومثير لهن، فقد كان الإقبال الشديد منهن على النقش غير عادي طيلة الوقت،
وتقوم بالنقش على أيدي السيدات بأشكال مختلفة من الورد إلى الرموز التراثية، إذ تحتاج إلى صبر ودقة متناهية، لأن هناك نقوشاً مشهورة منها الشعبي الخليجي، أما أشكال النقش فمتعددة كأشكال أوراق أشجار أو أزهار، تضفي نوعاً من الجمال على الأيدي.

جمال النقوش في تعقيدها
تقول حصة، إحدى السيدات اللاتي التقيناها بعد أن حصلت على فرصة للنقش على يديها: جمال النقوش تكمن في تعقيد زخارفها، وجمال لونها الأحمر القاني، وفوحان رائحتها ذات البُعد الطبيعي، وأتمنى زيارة الإمارات للتعرف عن قرب على واقعها التراثي والثقافي الجميل.
وتتابع السيدات والفتيات رحلتهن داخل الجناح، بعد النقش لمشاهدة أفلام بانورامية عن التراث والتطور الحضاري في دولة الإمارات.