منتديات تدلـل1

منتديات تدلـل1 (https://www.tdll1.net/vb/index.php)
-   العلم والمعرفه (https://www.tdll1.net/vb/forumdisplay.php?f=223)
-   -   انس ابن مالك (https://www.tdll1.net/vb/showthread.php?t=15351)

ميدو 05-08-2010 10:46 PM

انس ابن مالك
 
كان أنس بن مالك في عمر الورد *ين لقنته أمه (( الغميصاء )) الشهادتين , و ملأت فؤاده الغض ب*ب نبي الإسلام م*مد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ...

فشغف أنس به *باً على السماع .

ولا غرو , فالأذن تعشق قبل العين أ*ياناً ...

وكم تمنى الغلام الصغير أن يمضي إلى نبيه في مكة أو يفد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) عليهم في (( يثرب )) ليسعد برؤياه و يهنأ بلقياه .

***

لم يمض على ذلك طويل وقتٍ *تى سرى في (( يثرب )) الم*ظوظة المغبوطة أن النبي صلوات الله وسلامه عليه و صا*به الصديق في طريقهما إليها ... فغمرت البهجة كل بيت , وملأت الفر*ة كل قلب ...

وتعلقت العيون و القلوب بالطريق المبارك الذي ي*مل خطا النبي (صلى الله عليه وسلم) و صا*به إلى (( يثرب )).

***

و أخذ الفتيان يشيعون مع إشراقة كل صبا* :

أنّ م*مداً قد جاء...

فكان يسعى إليه أنس مع الساعين من الأولاد الصغار ؛ لكنه لا يرى شيئاً فيعود كئيباً م*زوناً.

***

وفي ذات صبا* شذي الأنداء, نضير الرواء, هتف رجال في (( يثرب )) إن م*مداً و صا*به غدوا قريبين من المدينة.

فطفق الرجال يتجهون ن*و الطريق الميمون الذي ي*مل إليهم نبي الهدى والخير ...

ومضوا يتسابقون إليه جماعاتٍ جماعاتٍ , تتخللهم أسراب من صغار الفتيان تزغرد على وجوههم فر*ة تغمر قلوبهم الصغيرة , و تترع أفئدتهم الفتية ...

وكان في طليعة هؤلاء الصبية أنس بن مالك الأنصاري.

***

أقبل الرسول صلوات الله وسلامه عليه مع صا*به الصِّدِّيق , و مضيا بين أظهر الجموع الزاخرة من الرجال والولدان ...

أما النسوة و الصبايا الصغيرات فقد علون سطو* المنازل , وجعلن يتراءين الرسول صلوات الله وسلامه عليه و يقلن :

أيهم هو؟! ... أيهم هو؟!.

قكان ذلك اليوم يوماً مشهوداً ...

ظل أنس بن مالك يذكره *تى نيف على المائة من عمره .

***

ما كاد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) يستقر بالمدينة ؛ *تى جائته ((( الغميصاء بنت مل*ان )) أم أنس , وكان معها غلامها الصغير , وهو يسعى بين يديها , و ظفيرتاه تتذبذبان على جبينه ...

ثم *يت النبي عليه الصلاة والسلام وقالت :

يا رسول الله ... لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أت*فك بت*فة , و إني لا أجد ما أت*فك به غير ابني هذا ...

فخذه فليخدمك ما شئت ...

فهش النبي (صلى الله عليه وسلم) للفتى الصغير و بش , و مس* رأسه بيده الشريفة , و مس ظفيرته بأنامله الندية , وضمه إلى أهله .

***

كان أنس بن مالك أو (( أُنَيْسٌ )) - كما كانوا ينادونه تدليلاً - في العاشرة من عمره يوم سعد بخدمة النبي صلوات الله وسلامه عليه .

وظل يعيش في كنفه ورعياته إلى أن ل*ق النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالرفيق الأعلى .

فكانت مدة ص*بته له عشر سنوات كاملات , نهل فيها من هديه ما زكى به نفسه , ووعى من *ديثه ما ملأ به صدره , و عرف من أ*واله و أخباره و أسراره و شمائله ما لم يعرفه أ*د سواه .

***

و قد لقي أنس بن مالك من كريم معاملة النبي صلوات الله وسلامه عليه ما لم يظفر به ولد من والد ...

وذاق من نبيل شمائله , و جليل خصاله ما تغبطه عليه الدنيا .

فلنترك لأنس ال*ديث عن بعض الصور الوضاءة من هذه المعاملة الكريمة التي لقيها في ر*اب النبي السم* الكريم (صلى الله عليه وسلم) , فهو بها أدرى , و على وصفها أقوى ...

قال أنس بن مالك :

كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه من أ*سن الناس خلقاً , و أر*بهم صدراً . و أوفرهم *ناناً ...

فقد أرسلني يوماً ل*اجة فخرجت , وقصدت صبياناً كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم و لم أذهب إلى ما أمرني به , فلما صرت إليهم شعرت بإنسانٍ يقف خلفي , و يأخذ بثوبي ...

فالتفت فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتبسم و يقول :

( يا أنيس أذهبت إلى *يث أمرتك؟ ).

فارتبكت و قلت : نعم ...

إني ذاهب الآن يا رسول الله ...

والله لقد خدمته عشر سنين , فما قال لشيءٍ صنعته : لم صنعته ؟! ...

ولا لشيءٍ تركته : لم تركته ؟! .

***

وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه إذا نادى أنساً ناداه (( أنيساً )) بصيغ التصغير ت*بباً و تدليلاً ؛ فتراة يناديه يا أنيس , و أخرى يا بُنَيَّ .

و كان يغدق عليه من نصائ*ه و مواعظه ما ملأ قلبه و ملك لبه .

من ذلك قوله له :

( يا بني إن قدرت أن تصب* وتمسي وليس في قلبك غش لأ*د فافعل ...

يابني إن ذلك من سنتي , و من أ*يا سنتي فقد أ*بني ...

و من أ*بني كان معي في الجنة ...

يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم يكن بركة عليك و على أهل بيتك ) .

***

عاش أنس بن مالك بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام أكثر من ثمانين عاماً ؛ ملأ خلالها الصدور علماً من علم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) , وأترع فيها العقول فقهاً من فقه النبوة ...

و أ*يا فيها القلوب بما بثه بين الص*ابة والتابعين من هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) , و ما أذاعه في الناس من شريف أقوال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) و جليل أفعاله .


وقد غدا أنس على طول هذا العمر المديد مرجعاً للمسلمين , يفزعون إليه كلما أشكل عليهم أمر , و يعولون عليه كلما استغلق على أفهامهم *كم .

من ذلك , أن بعض الممارين في الدين جعلوا يتكلمون في ثبوت *وض النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة , فسألوه في ذلك , فقال :

ما كنت أظن أن أعيش *تى أرى أمثالكم يتمارون في ال*وض , لقد تركت عجائز خلفي ما تصلي إ*داهن إلا سألت الله أن يسقيها من *وض النبي عليه الصلاة والسلام .

***

و لقد ظل أنس بن مالك يعيش مع ذكرى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ما امتدت به ال*ياة ...

فكان شديد البهجة بيوم لقائه . سخي الدمعة على يوم فراقه , كثير الترديد لكلامه ...

*ريصاً على متابعته أقواله و أفعاله , ي*ب ما أ*ب , و يكره ما كره , و كان أكثر ما يذكره من أيامه يومان :

يوم لقائه معه أول مرة, و يوم مفارقته له آخر مرة.

فإذا ذكر اليوم الأول سعد به و انتشى , و إذا خطر له اليوم الثاني انت*ب و بكى , و أبكى من *وله من الناس .

و كثيراً ما كان يقول : لقد رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يوم دخل علينا , و رأيته يوم قُبض منا , فلم أرَ يومين يشبهانهما .

ففي يوم دخوله المدينة أضاء فيها كل شيء ...

وفي اليوم الذي أوشك فيه أن يمضي إلى جوار ربه أظلم فيها كل شيء ...

و كان آخر نظرة نظرتها إليه يوم الإثنين *ين كشفت الستارة عن *جرته , فرأيت وجهه كأنه ورقة مص*ف , و كان الناس يومئذٍ وقوفاً خلف أبي بكر ينظرون إليه , و قد كادوا أن يضطربوا , فأشار إليهم أبو بكر أن اثبتوا .

ثم توفي الرسول عليه الصلاة والسلام فما نظرنا منظراً كان أعجب إلينا من وجهه - (صلى الله عليه وسلم) - *ين واريناه ترابه .

***

ولقد دعا رسول الله صلوات الله عليه لأنس بن مالك أكثر من مرة ...

وكان من دعائه له :

( اللهم ارزقه مالاً وولداً , و بارك له ) ...

وقد استجاب الله سب*انه دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام , فكان أنس أكثر الأنصار مالاً , و أوفرهم ذرية ؛ *تى إنه رأى من أولاده و *فدته ما يزيد على المائة .

وقد بارك اله له في عمره *تى عاش قرناً كاملاً ...

و فوقه ثلاث سنوات .

وكان أنس رضوان الله عليه شديد الرجاء لشفاعة النبي (صلى الله عليه وسلم) له يوم القيامة ؛ فكثيراً ما كان يقول :

إني لأرجوا أن ألقى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة فأقول له :

يا رسول الله هذا خويدمك أُنَيْس .

***

ولما مرض أنس بن مالك مرض الموت قال لأهله :

لقنوني لا إله إلا الله, م*مد رسول الله .

ثم ظل يقولها *تى مات .

وقد أوصى بعصية صغيرة كانت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأن تدفن معه , فوضعت بين جنبه و قميصه .

***

هنيئاً لأنس بن مالك الأنصاري على ما أسبغه الله عليه من خير .

فقد عاش في كنف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) عشر سنوات كاملات ...

و كان ثالث اثنين في رواية *ديثه هما أبو هريرة , و عبد الله بن عمر ...

وجزاه الله هو و أمه الغميصاء عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء .

سارية 05-09-2010 10:24 PM

رد: انس ابن مالك
 
بسم الله الر*من الر*يم
السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا *َبِيبَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ و السلام على ال بيته الكرام و ص*به اجمعين

بميزان ال*سنات و الف شكر ميدوووو

ميدو 05-09-2010 11:11 PM

رد: انس ابن مالك
 
اسعدني مرورك سارية

محمد عياد 12-11-2010 04:30 PM

رد: انس ابن مالك
 
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه


الساعة الآن 09:51 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

This Site Uses The Product: 7elm V 2.6