احسن القصص ،
يوسف الصديق الحلقة /7
(فلبث في السجن بضع سنين )
لم يكن مقدرا ليوسف ان يلبث في السجن عام كما هو شائع بين الناس وخصوصا بعد ان علمنا ان طلبه من الناجي من السجن لم يكن ذنبا او حتى ترك اولى لكي يزيد الله في سجنه تأدبا او تهذبا.
الحقيقة هو انه كان مقدرا ليوسف ان يحكم في الأرض وان يكون ملكا وان تسجد له الكواكب والشمس والقمر وهو على العرش.
وبحسب النظام الاحسن وهو نظام العلة والمعلول والسببية السبب والمسبب. ان يمهد الله ليوسف الاسباب ليكون ملكا ويهيئ له كل الامكانيات المادية والمعنوية ليمكنه في الارض.
واول مهمة كانت ليوسف ع هو هداية من في السجن ليكونوا موحدين بالله خالصين مخلصين. وكذلك ليهئهم في القادم من الاعوام ليكونوا قادة بلاد مصر العظيمة.
وحتى يكون للملك وزراء من دينه وعقيدته التي يعتقد بها ليكونوا له عون على المشركين ومعبد امون وكهنته وامكانياتهم البشرية والاقتصادية. لابد من وجود انصار تعينه على مهمته الرسالة.
وكذلك لابد ان تكون الاسباب مناسبة لخروج يوسف من السجن وان يكون في هرم السلطة. فنرى ان الامة مقبلة على بلاء قادم وقحط مميت تحتاج الى منقذ ومخلص.
وفعلا بعد تتبع كيف دخل يوسف السجن وماهي الاسباب ومن ثم رؤيا الملك وعجز السحرة عن تاويلها حتى وصلت النوبة لمن عنده علم التاويل وكان يوسف.
ثم اعلان برائته وتودد الملك اليه وجمال خلقته ومنطقه الذي يحبب كل من رأه وسمعه. (وكذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوأ منها حيث يشاء )

هكذا هو حال يوسف الزهراء ع وهو في سجن غربته ينتظر اذن الله بعد ان يهئ له الأسباب الطبيعية لظهوره المبارك من غياهب الغربة الموحشة والمظلمة الى نور القسط والعدل.
(واشرقت الارض بنور ربها ) كل ما يلزمه هو عدد الانصار المرتقب كمال عدتهم وعددهم ليفتح الله على يديه المشارق والمغارب (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )