رد: الأحسائيون في الكاظمية أواسط القرن العشرين
مشروع الحسينية :
كان في كربلاء حسينية للأحسائيين يرعاها المغفور له الميرزا علي الحائري , يرتادها الأحسائيين من مريديه , في الخمسينيات عزم الأحسائيون في الكاظمية على تسيير موكب عزائي إلى كربلاء بعدما كانوا ينضمون في السنوات السابقة إلى موكب ( أولاد عامر ) لحساوية البصرة – وهو في العادة أكبر مواكب العراق منذ العشرينيات .
فتمّ جمع مبالغ للإنفاق على الموكب لكنهم وجدوا المبلغ كبيرا على الموكب فاقترح الحاج محمد الحمد الأمير إن تنشأ حسينية في كربلاء , فعلا اشتريت قطعة أرض و تمّ تسويرها و دعي المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم للصلاة فيها ثلاث أيام في فترة وجوده لزيارة عاشوراء , وقد ضمن البناء دكاكين تؤجر للإنفاق على مصارف الحسينية و سجّلت باسم الحاج عبد الرسول المازني و هو أحسائي يحمل الجنسية العراقية , و في عهد الرئيس عبد الكريم قاسم أزيلت الحسينية و عوّض عنها بمبلغ 17000دينار عراقي و بقي المبلغ فترة دون أن يعين بديل للحسينية حتى توفي مستلمه , ثم اشتري بجزء منه أرض في خان الدبس بكربلاء مساحتها 600م بجهود الحاج علي بوخمسين المقيم في البصرة , إلا أن البناء تعثّر و توقف خاصة مع بروز حزب البعث أيام الرئيس عبد السلام عارف حيث استولي على البناء لسنوات و ترك و لم يكتمل .
آثار تعليمية ثقافية :
إن وجود عوائل الأحسائيين وفرت فرصة سانحة لأبنائهم للدراسة في المدارس العراقية ,ومن أهم المدارس التي التحق أبناؤهم مدارس الأنباريين , و الفرزدق و العباسية و البحّية و المفيد الابتدائية و ة أبو العلاء المعري المتوسطة و ثانوية الشعب , و كان لالتحاقهم أثر كبير في تأهيلهم للدخول في المدارس الحكومية السعودية و التأهيل للعمل بعد رجوعهم للوطن .
كما وفرت الإقامة في الكاظمية فرصة لأقتناء الكتب و متابعة الجرائد و الإصدارات الجديدة التي كانت تصدر من بغداد كالساعة و اليقظة أو البيان النجفية , أو التي كانت ترد من مصر كالرسالة و المصوّر و آخر ساعة ,التي تصدر من لبنان مثل العرفان , وكانت الشريحة الأكبر تقبل على المجلات السياسية المصوّرة , و قلة تهوى المجلات الأدبية كالرسالة مثلا .
و برز في تلك الفترة من أهتمّ بالقراءة و اقتناء الكتب كاللغوي الحاج موسى الموسى ( بو جعفر ) و مؤرخ الأحساء الحاج جواد بن حسين الرمضان ( بو حسن ) و الحاج عباس بن الشيخ ياسين ( بو فاضل ) و الحاج حسن بن علي البقشي ( بو منير ) حيث ذكر الأخير أنه حمل معه ست صناديق مليئة بالكتب بعد رجوعه من الكاظمية , وطبعا أشاعت تلك الحالة من التعلّم و المطالعة نوعا من الطفرة في مستويات الوعي لدى شريحة غير بسيطة من الجالية الأحسائية في الكاظمية .
و كان لتعليم هؤلاء شديد الأثر في تشجيع الأهل في إلحاق أبنائهم بالمدارس النظامية في الوطن عند بدايات إنشائها فئ الفترة التي كانت محل تجاذب بين محجم و مبادر , كما لاقى إلحاق البنات معارضة من المتشددين في الوطن أيضا .
آثار اجتماعية :
من أهم الأثار الاجتماعية التي خلّفتها إقامة الأحسائيين في الكاظمية هي المصاهرة , فقد اقترن عدد ليس بالقليل منهم بعراقيات , و بالتالي أنتقلن معهم إلى الوطن , لم أحص في تلك الفترة إلا حالة و احدة لزواج أحسائية بعراقي .
و من مظاهر الأختلاط بالعراقيين هي تلك المجالس التي تعقد للخياطة كانت تضمّ عراقيين إلى جانب الأحسائيين , و الجلسات التي تعقد في الصحن الكاظمي الشريف بعد المغرب , كذلك في المدارس فكون أبناء الجالية الأحسائية صداقات و صلات قوية تواصلت حتى بعد رجوع الأحسائيين إلى الوطن .
و من الملاحظ أن المقيمين اكتسبوا من خلال اختلاطهم بالعراقيين اللهجة العراقية أو شيئا منها , خاصة أبناء الخياطين الذين ولدوا هناك , و لاتزال هذه اللهجة محببة للأهالي هنا , كانت مسألة اللهجة موضع تندر كبير خاصة بين الأحسائيين المقيمين في الكاظمية و بين بعض الزوار الذين يأخذون بالحديث باللهجة العراقية مع بداية تحرك السيارة من دروازة الخميس (أم خريسان ) بالهفوف !!!
أما اللباس فعلى رغم تشابه الزي العربي لسكان العراق يذلك المستخدم في الأحساء , إلا أن هناك أزياء اشتهرت أكثر كالشماغ الأزرق أو الأسود أو الطقم و هو عبارة عن صاية بدون أكمام يلبس عليها حزام جلدي أو من القماش و يلبس عليه جاكيت أو بشت أو كلاهما معا .وصار بعض الأحسائيين يلبس مثل هذا الزي , مما يتندر به أن أحد الأحسائيين عند رجوعه من العراق طالب بالجنسية السعودية , توجة إلى الأحوال المدنية , فقابل أحد المحققين
|