أسمع أزيز الريح فوق رأسي

والطريق مملوءة بالأشجارالغاضبة
ترتـقب جريمة غامضة . . جعلت مني جسداً هامداً
قبل موتي
محت أقدامه ظله ، والموت يحوم حوله
في وقت ترفف فوقه رايةبيضاء
تنتظر هدوء الريح لتسقطفتكون الكفن
معلنة رحيل روح !!

هكذا تريد

ولكن الروح أبت الخضوع . . فصارعت سكراتها
لتسرد حلمها المبتور بألم أسود تعالت صرخاته
باحثاً عن سرّ الموت . . يقوده وجه صنم
وحوله دماء قرابين
فثارت يد تكره ذبح القرابين لغير الله
وتفجر قلب يكرهالإشراك وأهله
فتمتم اللسان بكلمات ثكلي
تغدو وتروح بين الحزن و الحزن
حتى حضرت جنود في الظلام
يحملون شموعاً مطفية
وسط كهف تخرج من جدرانه ألسنةأفاعي
لا منجاة "حصار موت" مؤكد
وساد الأجواء هدوءصاخب
مشبّعا برائحة الثرى المبللينبعث من جوف حفرة
تنتظر جسداً وجنازة .

خوف مرعب يحيط الجسدوالجنازة

موت محقق يتقنالحصار
بيد أن الروح لا تزالتـقاوم
أتقفز الآن ؟ أتتركجسدها؟
وان أرادت فلنتستطيع
فهاهي الغربان تخرجمن الشقوق
تمنعها منالهروب
ليستلذ الكل فيتعذيبها
ويبقى الوجه الخفي تلفحهريح عاتية
ووجه جنازتييختنق
والعرق يتصبب من جبينالوجهين
أضحى كل وجة يطعن فيجسده
ليُخرج روحة . . وبدأتالمسافة تـقترب
بين قاتل و قتيل
وباتت الأجسادترتـقب . .بين فراق ورحيل
بين مجرم وضحيتة
كلها تختصر المشوار . . تـفتش في المكان
لتجعل من الموت موتاً سرياً

ووسط هذه الوقائع ، وحيث كنت قابع

وكل ما حولي يهدينيالموت
إنطلق رمح مجهول ، توسطصدري
فوقعت الجريمة وأغتيلتمواليداً قبل ولادتها
وغادرت روحاً مناضلة ، وأنسفكت دمائي
لتخلتط مع دماءالقرابين
أي جريمة كانت ، وأي واقعةوقعت
فالعظام أضحت على العروشخاوية
وحل الصمت على القبور ،والأقدام محت آثارها
معلنة نهاية على حدود الوجع
أيا مجرمة . . أيا قاتلة :
اذا شعرتِ بتأنيب الضمير بعد موتي
وغطت روحك الشفقة والرحمة
لا تـفتحي تابوتي . . ولاتبكين موتي
أبـقي في مكانك أو على أطراف المقبرة .

** لا علاقة لأنثى بالجريمةهيبريئة

في حين لا يزال الغموض يحيطهاوتحتاج من يـفك رموزها.