عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2010, 12:23 AM   #3

زينـب غير متواجد حالياً

لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 3171
تاريخ التسجيل : Nov 2009
فترة الأقامة : 5264 يوم
أخر زيارة : 08-26-2014
المشاركات : 1,773 [ + ]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : زينـب is on a distinguished road
افتراضي رد: الأحسائيون في الكاظمية أواسط القرن العشرين





طريقة عمل الأحسائيين هناك :

يمكن أن نقسّم الأحسائيين في الكاظمية إلى مقيمين و زائرين , فالمقيمين هم من توطنوها لسنوات و عملوا بها أما الزوار فكانوا يقصدونها للزيارة , و لأن الزيارة –في تلك الفترة – تستمر لفترة طويلة قد تمتد شهورا , فهم – الزائرين – ربما عملوا لتوفير نفقات معاشهم , و لتطويل فترة الزيارة بأخذ الأعمال من بعض المعازيب , و يعلق الحاج عبدالله الدوخي في هذا الشأن قائلا ( رأس مال المخيّط هو الميبر , و إذا انتهى منه فإنه يضعه في طاقيته ) كناية عن أنه يمكنه أن يمارس الخياطة أينما كان , ومتى شاء , بل ربما استغلّ بعض المعازيب بعض المهرة من المخايطة للزيارة , أغراه بالمكوث و الإقامة فيها .

و يمكن تصنيف مستويات تصنيع البشوت التي كانت تصنّع إلى مستويين :

النوع الأول : الأصناف الراقية و يعبر عنها ب( اللّباس ) و تستخدم فيها خامات راقية من النسيج و الزري و يستعان في تطريزها بالمهرة من الخياطين , و بالطبع ينعكس ذلك على السعر و السوق الذي تباع فيه .

أما النوع الثاني : فهو الأصناف العادية أو المتردية و يعبّر عنها ب( الخرّكان ) و تستخدم فيها خامات عادية و زري من الصفر ( النحاس ) و يستعان في تطريزها بالخياطين العاديين أو المبتدئين , و قد أقام أحد المعازيب العراقيين و يدعى حجي خضيّر , خانا يسمى خان حجي خضيّر لصنع هذا النوع من النشوت ذات السعر المتدني , التي تفصّل لتباع جاهزة في الغالب في السوق و قد ضمّ هذا الخان عراقيين و أحسائيين و يسوّق أنتاجه في السوق المحلية العراقية .

و تجدر الإشارة إلى أن نتاج الأحسائيين المقيمين في الكاظمية يتجه بشكل رئيس إلى سوق الكويت و هم في هذه الحالة يقصدون الكويت مباشرة بأنفسهم لبيعها أو عن طريق إرسالها إلى الحاج علي بوخمسين المقيم في البصرة ليقوم ببيعها بدوره في الكويت أو إرسالها إلى المعزب الحاج عبدالله بن محمد الجعفر البقشي الملقب ب( كريم الكويت ) في عهد الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم كان الحاج سلمان الأمير هو الذي يتولّى هذه المهمة , كما يتم تصريف جزء من الإنتاج في سوريا عبر تداوله بين تجار عراقيين و آخرين سوريين كالحاج نبيه حمدالله .

آثار الإقامة في الكاظمية على الأحسائيين :

لا بد لمن ينتقل من بلد إلى آخر أن يؤثّر و يتأثّر في البلد التي استوطنها خاصة إذا كان إنسانا فاعلا متحركا ,و الأحسائيون أيضا أثروا و تأثروا بتلك الحقبة بالعديد من العادات العراقية , كما كان لهم تأثير في بعض الجوانب على المحيطين بهم من العراقيين .

الناحية الاقتصادية :

كان العامل الاقتصادي من أهم أسباب الانتقال إلى الكاظمية , وقد تحقق ذلك , فأغلب المعازيب يبدأ في الأصل خياطا أجيرا عند بعض التجار العاديين ثم ما يلبث أن يستقل و يكوّن مجلسه الخاص في خان من خانات الكاظمية ,ويتمكن بعدها من جلب عائلته بعد تيسر شؤونه المالية , وقد اهتموا بالتوسيع على عائلاتهم , والتركيز على تعليم الأبناء وكان لذلك دورا في إبعاد شريحة من الأبناء في أجيال تالية عن مهنة الآباء .

و أثناء الإقامة في الكاظمية اكتسب العديد منهم بعض المهارات , كالتصوير لذا نجد أن أول مصوّر في الأحساء هو رجل الأعمال المعروف الحاج ياسين الغدير الذي تعلّمها في الكاظمية , مضافا إلى ذلك فقد إلى اكتسب بعض العراقيين مهنة خياطة البشوت من الأحسائيين بعد عملهم عندهم بل أن بعض المعازيب كان يوزع بعض الأعمال لنساء عراقيات تكريتيات يسكنّ في حي الجعيفر كالحاج حسن بن محمد البقشي و آخرين , عن طريق معلمة صنعة تكريتية تدعى ( خمّاسة الآستشية ) و قد خلّف الانتقال إلى الكاظمية خبرات تجارية لدى بعض المعازيب و صبيانهم فبعضهم لم يكتف بالعمل في الخياطة بل توسع في صرف العملة للزوار و نقل البضائع كالحنطة العراقية و البقول و الدخان و غيرها إلى الوطن و نقل بضائع السعودية إلى العراق
 
 توقيع : زينـب
اي كربلا إليكِ أشكو بدمع خضيب حنينا لذاك الراس المعفر
يــــــــــــــــــــــــــــــــا حسين



رد مع اقتباس