الموضوع: همسات نورانيه
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-01-2020, 01:49 PM
فاطمه غير متواجد حالياً
أوسمتـــي ~
العضو المتميز 
لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 6943
تاريخ التسجيل : Apr 2020
فترة الأقامة : 1470 يوم
أخر زيارة : 06-19-2021
المشاركات : 1,212 [ + ]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : فاطمه is on a distinguished road
افتراضي همسات نورانيه



✨همسات نورانية ✨
العنوان :
✨ مرافقة الصادقين والوفاة مع الأبرار ✨

في الآيات الأولى من سورة الحمد ذكر التحميد والخضوع أمام الله سبحانه ({الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ...})، وفي الآيات الأخيرة منها طلب صحبة الرفقاء الإلهيين، مثل الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ({اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ...})

وعليه فإنّ الخضوع والتأدّب السابق مقدّمة للطلب اللاحق، ولم يكن تخضّعاً فارغاً ولا تأدّباً خالياً من الطمع.

وهنا لا بدّ أن نتعرّف على شرط مرافقة هؤلاء، وأن نختبر أنفسنا هل أنّ دعاءنا المتكرّر والمستمر في سورة الحمد قد استُجيب أم لا؟ وهل أنّنا نسيرُ في صحبة هؤلاء أم أنّنا محرومون من مرافقتهم؟

✔️ القرآن الكريم يدعو المؤمنين إلى مرافقة المحسنين وأصحاب الصدق: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة: 119)
✔️ ويُعلّمنا أن نطلب من اللّه مرافقة الأبرار عند الموت: {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} (آل عمران: 193)

وشرطُ مرافقة الأبرار عند الموت هو مرافقتهم في الدنيا، وفي غير هذه الصورة فإنّ مَنْ لم تكن له علاقة بالصالحين والأبرار في الدنيا، فلن يكون معهم في الموت والبرزخ والقيامة

{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} (سورة الفرقان)

وسبيل رسول اللّه الذي يعضُّ الظالم على يديه حسرةً وندماً على عدم المضيّ فيه... قد أوضح القرآن الكريم معالمه في موضعين هما:

1️⃣* في سورة النور: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (62)}
أي أنّ المؤمنين باللّه والرسول لا يتركون النبي صلّى اللّه عليه وآله وحده في القضايا الاجتماعيّة كالحرب ومواجهة الأعداء، ولا يتركون الميدان دون الاستئذان من النبي صلّى اللّه عليه وآله، وهذا نحوٌ من مرافقة رسول اللّه والمسير في طريقه.

والذي لا يترك وليّه وقائده وحيداً في الميادين الاجتماعية، فإنّه يستطيع أنْ يسأل اللّه سبحانه توفيق الوفاة مع الأبرار.

2️⃣* وفي سورة الفتح بُيّن نحوٌ آخر من الرفقة مع الرسول الأكرم صلّى اللّه عليه وآله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)}

فالقسم الأوّل من هذه الآية الكريمة يُبيّن التجمّع العبادي والتكاتف السياسي والعسكري لأعوان وأصحاب النبيّ الأكرم صلّى اللّه عليه وآله، ويذكر بأنّ أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وآله إضافة إلى العبادة (الركوع والسجود وقيام الليل) فهم فيما بينهم رحماء متعاطفون وعلى أعدائهم صُلبٌ أشدّاء.

وذيل الآية يُبيّن أيضاً حالة الانسجام والتعاون الاقتصادي السائدة فيما بينهم، ويُشبّههم بزرعٍ قد تكامل ونما في جميع مراحله من الجذور إلى البراعم ثمّ إلى الفروع والأغصان ثمّ مرحلة الأثماء والعطاء، فهم أغنياء وأقوياء في جميع شؤونهم.

المصدر⬇️
📗 من كتاب "تسنيم في تفسير القرآن"
لآية الله جوادي آملي حفظه الله تعالى
الجزء الأوّل صفحة 602 وما بعدها
✨✨✨
✨الحمدلله كما هو أهله✨
اللَّـهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد📝
نسألكم الدعاء✋



رد مع اقتباس