التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا
سمك بلطي للتربية والتسمين
بقلم : antaumry

قريبا


 
#1  
قديم 05-08-2010, 10:46 PM
ميدو غير متواجد حالياً
لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 3238
تاريخ التسجيل : Feb 2010
فترة الأقامة : 5712 يوم
أخر زيارة : 05-02-2020
المشاركات : 4,455 [ + ]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ميدو is on a distinguished road
Awt15 انس ابن مالك



كان أنس بن مالك في عمر الورد *ين لقنته أمه (( الغميصاء )) الشهادتين , و ملأت فؤاده الغض ب*ب نبي الإسلام م*مد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ...

فشغف أنس به *باً على السماع .

ولا غرو , فالأذن تعشق قبل العين أ*ياناً ...

وكم تمنى الغلام الصغير أن يمضي إلى نبيه في مكة أو يفد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) عليهم في (( يثرب )) ليسعد برؤياه و يهنأ بلقياه .

***

لم يمض على ذلك طويل وقتٍ *تى سرى في (( يثرب )) الم*ظوظة المغبوطة أن النبي صلوات الله وسلامه عليه و صا*به الصديق في طريقهما إليها ... فغمرت البهجة كل بيت , وملأت الفر*ة كل قلب ...

وتعلقت العيون و القلوب بالطريق المبارك الذي ي*مل خطا النبي (صلى الله عليه وسلم) و صا*به إلى (( يثرب )).

***

و أخذ الفتيان يشيعون مع إشراقة كل صبا* :

أنّ م*مداً قد جاء...

فكان يسعى إليه أنس مع الساعين من الأولاد الصغار ؛ لكنه لا يرى شيئاً فيعود كئيباً م*زوناً.

***

وفي ذات صبا* شذي الأنداء, نضير الرواء, هتف رجال في (( يثرب )) إن م*مداً و صا*به غدوا قريبين من المدينة.

فطفق الرجال يتجهون ن*و الطريق الميمون الذي ي*مل إليهم نبي الهدى والخير ...

ومضوا يتسابقون إليه جماعاتٍ جماعاتٍ , تتخللهم أسراب من صغار الفتيان تزغرد على وجوههم فر*ة تغمر قلوبهم الصغيرة , و تترع أفئدتهم الفتية ...

وكان في طليعة هؤلاء الصبية أنس بن مالك الأنصاري.

***

أقبل الرسول صلوات الله وسلامه عليه مع صا*به الصِّدِّيق , و مضيا بين أظهر الجموع الزاخرة من الرجال والولدان ...

أما النسوة و الصبايا الصغيرات فقد علون سطو* المنازل , وجعلن يتراءين الرسول صلوات الله وسلامه عليه و يقلن :

أيهم هو؟! ... أيهم هو؟!.

قكان ذلك اليوم يوماً مشهوداً ...

ظل أنس بن مالك يذكره *تى نيف على المائة من عمره .

***

ما كاد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) يستقر بالمدينة ؛ *تى جائته ((( الغميصاء بنت مل*ان )) أم أنس , وكان معها غلامها الصغير , وهو يسعى بين يديها , و ظفيرتاه تتذبذبان على جبينه ...

ثم *يت النبي عليه الصلاة والسلام وقالت :

يا رسول الله ... لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أت*فك بت*فة , و إني لا أجد ما أت*فك به غير ابني هذا ...

فخذه فليخدمك ما شئت ...

فهش النبي (صلى الله عليه وسلم) للفتى الصغير و بش , و مس* رأسه بيده الشريفة , و مس ظفيرته بأنامله الندية , وضمه إلى أهله .

***

كان أنس بن مالك أو (( أُنَيْسٌ )) - كما كانوا ينادونه تدليلاً - في العاشرة من عمره يوم سعد بخدمة النبي صلوات الله وسلامه عليه .

وظل يعيش في كنفه ورعياته إلى أن ل*ق النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالرفيق الأعلى .

فكانت مدة ص*بته له عشر سنوات كاملات , نهل فيها من هديه ما زكى به نفسه , ووعى من *ديثه ما ملأ به صدره , و عرف من أ*واله و أخباره و أسراره و شمائله ما لم يعرفه أ*د سواه .

***

و قد لقي أنس بن مالك من كريم معاملة النبي صلوات الله وسلامه عليه ما لم يظفر به ولد من والد ...

وذاق من نبيل شمائله , و جليل خصاله ما تغبطه عليه الدنيا .

فلنترك لأنس ال*ديث عن بعض الصور الوضاءة من هذه المعاملة الكريمة التي لقيها في ر*اب النبي السم* الكريم (صلى الله عليه وسلم) , فهو بها أدرى , و على وصفها أقوى ...

قال أنس بن مالك :

كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه من أ*سن الناس خلقاً , و أر*بهم صدراً . و أوفرهم *ناناً ...

فقد أرسلني يوماً ل*اجة فخرجت , وقصدت صبياناً كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم و لم أذهب إلى ما أمرني به , فلما صرت إليهم شعرت بإنسانٍ يقف خلفي , و يأخذ بثوبي ...

فالتفت فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتبسم و يقول :

( يا أنيس أذهبت إلى *يث أمرتك؟ ).

فارتبكت و قلت : نعم ...

إني ذاهب الآن يا رسول الله ...

والله لقد خدمته عشر سنين , فما قال لشيءٍ صنعته : لم صنعته ؟! ...

ولا لشيءٍ تركته : لم تركته ؟! .

***

وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه إذا نادى أنساً ناداه (( أنيساً )) بصيغ التصغير ت*بباً و تدليلاً ؛ فتراة يناديه يا أنيس , و أخرى يا بُنَيَّ .

و كان يغدق عليه من نصائ*ه و مواعظه ما ملأ قلبه و ملك لبه .

من ذلك قوله له :

( يا بني إن قدرت أن تصب* وتمسي وليس في قلبك غش لأ*د فافعل ...

يابني إن ذلك من سنتي , و من أ*يا سنتي فقد أ*بني ...

و من أ*بني كان معي في الجنة ...

يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم يكن بركة عليك و على أهل بيتك ) .

***

عاش أنس بن مالك بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام أكثر من ثمانين عاماً ؛ ملأ خلالها الصدور علماً من علم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) , وأترع فيها العقول فقهاً من فقه النبوة ...

و أ*يا فيها القلوب بما بثه بين الص*ابة والتابعين من هدي النبي (صلى الله عليه وسلم) , و ما أذاعه في الناس من شريف أقوال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) و جليل أفعاله .


وقد غدا أنس على طول هذا العمر المديد مرجعاً للمسلمين , يفزعون إليه كلما أشكل عليهم أمر , و يعولون عليه كلما استغلق على أفهامهم *كم .

من ذلك , أن بعض الممارين في الدين جعلوا يتكلمون في ثبوت *وض النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة , فسألوه في ذلك , فقال :

ما كنت أظن أن أعيش *تى أرى أمثالكم يتمارون في ال*وض , لقد تركت عجائز خلفي ما تصلي إ*داهن إلا سألت الله أن يسقيها من *وض النبي عليه الصلاة والسلام .

***

و لقد ظل أنس بن مالك يعيش مع ذكرى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ما امتدت به ال*ياة ...

فكان شديد البهجة بيوم لقائه . سخي الدمعة على يوم فراقه , كثير الترديد لكلامه ...

*ريصاً على متابعته أقواله و أفعاله , ي*ب ما أ*ب , و يكره ما كره , و كان أكثر ما يذكره من أيامه يومان :

يوم لقائه معه أول مرة, و يوم مفارقته له آخر مرة.

فإذا ذكر اليوم الأول سعد به و انتشى , و إذا خطر له اليوم الثاني انت*ب و بكى , و أبكى من *وله من الناس .

و كثيراً ما كان يقول : لقد رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يوم دخل علينا , و رأيته يوم قُبض منا , فلم أرَ يومين يشبهانهما .

ففي يوم دخوله المدينة أضاء فيها كل شيء ...

وفي اليوم الذي أوشك فيه أن يمضي إلى جوار ربه أظلم فيها كل شيء ...

و كان آخر نظرة نظرتها إليه يوم الإثنين *ين كشفت الستارة عن *جرته , فرأيت وجهه كأنه ورقة مص*ف , و كان الناس يومئذٍ وقوفاً خلف أبي بكر ينظرون إليه , و قد كادوا أن يضطربوا , فأشار إليهم أبو بكر أن اثبتوا .

ثم توفي الرسول عليه الصلاة والسلام فما نظرنا منظراً كان أعجب إلينا من وجهه - (صلى الله عليه وسلم) - *ين واريناه ترابه .

***

ولقد دعا رسول الله صلوات الله عليه لأنس بن مالك أكثر من مرة ...

وكان من دعائه له :

( اللهم ارزقه مالاً وولداً , و بارك له ) ...

وقد استجاب الله سب*انه دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام , فكان أنس أكثر الأنصار مالاً , و أوفرهم ذرية ؛ *تى إنه رأى من أولاده و *فدته ما يزيد على المائة .

وقد بارك اله له في عمره *تى عاش قرناً كاملاً ...

و فوقه ثلاث سنوات .

وكان أنس رضوان الله عليه شديد الرجاء لشفاعة النبي (صلى الله عليه وسلم) له يوم القيامة ؛ فكثيراً ما كان يقول :

إني لأرجوا أن ألقى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة فأقول له :

يا رسول الله هذا خويدمك أُنَيْس .

***

ولما مرض أنس بن مالك مرض الموت قال لأهله :

لقنوني لا إله إلا الله, م*مد رسول الله .

ثم ظل يقولها *تى مات .

وقد أوصى بعصية صغيرة كانت لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأن تدفن معه , فوضعت بين جنبه و قميصه .

***

هنيئاً لأنس بن مالك الأنصاري على ما أسبغه الله عليه من خير .

فقد عاش في كنف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) عشر سنوات كاملات ...

و كان ثالث اثنين في رواية *ديثه هما أبو هريرة , و عبد الله بن عمر ...

وجزاه الله هو و أمه الغميصاء عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء .



رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مالك, ابو, انس


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ومن يشفي رو*ي سوى مالك رو*ي ذكرى ضفـآف حرة 4 08-16-2011 07:11 AM
إصدار (قبلة الثائرين) للرادود مالك الأسدي م*رم 1431 هـ / 2010 م‎ باسل الصــــــــــوتيات 4 03-27-2010 05:33 PM
مالك الأشتر gagan العلم والمعرفه 3 02-21-2010 07:23 AM
والله ان مالك شريكٍ في خفــــوقي حسن 10 متنفس الحرف 4 04-17-2009 06:06 PM


الساعة الآن 09:50 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1