أشهر القصص البوليسية ( 2 )

أشهر القصص البوليسيه ( 2 )

--------------------------------------------------------------------------------
هذه القصة الثانية من سلسلة أشهر القصص البوليسية

فلنتابع احداث هذه القصة سويآ





شاهدان على الجريمة







لعل الخجل الذي يتعرض له شباب اليوم هو السبب الذي يدفعهم الى

الهجرة في طلب الرزق بعد أن ضاقت بهم سبل العيش في بلدهم وتنكرت لهم

حظوظهم في أوطانهم

فكر أحمد بالسفر الى مكان ليس له من معارف ولا أهل فيها.. إذآ

ليسافر وليفعل القدر بعد هذا ما يشاء

كان أحمد مضطرب الفكر مشتت الخاطر .. ردد مع نفسه :

هذا بلد أنا فيه الغريب وما أدري مايكون مصيري فيه, وليس في

جيبي الا الأقل من المال ثم اني بحاجة الى نزل لا يكلفني فوق طاقتي ..

التقى ذالك الشاب وتعرف عليه بعد أن شأله :

أتعرف فندقآ متواضعآ للنوم فقط .

قال الشاب أنت غريب ؟

نعم.. وقد أتيت للعمل هنا .

فضحك وقال :وكيف تجد عملآ بهه السرعة ؟

قال : لاضطراري ألاعتماد على نفسي فأعتقد اني سأقبل أي عمل ..

ياترى ماذا تعمل أنت ؟

أجاب : أنا...انا لا احب العمل .

-وما الذي يمنعك من العمل ؟

قال : الكسل .

وهل هناك دواء لكسلك ؟

اجاب بهدوء مخيف :الموت ..نعم فقد ورثت ثروة طائله فلم أعمل

للمحافظة عليها.. لقد غرقت في المقامرة فركبتني الديون .

لقد ضاقت الدنيا في وجهي وأظلمي السماء .

اسمع .. لقد حدث لرجل أمريكي يدعى جيمس سيدز .أن اشترى

مزرعة صغيرة وصرف عليها ثروته فما ت فيها الزهر وذبلت الاشجار فرفضت

خطيبته

ان تتزوج منه وهجره الاصدقاء وهرب منه الااقارب واحاط به الدائنون وقبض عليه

البوليس واودعه فيى السجن.

وعاش فى السجن يسدد ديونه من عمره .

لازائر يسأل عنه..

لاصديق يزوره..

وفى احد الايام تلقى ثلاثه خطابات..

كان الخطاب الاول عبارة عن رسالة من دائن يطالبه با لتسديد.

والخطاب الثانى من صديق يذكره بدين قديم ..

والخطاب الثالث من احد شركات البترول تعلمه انها عثرت فى ارضه على بئر نفط

وترفق معه خطابها شيكآ باربعة الاف جنيه كدفعه اولى من ايراد ه من البئر

الجديدة.

وانتشر الخبر فى السجن ..فى المدينه .. ثم فى امريكا كلها..

وقد وقفت خطيبته تنتظر ه على باب السجن...
.

وجاء الاصدقاء يحملون له الاكل والسجائر والحلوى

وارسل الدئنون له خطابات اعتذار .

فرفض الرجل ان يخرج من سجنه ..فقد را ى وجه الله ..ولكنه راى وجه الناس ايضا .

يا اخى احمد لقد فترت همتى وقطعت الامل من كل شى ء.

تستطيع ان تعمل

اشعر بأنى قد انتهيت من هذه الحياة .. ولا اضن احدا يستطيع مساعدتى بعد

اليوم..

انا مستعد ان اساعدك..

اذا كنت تريد مساعدتى فالذى اريده منك ان تأتى معى لآدلك على قصري وعليك

ان تدخل هناك وسوف يستقبلوك بكل حفاوة واعلم ان اسمك امجد ..وهذا هو

اسمى ..

اعلم اني كنت خارج الوطن منذ فتره طويله ولا احد يعرف شكلى ..سيظنونك

امجد..

و لماذا لا تذهب انت ؟

ساتى فى اليوم التالى فلا تخف .. صحيح ان ما اطلبه منك يدعو الى الغرابه

ولكني اريد ارسالك بدلا عنى لامور سأحدثك بها لاحقا ,سنلتقى هذا المساء.

ولكن اترك حقيبتك وجواز سفرك معى كى لايفطن احد لمحتوياتها ..

وصل احمد الى القصر وها هو يضغط على جرس الباب..استقبله رجل كهل وراح

يعانقه با كيا ..مرحبا بسلامتة العوده..

قضى احمد بضع ساعات في البيت وخرج بعدها ..وفي اليل جاء ودخل الحمام

فورا واستحم ..تناول العشاء ..ونام على فراش وثير ..لكنه لم يستطع ان ينم .

وفى الصباح ايقضه الخادم ..تناول الا فطار ..شرب الشاى ..تناول صحيفة الصباح

ليقرأها ..قلبها ..تناول غيرها ..قراها دون مااهتمام الا ان استلفت نظره خبر

ولكنه ماكاد يقرا الا سطر الاولى من الخبر انتصب واقفا وقد اضطرب جسمه واخذ

العرق يتصبب من وجه بغزارة ..


راح يقرأ مايلى ..

عثر البو ليس با لقرب من محطته الخطوط الحديديه علة جثه شاب قد تشوه

جسمه وتقطعت اجزاؤه حتى اصبح من المستحيل معرفة هيئته وشكله ولكن

الاوراق التى فى جيبه دلت على هويته ..

ووجد البو ليس فى محفضته بعض الآوراق وجواز سفر قد ظهر من التحقيق الآولي

الذى قام به البوليس ان الشاب الذكور ان الحادث جريمة قتل وقد وجدت الجثه

خارج المحطه وقد مثل بها ..

وسنوالى القراء بتطورات التحقيق فى عدد الغد.

تقدم الخادم من احمد ووقف كانما ما يأمره به .

سأله مروان ملابسه التى تركتها فى الحمام فقال ..

لقد عاد سيدي الى القصر وقد تمزقت ملابسه وتلطخت با لدم فعرضتها على

رئيس القصر فامرني بطرحها خارج المنزل في صندوق القمامه .

فتهجم وجه احمد لهذا الجواب وانقبض صدره .

فقال بسرعة ..

واوراقي ومحفضتي ..فبهت الخادم لهذا السؤال وقال ..

اني لم اجد في ملابسك شيئا سيدي فقد كانت خاوية تماما .

فاصفر وجه احمد وقال بصوت خافت ضعيف ..

وحقيبتى ؟

فقال الخادم انك لم تاخذ معك حقيبة حين غادرت المنزل مساء البارحه .

ارتدى ملابسه ومشى الى الباب لو لا ان وقف الرجل الكهل في وجهه وقال له.

لقد اخبرتك سيدي عندما جئت ليلة امس اني اريد مفا تحتك بأمر من الخطورة

بمكان فوعد تني هذا الصباح .

ذهل أحمد وقال :اوعدتك انا؟

فهز الكل رأسه با لإ يجاب ...

فلما اصبح احمد في الشارع راح يجمع أفكاره ليتفهم معنى ما سمعه من

الخادم والكهل .

وبعد قليل أدرك عجزه وأيقن أن هناك سرا غريبآ يحيط به ..

حيث انه عند ما عاد الى المنزل بعد الظهر وتناول غداءه مشى إلى غرفة

المكتبه يتقدمه الكهل ثم اقفل الباب خلفه ثم اخذ يدير وجهه فيما حوله ليتعرف

على مافي الغرفه من اثاث .. أوراق..أسرار

لقد اصبح من الحكمه أن يعثر أحمد على أوراق يقرأ ماسطر فيها أمجد

ليكن بميسوره أن يسوي أموره والتحدث عن اعماله .. لان عكس ذلك يكشف

سره ويدعو الكهل في أسوأ الاحتملات إلى الشك بأمره.

عثر أحمد في أحد الدروج على ورقة مالية فئة الخمسين دولار وعلى

سندات وعلى كتاب من البنك يعلمه فيه :ان رصيده في البنك قد اغلق.

واخيرآ عثر على دفتر صغير اخذ يقلب اوراقه فوجد فيه الرساله التاليه:

الليل ساكن هادىء,والقمر تمتد أضواؤه الي وأنا في حجرتي فيؤذيني,

أرجوه ان يرد نوره علي فلايفعل,سأقوم إلى الستائر اسدلهاحتى لا أراه ولا

يراني..اني في حاجة ملحه الى الكتابه والى الكتابه عن نفسي ولست أبالي من

سيقرأ كلماتي هذه التي قد أمزقها قبل ان تصل الى احد من الناس .

ساذهب يوم الى ربي وانا في فجر شبابى ..

مااصعب احضار الماضي وجعله امر ا منظورا.

الواقع اني مثقل با لديون وبا ستطاعتي تسديدها من بيع قصري هذا لكني كنت

قد وعدت والدي قبل وفاته عندما زارني اخر مرة في امريكا اثناء دراستي .

وعندما كنت في كهف والدتي منذ ان كنت صغيرا حين طلقها ..والتي توفيت هنا

وبقيت اعتاش علي ما تصلني من حوالات والدي..

لقد وعدت والدي ان لابيع الدار ..وهو وعد شرف قطعته لوالدي لذا قررت الاانتحار

بعد تصفية ديوني ..

اني خائر العزم ..اخشى ان افشل او اعمل مايسىء لسمعة والدي وعائلتي

ولهذا قررت الانتحار خوفا من الحياة ..

وقف احمد يتذكر اللقاء الا ول الذي جمعه بأمجد ..

تذكر كل كلمه قالها ..وتذكر القاء الثاني الذى جمعهما في تلك الليله ..

واستعاد فعلتة وهو يستعيد ما كتبته الصحف في اليوم التالي للقاء امجد مساء

يوم مقتله..

عثر علي جثة شاب قد تشوه جسمه وتقطعت اجزاؤه حتي اصبح من المستحيل

معرفة هيئته وشكله ولكن الاوراق التي في جيبه دلت على هويته..

لم يكمل احمد بقية الخبر ,فا نهار على احد الكراسى خائر القوى ..

ان استطاع ان يحصل على كل سيء الان ولكنه لم يستطع ان يحصل على

نفسه .

وبقي شبح امجد يلاحقه كل يوم يسأله ..لماذ قتلتني ؟وانا لم اعمل معك الا

العروف ..

وكان هذا الكابوس يثقل عقل وقلب احمد..

وذات يوم وجد احمد مقتولا في غرفته ..

ودلت تحقيقات الشرطه والطب الشرعي ان لااثار على حدوث جريمه ..

انما حالة موت دلت على توقف القلب الفجائي ..

مات احمد ..وحفظت قضيت امجد في ملفات لبوليس ..

وكان هناك شاهدان على الجريمه لم يستدعهما البوليس للتحقيق معهما ..

هما انا كاتب هذه القصة .وانت عزيزي القارئ.