تُفْـــ الجَنْــةِ ـــاحُ ؛,

تُفْـــ الجَنْــةِ ـــاحُ ؛,



- قد نضجت .. تفاحتك الخضراء يا نيوتن!
- عزيزتي .. بل كانت حمراء..
- وماأدراكَ أنها حمراء؟ فالإخضرار احتمالٌ وارد ٌ في عالم التفاح ..! ..
-هراء-
- تفاحتي أنا حمراء .. ولو كنت أعمى لعرفت أنها حمراء .. فما من شيءٍ يسقط أرضاً إلا وقد امتلأ هديراً من أحلامٍ حمراء ! هي إذاً تفاحتي الحمراء؟!


- لكن لا تنسى .. كل التفاح على اختلاف ألوانه .. يحمل روحاً بيضاء بجوفه..!
يصمت برهة ..!
- أعلم ما يشغل تفكيرك !
- لم تكن الجاذبية وحدها من أسقطني في وحلك يا آدم .. بل هو غصنٌ استثقلني ورأى تعلقي به رفاهيةً لا جدوى منها .. فتراخت عروقه التي أتنفسها ..
فأختنقتُ سريعاً .. وانسلت يداي من بين يديه فهوت أحلامي حين هويتُ ..
- يقول:
لو طال بكِ الأمد مشرئبة ً على غصنك لاستحال السُكََّرُ خمراً .. وكل ما أسكر تـُفَاحُهُ .. حَرُِمَتْ شجرته ..! لذا لا أمان لتفاحةٍ يا صغيرة!
- هه -
السكر لا يختمر يا آدمي إلا إذا انقطعت عنه أسباب الحياة .. فلا تظلمني ولا تظلم شجرتي .. قد حرمتني أنت والأرض تلك الحياة التي أنشدها..
- لكنني دوماً أتساءل :
لِم لا يسقط الغصن معي .. لِمَ لا تسقط الشجرة؟!.. لِمَ دوماً أسقط وحدي ؟
- نيوتن..! أجبني؟!
- لا جواب يا حمراء..
- فكيف أجبت أصحاب الدنيا عن سر تعلق الأرض بهم .. وعجزت أن تجيب تفاحة ً عن سر سقوطها في الوحل؟!
- لِمَ استثقلني غصنٌ أغرُ وشدتني الأرض لأسقط في وحلها .. ؟
فإذا ما تمرغت بترابك يا آدم .. التقمتني لقمةً بعد أخرى ..
- وطويت سجلات تجاربك العصماء نشواناً أنك وجدتها .. وجدتني ..!
فَصِرْتَ حديث العالم كله .. ورفع لك قبعاته السوداء تزلفا.. وصرت مذكوراً مبجلاً ..
متبوعاً – استثقالاً - بذكر تلك المسكينة .. تفاحة نيوتن !
تلك التفاحة الساقطة ..!
وقليلٌ منك يا آدم من يملك أن يرفعها إلى الغصن كرةً أخرى .. ولا شيءَ يعيدها سيرتها الأولى ..
فلماذا السقوط قدرٌ يا آدم؟ لماذا؟
لِم َ كل الحكايات تبدأُ دوماً بتفاحةٍ .. وآدم ؟
وتنتهي بجنةٍ لا باب لها؟!
…!