تائهة أنا ... فهل تسمعنى ؟

تائهة أنا ... فهل تسمعنى ؟

فقدت كل الحوارات معانيها ...
أصبح ما بينى و بينك ضوضاء صوتية خاوية فارغة ...
كلماتى فقدت معانيها ... و تثتغيث ...
لوقعها صدى كضربات نحاسية تدوى فى رأسى ...
أما الصمت ... و آه من الصمت ...
أصبح يدوى ... يجلجل ... يتفجر ...
و يُلقى بى فى كهف الوحشة و الحرمان ...
فى مغارات الوحدة المظلمة ...
و أنت ... معى تتابعنى و تحملق فى صمت !!!
تائهة أنا ... فهل تسمعنى ؟

أتكلم ... أتحدث ... أتمتم ... أشدو ... أصرخ
أتأوه ... أضحك ... أبكى ...
و أتيه بحثاً عن لغة جديدة فى قواميس العالم ...
لكنك قابع فى ظل الصمت الموحش ...!!!
تائهة أنا ... فهل تسمعنى ؟

لا أعرفنى ... أغوص فى أغوار الغربة وحدى ...
أحكى يا عاشقة ... أحكى لمرآتك حكاوى الزمن ...
أشكى لمرآتك حكاوى صقيع الهجر و ثلوج الصمت ...
أتحاور مع مرآتى ... و أتدرب ...!!!
نعم ... أمضى الساعات الطوال ...
فى التدريب على حوارى القادم معك ...
تدريب المواجهة الدامية ...
تدريب التعبئة القصوى ...
تدريب التحايل الأنثوى ...
تدريب الصبر الموجع ...
تدريب الحنان الدافق ...
تدريب اللوعة ... الإشتياق ... التوسل ...
الإنهيار ... و أخيراً ... أنهار .

تائهة أنا ... فهل تسمعنى ؟
بدأت عاشقة
تتهاوى
تتناثر
تتبعثر
أفقد لياقتى الحوارية ...!!!
أتعثر ... أتلعثم ... يُصيبنى الخرس ...

تلجُمنى إشارات قف الحمراء التى تأتى منك ...
كلماتى التى كانت تعرف طريقها إليك تائهة بيننا ...
أصبحت كلماتى تسرى بداخلى فتخدرنى ...
و تُصيبنى برجفة ...!!!
أرتعد ... أرتعش رعباً من كلماتى الموجعة ...
التى سوف أرسها إليك ...
تائهة ... أنا فهل تسمعنى ؟

أتألم ...
كم كنت أتوق للحلم ...
أحلامى سكنتها كوابيس الصدمة ...
أحتلت ساعات الوحشة و الفراغ و الظلمة اللانهائية مقلتى ...
أحتلت أحلامى مساحات من الفراغ الماكر ...
أما قلبى فلن أحدثك عنه ... لأنك لم تعرفه ...
و ضاعت أحلام عااااااااشقة
أندثرت ...
مسحت كل الأحداث الحلوة من شريط الذاكرة ...
و لم يتبقى إلا خواء القلب ...
و التشخيص ...
كدمات نفسية إثر نوبة غربة و صمت ...
و إحتمال ذبحة تواصلية حادة ...
فهل تسمعنى !!!؟

و هنا سكتت عاشقة عن هذيانها المٌباح