اللهم صل وسلم على سيدنا و نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين


 

التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :

قريبا

العودة   منتديات تدلـل1 > المنتديات الادبيه > يحكى أن

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-06-2012, 08:25 PM
حسن 10 غير متواجد حالياً
لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 2350
تاريخ التسجيل : Mar 2009
فترة الأقامة : 5481 يوم
أخر زيارة : 07-26-2020
المشاركات : 2,437 [ + ]
عدد النقاط : 210
قوة الترشيح : حسن 10 has a spectacular aura aboutحسن 10 has a spectacular aura aboutحسن 10 has a spectacular aura about
027 تحولات أبتسام سيرة قلب حسن 10



تحولات أبتسام سيرة قلب حسن 10

فلسفة حب صوفي وسيرة عاشق عالمي تكشفها قرية الجبيل . لتسليط حزمة من الضوء على حب حسن 10 الذي دوّن هذه السيرة بكل تفاصيلها الصوفية ويوميات صباياه منذ أول طفلة قرويه والى آخر أبتسام مارست تحولاتها بين كلماته ورؤاه.. تأتي هذه السيرة في زمن الرماد لتنهض جمارها على صفحات منتدانا (تدلل 1).

كان يراها في كل الأسفار
في كل المدن الأرضية بين الناس
ويناديها في كل الأسماء..
كانت أبتسام جارتي في زمن الطفولة وكانت نوافذ بيتها تواجه نوافذ بيتي، طوال النهار كنت أنظر إليها وهي تنظر إليّ دون أن نتبادل الكلمات، مرت السنوات، كبرت أبتسام وكبرت أنا أيضاً، ولكننا ظللنا صامتين من دون أن نتحدث.
أتذكرها الآن وكأنها تقف أمامي بوجه مدور وبعينين تشعان نوراً وأنا أقف مسحوراً أمامها أو أمام طيفها، لا أنام إلا لماماً وأتناول طعامي بسرعة لكي أعود فأطل عليها من النافذة، وعندما كان يقترب أحد من أهل بيتها ونحن نتبادل النظرات كنت أختفي بسرعة وقلبي يخفق.
ذات يوم قررت أسرتهاأن تنتقل إلى بيت آخر وهنا كانت الكارثة، وبالرغم من أن أسرتها إنتقلت إلى نافذ لم تكن بعيد عن نافذنا لكني بدأت أخاف السؤال أو الإقتراب من نافذها، فلقد كنت أشعر إنها نافذة محرمة عليّ وعندما كنت في الصف الأول الإبتدائي رأيتها ثانية في حالة من حالات تحولها - ربما لم تكن هي ولكنها كانت هي - وكنت أتبعها من بعيد وكانت تتلفت أحياناً فأختفي في أحد الأزقة الجانبية بينما كانت هي تمارس دلال الأنثى بالرغم من طفولتها المفرطة وكنت أرى إنها كانت تحس بأنها محبوبة وإن إنساناً يتبعها بلطف من دون أن يتدخل أو يدخل إلى دائرة طفولتها.
ثم عدنا نحن فإنتقلنا إلى بيت آخر وهكذا ضاعت ابتسام مني ثانية فحاولت أن أدخل إلى دائرة سحر جديدة، إذ بدأت تستيقظ في داخلي قوة جديدة طاغية ولم أكن أعرف إنني دخلت في مرحلة المراهقة وعندما رأيتها بعد سنوات طويلة - وربما هي أو ابتسام أخرى - وهي في الصكه المئدية الى بيتنا المنتهي، لم تعرفني أو تتذكرني لكن وجهها ظل يطاردني في كل مكان وكان قلبي لا يخفق لأية فتاة أو إمرأة إلا وتكون شبيهة لها.
وعندما تركت القرية في الخمسينات أخبرني صديق إنها قد ماتت - ولا أدري من منهن هي التي ماتت - وهكذا فإن روحها بدأت تحل في كل الأشياء وفي كل اللواتي أحببتهن في ما بعد وظلت هي تولد من خلالهن وهكذا كنت أشعر إنها لم تمت لأنها كانت تقوم من الموت بعد أن كنت أرش عليها ماء الحياة وأطعمها كسرة من الخبز التي هي مادة الديمومة وقوام الحياة الأبدية بالمعنى اللاهوتي والشعري، وبمرور السنوات تحولت ابتسام إلى رمز إسطوري وواقعي وكوني وأبدي، ومن المفاجآت المذهلة إن ابتسام عادت إلى الظهور بشكل حمامة أو إمرأة شابة رأيتها في (مهرجان حسانه فله) من دون أن أكلّمها لأن دقات قلبي كادت تتوقف عندما رأيتها وكدت أهرب ولا أتذكر الآن هل إنني هربت أم ظللت واقفاً أمامها، هي تقف أمامي بوجهها الإسطوري الواقعي، وفي تلك اللحظات عادت دورة الحياة تدور بعد أن كنت قدمُتّ وتوقفت عن الكتابة لثلاث أو أربع سنوات، وكل ما أذكره الآن إنني قد صافحتها وعندما فتحت كفي وجدت
قطرة دم أو قطرة ماء فأحسست إن حالة التحول الإسطوري في أبتسام قد تمت.
ولا أزال أتساءل من أين جاءت قطرة الدم أو الماء هذه؟
إذ لم يكن هناك جرح في يدي أو يدها ولم تكن السماء تمطر منذ عودتي إلى الحياة وعودتها هي، وكانت تلك القطرة علامة العودة إلى طفولة الإنسان وطفولة الشعر.
وهكذا فإن ابتسام في حالات تحولاتها نحو الأجمل والأفضل والأكمل قد إتحد رمزها الأرضي برمزها الآلهي ومنحتني بركاتها وأكلت خبز الحياة من يدها.
بعد تحقق صورة ابتسام شعرت إنني قد وصلت إلى بوابة الحب الأعظم الذي كنت أسعى إليه طوال حياتي، عندما سقطت الشعارات وأشارت المرور والعلامات وإتحد الجميل والمخيف، الموت والحياة، النور والظلمة، النار والنور، وابتسام الأخيرة كانت هي الأجمل، ففي ظهورها إكتملت قصيدة الواقع والمثال، الرمز والإسطورة، المعنى والمبنى، موسيقى الأرض الوحشية وموسيقى السماء الملائكية، وعندما صافحت يدها من جديد أحسست بصاعقة سماوية خضراء أعادت الحياة لكل أشجار غاباتي الميتة وأعادت الدم إلى عروقي التي تيبست من كثرة الأسفار منها وإليها.
فبتسام الجديدة ولدت في بستان حروف إسمها ووجهها الملائكي الصغير يبدو في الواقع مثلما يبدو في المرآة.
روحها حاضرة حضوراً أبدياً في نظراتها وأطراف أناملها وفي شفتيها اللتين تقبلان الهواء والنور والماء.
كنت أواصل السير منذ أزمنة بعيدة لكي أصل إلى بوابة مملكتها، وكان وصولي وصول الملك إلى مملكة حبه والشاعر إلى قصر ملكته:
في آخر يوم، قبلت يديها
عينيها/ شفتيها
قلت لها أنتِ الآن
ناضجة مثل التفاحة
نصفك إمرأة
والنصف الآخر ليس له وصف
فالكلمات
تهرب مني
وأنا أهرب منها
وكلانا ينهار
لطفولة هذا الوجه القمحي
وهذا الجسد المشتعل الريان،
إبتهل الآن
وأقرب وجهي
من هذا النبع الدافق
في آخر يوم قلت لها
أنت حريق الغابات
وماء النهر
وسر النار
نصفك ليس له وصف
والنصف الآخر في جنت الفردوس.
كنت قد ذكرتها في كل“دفاتري ” إنني بدأت أحاول منذ الستينات البحث عن جوهر الحياة وعن نقاط الضوء التي تشير إلى ما لا يموت، وكصدى لحياتي المتنقلة، المترحلة وفقداني المستمر إستطعت أن أخلق هذا الرمز كتعويذة أو كتمثال لكل ما فقدته في حياتي، ورأيت أن إسم ابتسام يشير إلى الحياة نفسها كما إنه يقترب من إسم ابتسم للحياء , الحبيبة والينبوع والرمز والواقع والمثال، كما إن رؤيتي المتسربلة ببعض الرؤى العشاقين/ الهاوين، لكن ابتسام بقيت رمزاً وظلت نائمة في تابوت حروف إسمها تنتظر البرق والمطر ولمسة الكاهن ومبضع الطبيب والساحر لكي يعيد الحياة إلى هذا الرمز الذي يولد ويموت بإستمرار.
الغريب إن هذا الرمز عندما تكامل ونضج، تحول إلى واقع، أي إن ابتسام الحية الواقعية أصبحت أقوى من رمزها، وأخذ الرمز يتراجع لكي يترك لنور ابتسام أن يضيء ليل حياتي وكلماتي، وهذا يحدث لي لأول مرة بعد معاناة تضم كل صفات الرمز،
وهي القداسة/ النور/ الينبوع/ النار/ المطر.
سأموت حباً تحت خيمتها
أعود إلى الطفولة .
ملكاً وسلطاناً على سفينة تيتنك
وأقابل الأمطار في كل العصور.
كان هذا الإكتشاف، أو هذا الوجدان حدثاً جديداً في حياتي، فالرمز الآخر ظل يدور حول نفسه حتى كاد يفترس حياتي وفي مواجهة حب ابتسام ونورها، بدأت مرحلة تجربتي اكتابة القصص، وبهذا أضافت صفة جديدة إلى صفاتها وهي حب الحياء والخلق والإبداع.
كان حبي لبتسام/ الرمز، حباً مفترساً لم يترك في صحراء حياتي سوى الأطلال العابسة وآثار أقدام طمستها الرمال في ذاكرتي.
كان يراها في كل عيون نساء المدن الأرضية بالأزهار مغطاة، وبأوراق الليمون الضارب للحمرة تعدو حافية تحت الأمطار، تشير إليه ورائي، يركض مجنوناً، يبكي سنوات المنفى وعذاب البحث الخائب عنها والترحال.
إرتبط إسم ابتسام بذهني في اللونين، الأخضر والأزرق، وكلما رأيت هذين اللونين مجتمعين، يخفق قلبي وأتوقع إنها ستتجلى لي بعد خفائها، ولعل إرتباط هذين اللونين باابتسام هو إنني كنت في طفولتي، في زيارة أحد أعمامي، وفي ذات مساء وكان الفصل ربيعاً، فتحت عينّي فرأيت الدنيا كلها تتشح بهذين اللونين وكانت نافذة ليست بعيدة وكانت تطل منها فتاة ذات عينين واسعتين ووجه طفولي ملائكي فخفق قلبي لها وتذكرت ابتسام ، ثم لم يلبث أن هبط الظلام وإختفت الفتاة، وبعد إختفائها أصابني القلق والأرق ولم أنم ليلتين، ففكرت أن أشد الرحال وأعود إلى الدمام بصحبة اخي وبعد عودتي بأيام قلائل جاءني النبأ الفاجع وهو إن إبن عمي الذي كان يسكن في الدمام، لأنه كان يحب هذه الفتاة الصبية التي أطلت عليّ من نافذة بيتها،
الفتنا دعوة من صديق لحضورحفل زفاف ابنه، فأقمت بعد إنتهاء الدعوة في القصرالفراح، كان والد للفتاة كانت ترسل رقماها عبرالبليتوث في هذا الفرح ترسل ايضآ اموسيقى في “ قصة ابتسام” وكنت أحييها كل تقيقه اهنيها على ارسال البليتوث وكانت تحييّني هي أيضاً، وبعد دقيقه ارسلت تسألتني:
هل أنت حبيبي؟ فتسارعت دقات قلبي ولم أرسل.
فإستغربت الفتاة ثم دقة علي وقالت: هل يمكن أن نلتقي في العاشرة مساء؟ فوافقت علي طلبها، قضيت معظم النهار أتجول في شوارع الدمام أشبه بالمجنون فلقد كنت أحس إنني على موعد مع ابتسام وليس مع هذه الفتاة القطيفيه ، لأن الواحدة منهن حلت محل الأخرى أو إنها كانت ابتسام في مرآة سحرية، وعندما حانت العاشرة. عدت إلى البيت وبعد دقائق رن جوالي، فلم يجب أحد فما كان مني إلا أن ادق على الرقم مره اخر الذي لم يكن مغلقاً فأجابتني نعم من معي قلة انا من اخذ موعد منك على ان نلتقي قالت منأين لك رقمي من الذي اعطاك هاذا الرقم، فأصبت بالذعر وناديت صاحبة الرقم فاجابة بنعم من دون جهود ماذا تريد قلة ، هل اقراء رسالة قصيرة الذي ودعتني فيها عندما كنا في قصر الأفراح أنا أبكي، لا أعرف الآن ماذا حل بتلك الفتاة التي كانت تشبه ابتسام أو هي ابتسام بضفائرها ووجهها وعينيها السوداوين الواسعتين اللتين تذكران الناظر إليهما بالصحراء والقوافل وواحات النخيل.
قصيدة “حب تحت المطر” المنشورة في تدلل 1 “قمر ابتسام ” تصور ة ابتسام أخرى في أحد تحولاتها. وكان مسرح الحدث “هل هيا”، كانت آخر مرة رأيت فيها ابتسام عندما كنت محرماً وأنا أطوف حول الكعبة لألثم الحجر الأسود ومرت بي الأيام وكانت السماء تنذر بالمطر، وبعد أيام أمطرت السماء ولكن ابتسام كانت قد إختفت تاركة بضع كلمات تدور حول محور مجنون لا تحده الأقواس ولا تحجبه الأسوار العالية، وكان هذا إيذاناً بميلاد عالم جديد خارج قاعات الشعر ، وعبر الخدوش التي تركتها يدي على نافذة مغلقة، ثم قبلت يدها في نومي ورحلت لأنتظرها من جديد:
“ابتسام إسمي قالت وأبي ملك إسطوري كان يحكم مملكة دمرها زلزال في الألف الثالث قبل الميلاد”.


 توقيع : حسن 10

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أبتسام, تحولات, حزن, شجرة, قلب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من أي شجرة انت؟؟؟ لون الدلع1 التنمية البشرية وتطوير الذات 9 01-10-2019 01:28 AM
شجرة تثمر بنات!!!!!!! حسن 10 ضفـآف حرة 4 12-24-2010 05:10 PM
شجرة الحياة في البحرين بنت الاجاويد السياحه والسفر 2 08-04-2009 02:48 AM
شجرة تتكلم مع اليهود فقط حسن 10 ضفـآف حرة 4 07-19-2009 11:03 PM
شجرة الاسبرين tdll1 الصــــــحه 6 12-29-2008 07:39 PM


الساعة الآن 02:36 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1