أغتيال / الأحـــــــــــــلام

هذه الليلة تختلف / كل ما فيها يختلف حتى حروفي الأبدية أجدها تختلف رغم إصراري دوما على الابتعاد عن موطن أحباري بعد صدور حكم المؤبد على خواطري
ولكن أجد النفس قد أطلقت سراح قلمي ليناغم روحي فتكتب ما يجيش بفؤادها فتطرب بها مسامعهما لتحلق / لتطير إلى عالم اللافناء / فالروح تسمو دوما لتصل لدرجة الملكوت وتسير بعمق حتى تغوص إلى عالم طهر النقاء
و العشق عن أي عشق أتكلم و في وجدي وجد يقتلني لدرجة الانصهار حتى الحرق
...........................................

القلب يغص / وأي شيء أكثر إيلاما من أن يتحول قلبي إلى قبض ريح ؟؟
كل الحب / الحلم / الأمل / الألم / الخوف / السهر والتعب
أن يتحول كل ما عملت من أجله / وكافحت / صبرت وتحملت إلى فراغ كبير
حقيقة / لا يعرف الألم الأبدي إلا من يعانيه / ولا تشفى تعزية قلبٍ داميا
لكن القلب الأبدي دائما بحالة وله / يبحث عن تبريرا لمن غدر به وطعنه في الصميم
لا يلقي اللوم على الغادر / بل على نفسه ويسألها: ماذا فعلت؟ أين أخطأت ؟
مسكين يا قلب / فلم يبقى من عمرك فسحة للفرح
ويقولن أن الأيام تمحو الأحزان
لكن هل الأيام الباقية من عمر فانٍ تكفي للسلوان؟
لا أعتقد / ولا أحبذ النسيان
ففي الذاكرة حنين دائم إلى تفاصيل حميمة ولذيذة
إلى ميلاد لحظة ميلاد / وأول كلمة وخطوة أولى
وكل دقيقة من الليل والنهار شهدت الحلم يكبر ويكبر
إلى أن انهار فجأة وبقسوة قاتلة
هكذا يا من يدعي أنه حولي / هكذا تبدد كل شيء
ولكن الأقسى من ذلك أنه ليس مسموحا لك بالبكاء
وليس مسموحا لك بالانهيار
عليك أن تظهر أمام الناس / قويا متماسكا باسم الوجه
وعليك أن تفكر وكأن عقلك لم يشل عن التفكير
عليك يا قلب أن تعيش بإزداوجية / فداخلك حزين / مقهور ومنهار
وواجهة خارجية صامدة / متفائلة وضاحكة
وممنوع عليك الانهيار / حتى لا يشمت فيك الشامتون
ممن يظهرون محبة ويبطنون غير ذلك
ويبيتون العداوة ويبحثون عن الأخطاء
وهل ولدنا دون أخطاء؟
وهل قلبي وكلي خارج النطاق؟
أم أني فقط قُدر أن أكون كبش الفداء
ويل قلبي الأبدي وويل كلي لفداء أحبةً لهم العمر دون آآآآه
فقد تعلم أن يضحك رغم البلاء / أن يصبر رغم العناء
وهنيئا له تلك الحمم الثائرة التي تحرق بقايا نبضه
فما أجمله من عذاب وما أروعه من ألم برغم اعتصار الحزن لفؤادي
ما أجمل أن أظهر للناس بقناعٍ بشوش
وسأرحل في ظلمة ليلي لأطلق الدموع
دون وجود من أغتال الفرح
و ضيع أروع الأحــــــــــــــــــلام


دمتم بود