اللهم صل وسلم على سيدنا و نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين


 

التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :

قريبا


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 09-05-2007, 04:39 AM
قاصد غير متواجد حالياً
لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 6
تاريخ التسجيل : Jan 2005
فترة الأقامة : 7023 يوم
أخر زيارة : 01-01-2020
المشاركات : 4,600 [ + ]
عدد النقاط : 17054
قوة الترشيح : قاصد has a reputation beyond reputeقاصد has a reputation beyond reputeقاصد has a reputation beyond reputeقاصد has a reputation beyond reputeقاصد has a reputation beyond reputeقاصد has a reputation beyond reputeقاصد has a reputation beyond reputeقاصد has a reputation beyond reputeقاصد has a reputation beyond reputeقاصد has a reputation beyond reputeقاصد has a reputation beyond repute
افتراضي الجهل



والجهل يهدم بيت العز والكرم

ولقد شبه الحكيم الصيني كنفوشيوس الجهل بأنه ليل العقل وكلنا يعلم أن الله قد خلق الليل وخلق القمر والنجوم لتعطي الضوء ولكن كنفوشيوس يتابع ويقول إن ليل العقل ذلك لا يوجد فيه قمر ولا نجوم.

وقد قال العرب وعلماء الاجتماع بأن الجهل أبو الشرور والجهالة أمها وإن مثل هذا الوصف هو وصف حقيقي لأننا إذا بحثنا عن مصدر الشر وفاعله نجد أن الجهل هو المصدر وأن الفاعل هو إنسان جاهل وقد قيل في الأمثال (الجاهل عدو نفسه) ولطالما أن الجاهل يرتكب حماقات تؤذيه وتجلب له الشر، فإنه سيكون مستعداً لارتكاب القبائح ضد الآخرين.

وأما روبرت براوننج فقد قال بأن الجهل ليس براءة وإنما هو خطيئة مميتة وهذا يعني أن الجهل لا ينتسب إلى البراءة التي تخلو من أي نية في ارتكاب الشر وإنما هو الخطأ القاتل بعينه وما هذا الحكم إلا لأن الجهل ليس إلا غباء لا حدود له وقد قال كارل بوير بأن المعرفة لها نهاية ولكن الجهل لا نهاية له، نعم الجهل لا يتوقف عند حد.

وحسب رأي وليم روجرز، فإن الإنسان لا يستطيع أن يكون عالماً بكل شيء إذ لا بد له من أن يجهل شيئاً ما ونقول لا مانع أن يجهل الإنسان بعض الأمور ولكن عليه أن يسعى لأن يحقق معرفة في تلك الأمور التي يجهلها وفي الوقت ذاته يمكن أن يخطئ الإنسان بسبب جهله ولكن عليه أن يأخذ العبرة من ذلك الخطأ وأن يتعلم من خطئه وإذا عرف الإنسان أنه جاهل، فإن ذلك يعني أنه خطا خطوة واسعة على درب المعرفة وفي الحقيقة يمكننا القول بأن الجهل للأحياء هو موت بالنسبة إليهم وأما الحكيم اليوناني فقد قال إن الجاهل عدو نفسه فكيف يكون صديقاً لغيره، وأما أستاذ أرسطو وأقصد الحكيم اليوناني سقراط فقد اعتبر أن الجهل هو السر الوحيد في العالم.

ولا بد من القول بأن الله عز وجل قد منحنا العقل لنتكلم ونعرف ونتخلص من الجهل إلى حد كبير إلا أن الإنسان لا يحصل تلك المعرفة لا لشيء إلا لأنه لا يريد أن يعرف ومثل هذا النمط من البشر نراه بكثرة في مجتمعاتنا إذ إن وسائل المعرفة والتخلص من الجهل متوفرة وبكثرة، وها هي حكومتنا الرشيدة قد أنشأت المدارس على مختلف مستوياتها وأقامت الجامعات وما علينا إلا أن نطرق الأبواب التي فتحتها لنا الدولة ويجب على المرء ألا يخجل من الاعتراف بجهله ولكن عليه أن يسعى لإنقاذ نفسه من ذلك الجهل وخاصة إذا كان المرء يجهل عيوبه حيث يصبح لزاماً عليه أن يعرف تلك العيوب ويتخلص منها لأنه إذا لم يفعل يكون قد ارتكب أكبر الذنوب بحق نفسه وحق مجتمعه، ومن المؤكد إذا عرف الجاهل أسباب جهله يستطيع أن يتخلص من ذلك الجهل ويصبح حكيماً.

نعم قد يكون المرء جاهلاً وأخطر أنواع الجهل أن يجهل الإنسان سبب ارتكابه الخطأ لأنه في هذه الحال سيستمر في ارتكاب الأخطاء ولذلك على الإنسان إذا ما ارتكب خطأ بسبب جهله، فما عليه إلا أن يدقق في تلك الأسباب ويحددها لكي لا يكرر الخطأ ومن أجمل ما قرأت بخصوص الجهل القول القائل:

الجاهل صغير وإن كان شيخاً هرماً، والعالم كبير وإن كان حدثاً.

نعم الجاهل صغير حتى ولو كان صاحبه قد تقدم في العمر دون أن يستفيد من تلك الفترة الطويلة والعالم كبير ولو كان حدثاً لأنه على صغر سنه فقد استغل ذلك الوقت في التعلم وتحصيل المعرفة ومن النصائح التي أحب أن أوجهها لنفسي وللآخرين هو أننا علينا ألا نترك يوماً يمر في حياتنا دون أن نسأل أنفسنا عن الأمور التي نجهلها لأننا إذا لم نفعل ذلك، فإننا نكون أكثر جهلاً من أمسنا وهذا يعني توقفنا عن طلب العلم وبالطبع نكون بهذا قد جنينا على أنفسنا وعلى مجتمعنا وخالفنا تعاليم الإسلام التي تحثنا على طلب العلم وجاء في الحديث الشريف: (طلب العلم من المهد إلى اللحد)، وكذلك (اطلب العلم ولو في الصين)؛ علماً بأننا قد بدأنا موضوعنا هذا بآية من القرآن الكريم التي تشير إلى عدم المساواة يبين من يعلم ومن لا يعلم.

وفي هذا المجال نذكر قول المتنبي:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

وبهذه المناسبة لا بد لي من القول بأنه يتوجب علينا أن لا نكرم الجهلاء لأن في ذلك إهانة للعلماء ودعوة مفتوحة إلى الجهل وبالطبع هذا ما لا نريده ولا نقبله لمواطننا وبلدنا وإذا أردنا التعرف على الجهلاء في مجتمع ما يكفنيا أن نراقب من الحضور فمنهم من يحاول أن يتقدم الصفوف ومنهم من يجلس في أي مكان متوفر أمامه، لأن الجاهل يريد أن يظهر نفسه اعتقاداً منه أن من يجلس في الصف الأول هو شخصية مرموقة بينما نجد أن من يثق بنفسه ولديه ثقافة لا ينظر لمثل هذه الأمور ويجلس حيث يجد مكاناً لنفسه علماً بأننا نجد في مجتمعنا كثيرين يتحدثون كفلاسفة علماً بأنهم يعيشون كجهال.

وإذا سألنا أنفسنا السؤال التالي:

هل يدفع الجاهل ثمن جهله أم لا؟ نجد أن الجواب نعم يدفع الجاهل ثمن جهله غالباً وربما دفع حياته ثمن جهله وهنا لا بد لي أن أشير إلى وجوب الحذر من الجاهل لأنه كما رأينا فهو مستعد لتقديم حياته بسبب جهله وهل يعقل أن يدافع عن غيره ويصون له حياته - لا أعتقد ذلك أبداً.

كما أننا علينا أن نتعامل مع الجاهل تعاملاً يمكننا من توجيهه دون أن نشعره مباشرة بأنه مخطئ لأنه في عداد الأعمى والأحمق الذي يحتاج إلى الهداية والإرشاد وإذا استطعنا أن نقرأ نفسية الجاهل نجد أنه يعيش بالأوهام ويعتمد على الأمل في تحقيق أهدافه؛ ومن الجدير بالذكر أن نقول إن أجهل الناس أعظمهم كِبراً ويمكننا أن نختتم القول بأن الجاهل مريض وأن مرضه هذا ليس إلا جهله أنه يجهل نفسه ونضيف فنقول ابحث عن المعرفة لأن المعرفة لا تبحث عن أحد وإن رأس الدين هو المعرفة وبهذا الأمر يجدر بنا أن نتذكر قول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من قال أنا عالم فهو جاهل أي على المرء أن لا يغتر بعلمه لأنه فوق كل ذي علم عليم؛ وكم هو جميل أن نذكر القول المأثور عن الملك فيصل - رحمه الله - حيث قال: (لو لم أكن ملكاً لكنت معلماً).


 توقيع : قاصد

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الجهل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:21 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1