أحلام ضائعة

أهلا ومرحبا بكم أحبتي الكرام..

قرأتها وأعجبتني :Big-Smile-10:

يبلغ جونثان الثلاثين من عمره الاسبوع القادم وهو الذي قضي معضم سنين حياته يحلم بان يصير شخصية مرموقة وان ينال الشهرة والثروة ..والكثير الكثير فأحلامه كادت أن تصل به الي اعالي السحاب ..غير ان أحلامه ارتطمت بصخرة الواقع التي افاق من صدمتها بكابوس ربما يقضي علي مستقبله .
فقد ولد جونثان لعائلة فقيرة تسكن الريف البريطاني كان ابوه مزارع بسيط ووالدته مربية أطفال وجونثان هو ابنهم الوحيد لذا حرصا علي ان يكمل تعليمه لكي يحققان من خلاله احلامهم الضائعة .
غير ان الزمان لم يمهلهم كثيرا لرؤية هذا الواقع فقد توفي والده مع والدته في حادث سير نجا منه هو بأعجوبة لأنه كان يجلس في المقعد الخلفي للسيارة
كان ذلك في ليلة شتاء وعمره لم يكد يصل عشر سنوات , لم يكن له من يكفله سوي عمه وزوجة عمه التي لم تكن تطيق وجوده معهم وكثيرا ماكانت تقسوا عليه وتحاول ان تبعده عن حياتهم مما اضطره لترك منزل عمه في عمر ال15 سنة وذهب الي مدينة برمنجهام الصناعية لكي يشتغل ويعتمد علي نفسه فقد صار رجلا كما تصور وكانت عزيمته واصراره كبيرين لاثبات ذاته .
وبالفعل تحصل علي وظيفة بأحد المصانع كان العمل شاق وبجهده زادت خبرته وتحسنت ظروفه بالعمل بمصنع السيارات ذلك ومع الايام زاد راتبه فقد كان يقضي معظم أوقاته بالعمل
واستمر علي هذا الحال 7 سنين ومع اخلاصه وتفانيه بالعمل تحسنت حالته وترقي كثيرا في مراتبه أحس جونثان ان حظه قد تبسم له وانه في ايام سعده
وأكتملت فرحته بتعرفه علي فتاة جميلة توطدت العلاقة بينهما مع مرور الايام واحبها كما لم يحب شيئ بهذه الدنيا وكللت هذه العلاقة بأن تزوج منها فأصبح يعيش حياة الاستقرار مع سكن ثابت ووظيفة لا بأس بها وزوجة تحبه ويحبها كثيرا فماذا يريد اكثر من ذلك . لا لم تنته أفراحه.! فقد رزق بابن من زواجه بكاترين سماه براين .
أحس جونثان أن الدنيا صارت بصفه ولن يخدله زمانه وأيام الحزن والشقاء قد ولت ولن تعود ... كانت لفترة لم تطول فقد تغير وجه العملة وانقلب الحظ الي النقيض ففي فترة الكساد التجاري التي اصابت بريطانيا أواسط التمانينيات اضطرت عديد الشركات الي اعلان افلاسها وغلق مصانعها وطرد الألف من العمال .
لم تكن الشركة التي يعمل بها جونثان بعيده عن هذه الأجواء فقد أغلقت ابوابها وصرفت معظم موظفيها وكان مصير جونثان الضياع وفقد العمل وفجأة صار بدون وظيفة وعائلته الأن بلا أمان.
أحس جونثان أنه يجب عليه البحث عن اي وظيفة وبأسرع وقت فهو قد صار مسؤل عن عائلة تحتاج العناية والاهتمام .
غير ان الأمر لم يكن بهذه السهولة وبقي اشهر طويلة يبحث عن اي وظيفة دون جدوي..



يتبع الجزء الثاني