اللهم صل وسلم على سيدنا و نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين


 

التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :

قريبا

العودة   منتديات تدلـل1 > منتديآت القسم الأسلآمي > نفحآتـ إيمآنية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-06-2008, 01:34 PM
المملوحة غير متواجد حالياً
لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 295
تاريخ التسجيل : Jul 2012
فترة الأقامة : 4286 يوم
أخر زيارة : 06-12-2023
المشاركات : 1,460 [ + ]
عدد النقاط : 150
قوة الترشيح : المملوحة has a spectacular aura aboutالمملوحة has a spectacular aura about
افتراضي ذكرى وفاة النبي عليه افضل الصلاة والسلام



نعيش هذه الأيام ذكرى وفاة النبي محمد (ص، وقد تعددت الروايات حول هذا اليوم ففي بعضها ورد أنه في الثاني من ربيع الأول وفي البعض الآخر ذكر أنه في الثاني عشر منه ونحن هنا لسنا في مجال النقاش في تأريخ وفاة النبي (ص) ولكننا نريد أن نتحدث عنه في ذكرى وفاته أولاً في حديث القرآن عن ذلك، وثانياً في الأجواء التي حققها أو أثارها رسول الله (ص) في آخر سنة من حياته وفي القرآن الكريم أيضاً.

يقول الله سبحانه وتعالى مخاطباً رسوله (ص) {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن متّ هم الخالدون} (الأنبياء:34) فمن خلال سياق هذه الآية وما يذكره مؤرخو السيرة نستوحي أنّ قريشاً كانت تتمنى وفاة النبي (ص) لأنها كانت تضيق برسالته وبصموده وبشجاعته وباستمراره على الخط، ولذلك كانت تتمنى موته، وجاءت هذه الآية لتقول لهؤلاء الذين يتمنون موته، كما توحي للذين يتمنون موت المصلحين والصالحين من أولياء الله، أنّ قضية الموت هي قضية الإنسان كله {إنك ميت وإنّهم ميتون} (الزمر:30).

وننطلق من خلال هاتين الآيتين إلى الآية التي تتحدث عن موت الرسول (ص) على أساس أن لا تتوقف المسيرة بل تستمر {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين} (آل عمران: 40).

إن هذه الآية الكريمة تعطينا القيمة الإسلامية في أي موقع من مواقع العمل أو المسيرة الإسلامية التي يموت فيها القائد والرسول والإمام، وهي أن الرسول يموت ويبقى خطّ الرسالة، ويموت الإمام ويبقى خطّ الإمامة، ويموت القائد ويبقى خطّ القيادة، لأنّ الرسول ليس شخصاً ترتبط حركة الرسالة به بل هو شخص يطلق الرسالة ويدعو إليها ويبلغها ويجاهد في سبيلها ويعمّقها في وعي الناس ويتحرك على أساس أن يكون الصورة المشرقة لها ثم يمضي لربه كما يمضي كل إنسان لربه لتبقى الرسالة، فيما بلّغه بكلمته، وفيما أكده بعمله، وفيما وجهه في كل خطواته ومواقفه.

وهذا هو ما نحتاج أن نستوحيه في كل علاقتنا بالرموز المقدسة والعظيمة والمحترمة التي تعيش فيما بيننا، وذلك بأن نأخذ من هذا الرمز أو ذاك كل فكره وكل أخلاقه وكل خطه حتى إذا غاب عنا جسده بقي ماثلاً فينا، وأن لا نرتبط بالشخص بل بالرسالة، ولعل قيمة المعصومين من الأنبياء والأولياء أن رسالتهم لا تنفصل عن ذواتهم، أي أن هناك شخصاً يمكن أن تنفصل ذاته عن رسالته لأن ذاته يمكن أن تبتعد عن رسالته كالكثير من القادة والمسؤولين الذين قد تجد لديهم ثغرة بين الرسالة وبينهم، ولكن عند رسول الله (ص) وكل المعصومين من أبنائه، ليس هناك فرق بين الذات وبين الرسالة، لأن الرسالة تجسّدت في ذاتهم باعتبار أنها تجسدت في فكرهم الذي هو فكر الحق، وفي عاطفتهم التي لا تتحرك إلا بالحق وفي خطواتهم التي لا تنطلق إلا في طريق الحق، ولكن تبقى الرسالة في كل هذا الكيان المتحرك من حياتهم، حتى إذا غاب الجسد. فالآية تؤكد على أننا يجب أن لا نرتبط بجسده ولكن برسالته التي هي قوله وفعله وتقريره، بل هي كل حياته، لذلك قال الله تعالى لنا {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} (الأحزاب:21) قولوا كما يقول وافعلوا كما يفعل وقفوا كما يقف في كل المواقف الإيجابية والسلبية.

إذاً، أراد الله للناس أن يركزوا على هذه الفكرة وهي أنّ الرسول يموت كما يموت كل الناس لأنه بشر، ولكن رسالته تبقى في مدى الزمن لأنها ليست رسالة الشخص ولكنها رسالة الله.

ثم نقترب من الأجواء التي عاشها رسول الله (ص) وآثارها لنأخذ منها بعض المواقف التي قد نتعلم منها الكثير ونصحح الكثير، ففي حجة الوداع _ في أكثر من رواية _ أنّ النبي (ص) وقف خطيباً بالناس في (منى) في يوم عيد الأضحى وسألهم (وكم سائل عن أمره وهو عالمُ) أيّ يومٍ هذا؟ قالوا: يوم النحر، أيّ شهر هذا؟ قالوا: الشهر الحرام، أي بلدٍ هذا؟ قالوا: البلد الحرام.

ثم قال، كما في _ الرواية _ مع اختلاف بعض التعبيرات (إن حرمة دمائكم وأموالكم _ وربما قال _ وأعراضكم _ كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا لا ترجعنّ بعدي ضلالاً _ في رواية _ أو كفاراً _ في رواية أخرىـ يقتل بعضكم بعضاً، أو يضرب بعضكم أعناق بعض ـ وفي بعض الروايات _ ويلعن بعضكم البعض، ألا فليبلّغ الشاهد الغائب فلعل من يبلغه أوعى ممن سمعه).

فكيف نأخذ هذه الكلمات التي قالها رسول الله (ص) لمن حضر هناك، ولكنه أراد لنا أن نسمع ذلك، وقد بلّغنا ذلك، فكيف نواجه الموقف؟ إن النبي (ص) كان مسلماً كاملاً بكلّه بل كان يتحدث عن المسلمين الذين قد يختلفون في كثير من ممارستهم للإسلام والذين قد يختزنون الكثير من نقاط الضعف في بعض ما يفكرون وفي بعض ما يعملون حتى أن النبي (ص) كما استوحينا من القرآن كان يقبل الناس الذين لا يعتقدون بالإسلام، ولكنهم كانوا يدخلون في الإسلام نتيجة رغبة أو رهبة أو مصلحة أو ما إلى ذلك، لأنه كان يريد أن يبعد الناس عن خط الكفر، وكان يريد أن يخرجهم من مجتمع الكفر إلى مجتمع الإسلام ليعيشوا فيه عسى أن يفتح ذلك عقولهم من الموقع القريب على كلّ آفاق الإسلام، وربما يقربهم إلى مفاهيمه وإلى عقائده وشرائعه، وهذا هو قول الله سبحانه وتعالى: {قالت الأعراب آمنّا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} (الحجرات:14) فالإسلام هو أن تسلم حياتك في داخل المجتمع للخط العام الذي يتحرك فيه المسلمون، وإن كنت غير مقتنع بذلك من خلال الجانب الفكري أو ما إلى ذلك.

ومن خلال ذلك نفهم أنّ علينا عندما نتحدث عن المسلمين علينا أن نتحدث عن كل هذه المساحة الإسلامية حتى الذين نختلف معهم في بعض الخطوط الأصيلة عندما تتصل المسألة بالواقع السياسي والواقع الاجتماعي للمسلمين، والواقع الذي يواجه فيه المسلمون الاستكبار العالمي في كل مواقعه، والكفر العالمي في كل ساحاته، فهنا لا بدّ للمسلمين مهما اختلفوا مذاهبَ وأفكاراً وطرقاً أن يلتقوا على كلمة الإسلام لينصروا الإسلام كلّه وليدخلوا معارك المسلمين كلها، حتى إذا ارتاح الإسلام واستقر وقوي وحصل على موقع العزة والقوة والكرامة، فعند ذلك يمكن أن نتناقش ونتنازع والله تعالى يريدنا أن لا نتسابب ولا نتلاعن لأنه أنكر على المسلمين أن يسبّوا الذين يدعون من دون الله بغير علم، ذلك لأن الفعل السلبي ضد الآخر يتحول إلى ردّ فعل سلبي ضد مقدساتك {ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدواً بغير علم كذلك زيّنا لكل أمة عملهم} (الأنعام:108).

وهكذا نقرأ في (نهج البلاغة) أن علياً (ع) سمع قوماً من أهل العراق يسبّون أهل الشام، وهو في طريقه إلى حرب أهل الشام (اني أكره لكم أن تكونوا سبّابين ولكن لو وصفتم أفعالهم) وهذا وعي علي (ع) للحوار مع الآخر وللتعبير عن الخلاف بينك وبين الآخر وذكرتم حالهم لكان أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان سبّكم إياهم ربّنا احقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به).

وهكذا عندما قال رسول الله (ص) وهو يؤكد علاقة المسلمين ببعضهم البعض في كل اهتماماتهم وكل آلامهم وكل مشاكلهم (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم) فهو يتحدث عن المسلمين باعتبار أن عنوان الإسلام هو العنوان الذي يجب أن يتحرك المسلمون حوله في الساحة حتى لو كان ثمة انحراف هنا وضلال هناك، فالمهم أن يكون عنوان الإسلام قوياً في مقابل الكفر، وأن يكون المسلمون أقوياء في مقابل المستكبرين، ولذلك فإن النبي (ص) يعتبرك مسلماً إذا كانت أمور المسلمين هي اهتماماتك، وإذا كانت التحديات التي توّجه للمسلمين هي التحديات التي تواجهها أنت كما لو كانت تتحداك بالذات.

لو أنّ رسول الله (ص) كان حاضراً بشخصه وهو الآن حاضرٌ فينا برسالته لقال لنا، والمسلمون يواجهون أكبر التحديات التي تريد أن تستنـزف ثرواتهم وكل طاقاتهم وتصادر كل سياساتهم وتحاصر كل مواقعهم وتضلّل كل حقائقهم، أيها المسلمون _ إن المسلمين يعيشون هموماً كبيرة كلٌّ في موقعه وكلٌّ في ساحته، ويواجهون تحديات كبيرة، لذلك لا تشغلوا أنفسكم بالنـزاعات التي تنصب الحواجز بينكم، ولكن حاولوا أن تسقطوا كل الحواجز في ساحة الصراع والمواجهة وفي ساحة التحديات.

أنا لا أريد أن أهوّن ما يختلف فيه المسلمون فهناك حقائق لا بد أن نلتزمها ولا يجوز لنا أن نتنازل عنها، ولكن هناك فرقاً بين أن أتحاور معك وتتحاور معي على أساس القرآن {فإن تنازعتم في شيء فرّدوه إلى الله والرسول} (النساء:59)، وبين أن نتحاور على أسس ومرتكزات عصبية.

فإذا كان الله يريدنا أن ندعو أهل الكتاب إلى كلمة سواء بيننا وبينهم، وكم هناك فرق في العقيدة وفي تفاصيلها وفي الشريعة ومسائلها، كم هناك فرق بيننا وبين أهل الكتاب في كل ذلك، أفلا ندعو _ من باب أولى _ أهل القرآن ليقول كل واحدٍ للآخر: يا أهل القرآن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم في أسس العقيدة وامتدادات الشريعة وما إلى ذلك.

وهكذا عندما نواجه الموقف في الجدال مع أهل الكتاب {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} {العنكبوت: 46) فهل يكون ردّ فعلنا بأن نجادل أهل القرآن بالتي هي أسوأ سبّاً ولعناً وتجريحاً وتكفيراً وما إلى ذلك.

إن الساحة التي نعيشها الآن تطلق قول الرسول (ص): (ألا لا ترجعن بعدي ضلالاً أو كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض أو يلعن بعضكم بعضاً) فكم نلعن بعضنا بعضاً، وكم نكفّر بعضنا بعضاً، لقد انتهينا من تكفير الكافرين وأصبح الكافرون حلفاء لنا، وأصبحوا أصدقاء لنا وأصبحوا الذين نطالبهم ليدافعوا عنا ضد المسلمين، أمّا المسلمون فإننا نصفُ هذا بالشرك تارة وذاك بالكفر تارة ويبقى الاستكبار والكفر كله يضحك علينا جيداً ويعرف كيف يثير العصبيات وكيف يثير الفتن فما بيننا.

المصدر / الابرار


 توقيع : المملوحة


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الصلاة, النبي, افضل, ذكرى, عليه, والسلام, وفاة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مولد النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام antaumry الصــــــــــوتيات 0 12-21-2016 10:20 AM
في ذكرى وفاة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم antaumry نفحآتـ إيمآنية 1 01-22-2016 09:07 AM
صوره حقيقيه لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام هنااا نفحآتـ إيمآنية 10 09-19-2010 04:49 AM
عظم الله أجوركم بوفاة نبي الأمة النبي المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام وعلى آله وسلم antaumry نفحآتـ إيمآنية 7 03-18-2007 06:11 PM
مسجات بمناسبة مولد منقذ البشرية ) النبي المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام antaumry الكمبيوتر والقنوات الفضائيه 4 05-12-2006 12:25 PM


الساعة الآن 02:48 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1