هذا ....أنا

هل يخطط إنسان ما كي يخترق الكلمة أو الكتابة؟ هاجرت مع أسرتي من قرية الجبيل, إثر ما أسموه (البحث عن القمة العيش)، إلى مدينة الخبر، وكان عمري أثنعشر سنه. كبرت في جو قصصي، أو محيط روائي. كان والد عمتي من أوائل الخبر الذين كانوا يقولون عنهم: (إنهم يفكون الخط)، أي يجيدون القراءة والكتابة، كان رجال الأسرة يجتمعون عصراً في منزلنا المكون من أربع غرف، مسقوفة بالقرميد، يتلو عليهم والدعمتي القرآن الكريم، ثم يؤمهم كي يصلوا... وبعد صلاة المغرب، تبدأ القصص ومشاريع الروايات... يقصون عن حياتهم قبل فتح المدارس.. يروون كيف هجروا من بيوت الشعر، تاركين وراءهم كل ما يملكون... ما عدا بعض الجمال والبغال والحمير التي حملوا عليها بعض ما يحتاجون.. المشهد الذي تكرر مراراً، وكان أشبه بحبكة روائية عالية الإتقان، هو إنه لسنتين أو أكثر بعد هجرة ، كان أهلي وأقاربي، كلما إحتاجوا شيئاً مما تركوه في الديار، يركبون ظهور الجمال والخيول مساءاً، يتوجهون إلى القريه، ويعودون صباحاً وقد حملوا كل ما يريدون مما تركوه في منازلهم، مؤكيدن أن المنازل والبيوت، كما تركوها، لم تطأها بعد أقدام اخرا . كنت أجلس وسط الكبار، أسمع قصصهم ورواياتهم، تختزنها الذاكرة، ويكبر مخزونها كل يوم وليلة... عندما وصلت إلى الصف الأول من المرحلة الخامس ابدائي، أدخلوني القسم الرسم .. وكانت التقاليد الشائعة أن المتفوقين فقط هم الذين يختارونهم للقسم الرسم، ورغم ذلك تمردت على هذا الإختيار، وتوجهت للقسم الرسم، لما هو شائع بأن القسم الرسم لا يحمل ريشه معنيه.
نقلت معي هذا المخزون متوجهاً إلى الفصل وركزة على.. كتب العربي والخط هذا كانت رغبتي النقلة النوعية في رحلتي مع الكتاب!
صُدم اليتيم فقره فقراً يقترب من العدم، أنه يجلس يوماً في المدرسه أي في الصف، ليستمع لإسماء وشخصيات، ما كان يحلم بلقائها إلا في صفحات الكُتب، وها هي وجهاً لوجه، تُعلمه وتطور مسيرته مع الكلمة محرم.. منك يادنبا، سهير الليل، مع محرو س الهاجري.وشاكر الشيخ .وغيرهم.. أما في الحياة الثقافية العامة، فكنت أتوجه كل أربعاء إلى حيث يتوجد فيها جواد الشيخ وساكر الشيخ ومعهم بعظ الفنانين، ههم يعزفون على العود اغنية غدار اعرفك يابحر. كان يغنيها محروس الهجري من تألبف الكاتب جواد الشيخ وتلحين الجميع وشتهرة هذهي الغنيه على التلفزيون وصورة ابيض واسود
من الأشعروالمبدعين،في مجلس (جواد) المعروف. بالكاتب القصيد الغنائى العربي الأصيل، أقنعوني عائلتي باادراسه المعهد المهني في الدمام بدلاً من العودة إلى الدراسه الأتمام درستي .وبعد تخرجي من المعهد التحقة في السلك العسكري
وكانت المدرسة الأبدائية التي درسة فيها الصديق بالخبر معها، كانت الصدمة التي كادت أن تجعلني أهجر اللغة العربية وكل ما له علاقة بالكتابة! بدأت أستعد للعمل في السجون، بقراءة الكتب البصيده علي في المرحلة الأبدائي. لاحظت أن من ضمن الموضوعات التي درستها، هناك موضوع عن حياتي الخاصه، ويشتهر أسمي أو القبي (ابو علي)... ما العمل؟
وأنا طِوال سنوات التي خدمتاها في السلك العسكري، وفي كل سنه كنت اتمناه العوده الى الدراسه ، لم أستطع العودأقول
في خاطري بعد ماشاب وده الكتاب ... مجرد ورود إسمه، لم أتذكر أنه قد مر على مسامعي، من كبار السن، هذا المعنه ’ معي في جامعة الأبتدائي، ومنهم من كانوا من مدينة الخبر ،
ما العمل؟.. فكرت في الإعتذار عن العمل على ، أني اريد أكمل دراستي ، ولآكن القمة العيش تجبرني ان أبقه مكاني..