اللهم صل وسلم على سيدنا و نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين


التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :

قريبا

العودة   منتديات تدلـل1 > منتديآت القسم الأسلآمي > نفحآتـ إيمآنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-05-2013, 04:58 AM
دلوووول غير متواجد حالياً
لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 3156
تاريخ التسجيل : Nov 2009
فترة الأقامة : 5293 يوم
أخر زيارة : 11-05-2023
العمر : 42
المشاركات : 22,265 [ + ]
عدد النقاط : 1371
قوة الترشيح : دلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud of
878 ذكرى استشهاد سابع أئمة أهل البيت الإمام الكاظم عليه السلام



{{اللهٌمًُ صٌٍلِ ع محٌُمًُدٍُِ وع آِل محٌُمًَد ٍوعًُجٍُل فرٌجٍ قآٌئم آلٍ محٌمُِد}}
((ذكرى استشهاد سابع أئمة أهل البيت الإمام الكاظم {عليه السلام))

السلام على المعذب في قعر السجون وظلم المطامير
السلام على ذي الساق المرضوض بحلق القيود
السلام على الجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف
ولعن الله أعداء آل بيت محمد صلى الله عليه وآله من الأولين والآخرين


عظم الله لنا ولكم الاجر بهذا المصاب الجلل
نتقدم باحر التعازي لمولانا صاحب العصر والزمان الامام المهدي {عجل الله تعالى فرجه}
وكل مراجعنا العظام وأعضاء والأمة الإسلامية
بمناسبة استشهاد الامام موسى ابن جعفر {عليه السلام}
مألف البلوى و الصبر و المضطهد بالظلم
و المقبور بالجور والمعذب فى قعر السجون و ظلم المطامير
ذى الساق المرضوض بحلق القيود و الجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف
والوارد على جده المصطفى و ابيه المرتضى
و امه سيدة النساء بارث مغصوب و ولاء مسلوب
و اَمر مغلوب و دم مطلوب و سم مشروب

{{سيرة الإمام موسى الكاظم {عليه السلام}}




موسى {عليه السلام}


الكاظم



أبو الحسن


جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام


حميدة


الأبواء ـ بين مكة والمدينة


7 صفر 127هـ

الكاظم

حسبي الله


55 سنة


18


19


25 رجب 183هـ


35 سنة

الجمعة 25 رجب 183 هـ

هارون الرشيد بسبب السم الذي سقاه إياه

العراق - الكاظمية

{{زهد الإمام الكاظم {عليه السلام}}

كان الإمام الكاظم عليه السلام زاهداً في الدنيا ، ومعرضاً عن مَبَاهجها وزينتها ، فآثرَ طاعة الله تعالى على كل شيء
وكان بيته عليه السلام خالياً من جميع أَمتِعَة الحياة ، وقد تحدث عنه إبراهيم بن عبد الحميد فقال
دخلت عليه في بيته الذي كان يصلي عليه السلام فيه ، فإذا ليس فيه شيء سوى خصفة ، وسيف مُعلَّق ، ومصحَف
وكان عليه السلام كثيراً ما يتلو على أصحابه سيرة الصحابي الثائر العظيم أبي ذر الغفاري الذي طلّق الدنيا ، ولم يحفل بأي شيء من زينَتِها قائلاً
رحم الله أبا ذر ، فلقد كان يقول : جَزى الله الدنيا عني مَذمّة بعد رغيفين من الشعير ، أتغذّى بأحدهما ، وأتعشّى بالآخر ، وبعد شملتي الصوف ائتزرُ بأحدهما وأتَردّى بالأخرى
لقد وضع الإمام الكاظم عليه السلام نصب عينيه سيرة العظماء الخالدين من صحابة جَدِّه سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم يشيد بسيرتهم ، ويتلو مآثرهم على أصحابه وتلاميذه ، لتكون لهم قدوة حسنة في حياتهم
وأما الحِلم فهو من أبرز صفات الإمام عليه السلام ، فقد كان مضرب المثل في حلمه وكَظْمِه للغَيظ
ويقول الرواة أنه عليه السلام كان يعفو عمن أساء إليه ، ويصفح عمن اعتدى عليه ، وذكر الرواة بَوادِر كثيرة من حلمه كان منها


إن رجلاً كان يسيء للإمام عليه السلام ويسبُ جَدّه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، فأراد بعض شيعة الإمام عليه السلام تأديبه ، فَنَهَاهُم عن ذلك ، ورأى أن يعالجه بغير ذلك
فسأل عليه السلام عن مكانه ، فقيل له إن له ضيعة في بعض نواحي المدينة المنورة ، وهو يزرع فيها
فركب الإمام عليه السلام بَغلَته ، ومضى متنكراً إليه ، فأقبل نحوه
فصاح به الرجل لا تَطأْ زرعنا
فلم يحفل به الإمام عليه السلام إذ لم يجد طريقا يسلكه غير ذلك
ولما انتهى إليه قابله الإمام عليه السلام بِبَسَمات فَيّاضة بالبشر قائلاً له كم غرمت في زرعك هذا ؟
فقال مائة دينار
فقال الإمام عليه السلام كم ترجو أن تصيبَ منه ؟
فقال :أنا لا أعلم الغيب
فقال الإمام عليه السلام إنما قلت لك كَمْ ترجو أن يجيئَكَ منه ؟
فقال أرجو أن يجيئَني منه مائتا دينار
فأعطاه سَلِيلُ النبوةِ ثلاثَ مِائة دينار
وقال هذه لك وزرعك على حاله
فانقلب الرجل رأساً على عَقِب ، وخَجل على ما فَرّط في حقّ الإمام عليه السلام
ثم انصرف الإمام عليه السلام عنه وقصد الجامع النبوي ، فوجد الرجل قد سبقه ، فلما رأى الإمام عليه السلام قام إليه ، وهو يهت بين الناس : الله أعلمُ حيثُ يجعل رسالته فيمن يشاء
وبادرَ أصحابه مُنكِرين عليه هذا التغيير ، فأخذ يخاصمهم ويذكر مناقب الإمام عليه السلام ومآثره
لقد عامل الإمام عليه السلام مبغضيه ومناوئيه بالإحسان واللّطف ، فاقتلَعَ من نفوسهم النزعات الشريرة ، وغسل عليه السلام أدمِغَتَهم التي كانت مُترَعَة بالجهل والنقص وقد وضع عليه السلام أمامه قوله تعالى
{إِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيْمٌ}
[ فصلت آية 34 ]


ومن آيات حِلمه عليه السلام أنه اجتاز على جماعة من أعدائه ، كان فيهم ابن هَيّاج ، فأمر بعض أتباعه أن يتعلق بِلِجَام بَغْلَة الإمام عليه السلام ، ويَدّعي أنها لَه ، ففعل ذلك ، وعرف الإمام عليه السلام غايته ، فنزل عن البَغلة وأعطاها له
وقد أعطى الإمام عليه السلام بذلك مَثَلاً أعلى للحلم وسِعَة النفس
وكان عليه السلام يوصي أبناءه بالتَحَلّي بهذه الصفة الكريمة ، فقد قال عليه السلام لهم يَا بني ، أوصيكم بوصية مَن حَفظَها انتَفَع بها ، إذا أتاكم آتٍ ، فأسمع أحدَكم في الأذن اليُمنى مَكروهاً ، ثم تَحوَّل إلى اليسرى فاعتذَرَ لَكم وقال إِني لم أَقُلْ شيئاً ، فَاقبلُوا عُذرَه



رد مع اقتباس
قديم 06-05-2013, 05:07 AM   #2

دلوووول غير متواجد حالياً

لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 3156
تاريخ التسجيل : Nov 2009
فترة الأقامة : 5293 يوم
أخر زيارة : 11-05-2023
العمر : 42
المشاركات : 22,265 [ + ]
عدد النقاط : 1371
قوة الترشيح : دلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud of
878 رد: ذكرى استشهاد سابع أئمة أهل البيت الإمام الكاظم عليه السلام




{{زهد الإمام الكاظم {عليه السلام}}

كان الإمام الكاظم عليه السلام زاهداً في الدنيا ، ومعرضاً عن مَبَاهجها وزينتها ، فآثرَ طاعة الله تعالى على كل شيء
وكان بيته عليه السلام خالياً من جميع أَمتِعَة الحياة ، وقد تحدث عنه إبراهيم بن عبد الحميد فقال
دخلت عليه في بيته الذي كان يصلي عليه السلام فيه ، فإذا ليس فيه شيء سوى خصفة ، وسيف مُعلَّق ، ومصحَف
وكان عليه السلام كثيراً ما يتلو على أصحابه سيرة الصحابي الثائر العظيم أبي ذر الغفاري الذي طلّق الدنيا ، ولم يحفل بأي شيء من زينَتِها قائلاً
رحم الله أبا ذر ، فلقد كان يقول : جَزى الله الدنيا عني مَذمّة بعد رغيفين من الشعير ، أتغذّى بأحدهما ، وأتعشّى بالآخر ، وبعد شملتي الصوف ائتزرُ بأحدهما وأتَردّى بالأخرى
لقد وضع الإمام الكاظم عليه السلام نصب عينيه سيرة العظماء الخالدين من صحابة جَدِّه سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم يشيد بسيرتهم ، ويتلو مآثرهم على أصحابه وتلاميذه ، لتكون لهم قدوة حسنة في حياتهم
وأما الحِلم فهو من أبرز صفات الإمام عليه السلام ، فقد كان مضرب المثل في حلمه وكَظْمِه للغَيظ
ويقول الرواة أنه عليه السلام كان يعفو عمن أساء إليه ، ويصفح عمن اعتدى عليه ، وذكر الرواة بَوادِر كثيرة من حلمه كان منها


إن رجلاً كان يسيء للإمام عليه السلام ويسبُ جَدّه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، فأراد بعض شيعة الإمام عليه السلام تأديبه ، فَنَهَاهُم عن ذلك ، ورأى أن يعالجه بغير ذلك
فسأل عليه السلام عن مكانه ، فقيل له إن له ضيعة في بعض نواحي المدينة المنورة ، وهو يزرع فيها
فركب الإمام عليه السلام بَغلَته ، ومضى متنكراً إليه ، فأقبل نحوه
فصاح به الرجل لا تَطأْ زرعنا
فلم يحفل به الإمام عليه السلام إذ لم يجد طريقا يسلكه غير ذلك
ولما انتهى إليه قابله الإمام عليه السلام بِبَسَمات فَيّاضة بالبشر قائلاً له كم غرمت في زرعك هذا ؟
فقال مائة دينار
فقال الإمام عليه السلام كم ترجو أن تصيبَ منه ؟
فقال :أنا لا أعلم الغيب
فقال الإمام عليه السلام إنما قلت لك كَمْ ترجو أن يجيئَكَ منه ؟
فقال أرجو أن يجيئَني منه مائتا دينار
فأعطاه سَلِيلُ النبوةِ ثلاثَ مِائة دينار
وقال هذه لك وزرعك على حاله
فانقلب الرجل رأساً على عَقِب ، وخَجل على ما فَرّط في حقّ الإمام عليه السلام
ثم انصرف الإمام عليه السلام عنه وقصد الجامع النبوي ، فوجد الرجل قد سبقه ، فلما رأى الإمام عليه السلام قام إليه ، وهو يهت بين الناس : الله أعلمُ حيثُ يجعل رسالته فيمن يشاء
وبادرَ أصحابه مُنكِرين عليه هذا التغيير ، فأخذ يخاصمهم ويذكر مناقب الإمام عليه السلام ومآثره
لقد عامل الإمام عليه السلام مبغضيه ومناوئيه بالإحسان واللّطف ، فاقتلَعَ من نفوسهم النزعات الشريرة ، وغسل عليه السلام أدمِغَتَهم التي كانت مُترَعَة بالجهل والنقص وقد وضع عليه السلام أمامه قوله تعالى
{إِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيْمٌ}
[ فصلت آية 34 ]


ومن آيات حِلمه عليه السلام أنه اجتاز على جماعة من أعدائه ، كان فيهم ابن هَيّاج ، فأمر بعض أتباعه أن يتعلق بِلِجَام بَغْلَة الإمام عليه السلام ، ويَدّعي أنها لَه ، ففعل ذلك ، وعرف الإمام عليه السلام غايته ، فنزل عن البَغلة وأعطاها له
وقد أعطى الإمام عليه السلام بذلك مَثَلاً أعلى للحلم وسِعَة النفس
وكان عليه السلام يوصي أبناءه بالتَحَلّي بهذه الصفة الكريمة ، فقد قال عليه السلام لهم يَا بني ، أوصيكم بوصية مَن حَفظَها انتَفَع بها ، إذا أتاكم آتٍ ، فأسمع أحدَكم في الأذن اليُمنى مَكروهاً ، ثم تَحوَّل إلى اليسرى فاعتذَرَ لَكم وقال إِني لم أَقُلْ شيئاً ، فَاقبلُوا عُذرَه

{{كيف كان الإمام عليه السلام يقضي أيّام سجنه}}


خُلِقَت الارض كلّها في نظرِ الامامِ لتكونَ معبداً ومسجداً ـ كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وَوُجِدَت الدُّنيالتكونَ مِحراباللعبادةِ ومجالاللتسبيح والتقديس ، ورحلةً للتقرّب إلى الله سبحانه والوصول إلى معرفته ، فلا تتغيّر عليه الاحوال ، ولا تختلفُ لديه الاماكنُ ، بل كلّما ضاقتْ عليه حلقاتُ المضيق،وعظمتِ الشّدائدُ،وتراكمتِ المحنُ ازداد قُرباً من الله،واستعانةً بالصّبرِ والصّلاة
فلقد اتّخذ الامام من السجن مسجداً،ومن وحشة الحبس ووحدته مُعْتَكَفاً ومأنساً بذكر الله وقربه سبحانه ، فنهاره صيام وليله مناجاة وقيام
فقد روى أحد الّذين كُلِّفوا بمراقبةِ الامامِ في سجنِ عيسى بن جعفر أنّه سمع الامام يقول
اللّهمّ إنّكَ تعلم أ نّني كنتُ أسالكَ أن تُفَرِّغَني لعبادَتِك ، اللّهمَّ وقَد فَعلتَ فَلَكَ الحَمْدُ

 

رد مع اقتباس
قديم 06-05-2013, 05:09 AM   #3

دلوووول غير متواجد حالياً

لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 3156
تاريخ التسجيل : Nov 2009
فترة الأقامة : 5293 يوم
أخر زيارة : 11-05-2023
العمر : 42
المشاركات : 22,265 [ + ]
عدد النقاط : 1371
قوة الترشيح : دلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud of
878 رد: ذكرى استشهاد سابع أئمة أهل البيت الإمام الكاظم عليه السلام




وعن أحمد بن عبد الله عن أبيه قال


دخلتُ على الفضل بن الرّبيع وهو جالسٌ على سطح ، فقال لي أشرفْ على هذا البيت ، وانظر ماذا ترى ؟ فقلت ثوباً مطروحاً . فقال : انظر حسناً ، فتأمّلت فقلت رجلٌ ساجد . فقال لي تعرفه ؟ هو موسى بن جعفر ، أتفقّدُهُ اللّيلَ والنّهارَ ، فلم أجِدْهُ في وقت من الاوقات إلاّ على هذه الحالة ، إنّه يصلِّي الفجرَ فَيُعَقِّبُ إلى أنْ تطلعَ الشمسُ ، ثمّ يسجدْ سجدةً ، فلا يزالُ ساجداً حتّى تزولَ الشمسُ ، وقد وكّل مَن يترصّدُ أوقاتَ الصّلاة ، فإذا أخبرهُ وثبَ يُصلِّي مِن غيرِ تجديدِ وضوء ، وهو دأبُهُ ، فإذا صلّى العُتمةَ أفطَرَ ، ثمّ يُجدِّدُ الوضوءَ ، ثمّ يسجِدُ فلا يزالُ يُصلِّي في جوفِ اللّيلِ حتّى يطلعَ الفجرُ
وأضيف في رواية اُخرى


فهذا دأبه منذ حُوِّلَ إلَيَّ

فأمر بتسليم موسى إلى الفضل بن يحيى ، فجعله في بعض دوره ، وَوَضَعَ عليه الرّصد، فكانَ مشغولاً بالعبادة ، يُحيي اللّيل كلّه : صلاةً ، وقراءةً للقرآنِ ، ويصوم النّهار في أكثرِ الايّام ، ولا يصرفُ وجهَهُ عَنِ المحرابِ ، فوسّعَ عليه الفضل بن يحيى وأكرمه
وهكذا كان الامام يؤثّر في سجّانيه وجلاّديه ، فقد كان يقضي أوقاته في السجن دعاءً ومناجاةً واستغفاراً ، وركوعاً وسجوداً وتفرغا للذكر والعبادة ، وهو يعـتبر ذلك منّةً من الله ورحمة ، إذ فرّغه لعبادته ، واستخلصه لنفسه
أيّ رجل هذا ، وأيّة قوّة يمكنها أنْ تقهرَهُ ، لقد كان نورُ قلبه يُزيحُ ظُلماتِ السجون ، وصلابةُ صبرِهِ تُحطِّمُ قيودَ السجّان وإرادةَ الطّاغية ، ولذيذُ مناجاته يملا آفاقَ الوحدة والوحشة اُنساً وسُروراً ، فما عسى الجلاّدُ أنْ يصنعَ ، وماذا بوسعِ الطّاغية أن يفعل ؟ فالامام يؤثِّرُ فيمن حولَهُ ويشعُّ بسلوكه وخُلُقِهِ وروحِهِ على مَنْ يُجاورونَه
فمِن روائع تأثيرِهِ وهَدْيِهِ،وإشعاعِ سلوكِهِ وإخلاصِهِ،ما رواهُ العامري في كتاب الانوار قال
إنّ هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر جاريةً خصيفةً ، لها جمالٌ ووضاءةٌ لِتَخدِمَهُ في السجنِ فقال قُل له بَلْ أنتُمْ بهديّتكُمْ تَفرحون لا حاجةَ لي في هذه ولا في أمثالها ، قال فاستطارَ هارون غضباً ، وقال ارجع إليه وقُل له ليسَ برضاكَ حبسناكَ ، ولا برضاكَ أخذناك ، واتركِ الجاريةَ عندهُ وانصرِفْ قال فمضى ورجعَ ، ثمّ قامَ هارون عن مجلسِهِ وأنفذَ الخادمَ إليهِ ليستفحّصَ عن حالِها ، فرآها ساجدة لربِّهالا ترفعْ رأسَها ، تقولُ قدّوسٌ ، سبحانكَ ، سبحانكَ ، فقال هارون سَحَرَها والله موسى ابن جعفر بسحره
فلعلّ هارون أراد أن يُغريَ الامامَ ويشغلَهُ عن أهدافِهِ بجمالِ الحسان ، ومُتَعِ الحياة ، منطلقاً من فهمه وتقييمه هو لنفسه ، وما درى أنّ الامام مستغرقٌ في جمال الحقِّ وفان بحبِّ الله ، قد أعرضَ عن الدُّنيا وزينَتَها ، فلا الجواري يشغلن بالَهُ ، ولا مُتَع الحياة تستهوي نفسه ، بل هو داعيةُ حقٍّ ، وصاحبُ رسالة؛ قد نذرَ نفسه لمبادئه ، وأوقفَ ذاته على ذات الله سبحانه ، فغدا مناراً يهدي بقوله وعمله ، وداعيةً يرشدُ بِصَمْتِهِ ونُطقِهِ ، فَصمتُهُ نَطَقَ بلسانِ العمل ، ونطقُهُ هَدى بكلمة الحقّ
لذا استهوى هديُ قلبَ الجارية ، واستولى سلطانُ روحِهِ على روحها وعقلها حتّى غدت تُنادي «سبّوحٌ ، قدّوسٌ» مشدوهةً ساجدةً ، بعد أنْ كانت تَرتَعُ في مسارحِ اللّهوِ ، وتكرعُ في كؤوسِ الهَوى والغَرام ، وتقضي وقتها وهي تداعب أوتارَ الطّربِ وأنغامَ الشِّعر ، وتستمتعُ بِحُلَلِ الديباجِ وعقودِ اللّؤلؤ، فصار ديدنُها الصّلاةَ والتسبيحَ والتقديسَ حتّى ماتت ، وقيل إنّ موتها كان قبلَ شهادة الامام موسى بن جعفر عليهما السلام بأيّام
وهكذا اختطَّ الامام لاجيال المسلمين السيرة الفذّة ، والسير في طريق ذات الشوكة، رغم الصعاب والمحن، فعلّم السائرين في هذا الطّريق الصّبرَ على مرارة السّجون والثّبات على الحقِّ ، والاسـتهانةَ بأساليبِ الجلاّدين ، ووسائلِ القهرِ والارهابِ ، فقد كان الرشيدُ ينقلُ الامامَ مِن سجن إلى سجن ، فمن عيسى ابن جعفر ، إلى الفضل بن الربيع ، إلى الفضل بن يحيى ، إلى السندي بن شاهك لعلّه يُخفي شخصَ الامام ، ويقتلُ روحَ المقاومة ويُغيِّبُهُ عن الاذهان ، إلاّ أنّ وجود الامام موسى بن جعفر في السجن كان له مغزىً سياسي ، وقيمة جهادية كبرى ، وخصوصا لتنقّله بين السّجون ومتابعة أبناء الاُمّة لاخباره ، وعجز السلطة عن حسم الموقف معه
فقد كان وجودُهُ يغذِّي روحَ الثورة والرّفض والمقاومة ، ويُضفي عليها صفةَ الشرعيّة ، لذلكَ فقد رفضَ الامام التوسّط لدى الحكّام لاخراجه من السجن ، أو اللّجوء إلى أي موقف من شأنه أنْ يُضعِفَ في الاُمّة هذه الرّوح ، فقد رفضَ وقالَ لبعضِ مَن طلبَ منه أن يُرسِلَ بعض الشّخصيات إلى هارون الرشيد للوساطة وإطلاق حرِّيّته
حدّثني أبي عن آبائه ، أنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى داودُ يا داود ! إنّه ما اعتصمَ عبدَ مِن عبادي بأحَد مِن خَلقي دوني ، وعرفتُ ذلكَ منهُ إلاّ قطعتُ عنهُ أسبابَ السّماء ، وأسَخْتُ الارضَ مِن تحته بهذا الردّ الحاسم الصادق عزّز موقِفَهُ وإباءَهُ وثقتَهُ بالله سبحانه
ولمّا أحسَّ الرشيد أنّ روح المقاومة الصامتة الّتي أبداها الامام في السجن قد بدأت تأخذ طريقها إلى النفوس ، وأنّ مواقفه بدأت تتفاعل مع وعي الجمهور وإحساس الاُمّة ، خاف أن يتكثّف هذا الوعي ، وينمو ذلك الاحساس فيتحوّل إلى ثورة ، فاستشار وزيرَهُ يحيى بن خالد ، فأشار عليه باطلاق سراح الامام
وقد نقل العلاّمة المجلسي صاحب بحار الانوار هذا الموقف من السلطة العباسية كالآتي
لمّا حَبَسَ هارونُ الرشـيد أبا إبراهيم موسى بن جعفر ، وأظهر الدلائل والمعجزات وهو في الحبس ، تحيّر الرشيد ، فدعا يحيى بن خالد البرمكي ، فقال له يا أبا عليّ ! أما ترى ما نحنُ فيه من هذه العجائب ؟
ألا تدبِّر في أمرِ هذا الرّجل تدبيراً تُريحنا مِن غمِّهِ ؟ فقالَ يحيى بن خالد الّذي أراهُ لكَ يا أمير المؤمنين أنْ تمتَنَّ عليه ، وتَصِلَ رَحِمَهُ ، فقد والله أفسدَ علينا قلوبَ شيعتنا ، وكان يحيى يتولاّه وهارون لا يعلم ذلك ، فقالَ هارون انطلِق إليه ، وأطلِقْ عنهُ الحديدَ ، وأبلِغْهُ عنِّي السّلامَ وقُل له يقولُ لكَ ابن عمّك أنّه قد سبقَ منِّي فيكَ يمينٌ أنِّي لا اُخَلِيك حتّى تقرَّ لي بالاساءة ، وتسألَني العفوَ عمّا سَلَفَ مِنكَ ، وليسَ عليكَ في إقرارِكَ عارٌ ، ولا في مسألتك إيّايَ مَنْقَصَةٌ
ولمّا وصل يحيى إلى الامام موسى بن جعفر وأخبرَهُ برسالة الرشيد ، رفضَ الامام أن يلبّي طلب الرشيد الّذي أراد أن يوقف الامام موقف المخاطب المعتذر ، وأجابه
وستعلمُ غداً إذا جاثَيْتُكَ بينَ يدي الله مَنِ الظّالِم والمُعتدي على صاحبِهِ والسّلام
وهكذا حطّمَ الامام موسى الكاظم عليه السلام بصبره وثقته بالله سبحانه كلَّ وسائل الجور والارهاب من السجن والضغط والقيود والتزييف وتضليل الرأي العام ، فلم يكن أمامَ الرشيد إلاّ الحلُّ الاخير وهو اغتيال الامام ، وإنهاء حياته الشريفة ، وقد تخيّل أنّه سيسدلُ الستارَ بذلك على أروعِ فصل من فصولِ الجهـادِ والثـورةِ ضدّ الطّغيان ، وسيُطفئُ نورَ الامامةِ في أهل هذا البيت ، ويتخلّصُ من أعظمِ شخصيّة علمية وقيادية في عصره ، لذلك أقدمَ على الجريمة الكبرى ، وقرّرَ اغتيال الامام
 

رد مع اقتباس
قديم 06-05-2013, 05:18 AM   #4

دلوووول غير متواجد حالياً

لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 3156
تاريخ التسجيل : Nov 2009
فترة الأقامة : 5293 يوم
أخر زيارة : 11-05-2023
العمر : 42
المشاركات : 22,265 [ + ]
عدد النقاط : 1371
قوة الترشيح : دلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud of
878 رد: ذكرى استشهاد سابع أئمة أهل البيت الإمام الكاظم عليه السلام




{{من أقوال الإمام الكاظم عليه السلام}}

1- من استوى يوماه فهو مغبون، و من كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، و من يعرف الزيادة في نفسه فهو في النقصان و من كان إلى النقصان، فالموت خير له من الحياة
2- المؤمن مثل كفتى الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه
3- من عقل قنع بما يكفيه، و من قن بما يكفيه استغنى
4- قليل العمل من العالم مقبول مضاعف، و كثير العمل من أهل الهوى و الجهل مردود
5 - إنا أهل بيت حج صرورتنا، و مهور نسائنا و أكفاننا من ظهور أموالنا
6- عونك للضعيف من أفضل الصدقة
7- من كف غضبه عن الناس كف الله عنه عذاب يوم القيامة
8- من بذر و أسرف زالت عنه النعمة
9- ما من شيء تراه عيناك إلا و فيه موعظة
10- من حسن بره بإخوانه و أهله مد في عمره
{{اعطف على الكرخ}}

اعطف على الكرخ من بغداد وابكِبها
كـــــنزاً لعـــلم رســــول الله مخـــزونا
مـــوسى بـــن جعفر سر الله والعلم
الـمبين فـــــي الـدين مفروضاً ومسنونا
بـــاب الحــــوائج عــندالله والسبب
الـموصـــول بــــالله غـــوث المستغيثينا
الــــكاظم الغـــــيظ عــــمن كان مقترفاً
ذنباً ومـــن عــــمّ بـــالحسنى المسيئينا
يـــــابن النبـــــيين كـم أظهرت معجزة
في السجن أزعجت في الرجسهارونا
وكـــــم بـــــك الله عــــافى مبتلى ولكم
شـــافى مـــــريضاًوأعنى فيك مسكينا
لــم يُلهك السجن عن هدي وعن نسك
إذ لا تـــــــزالبــــــذكر الله مفــــــتونا
وكـــــم أســــــروا بـــــزاد أطعـموك
بهسمّاً فأخــــــبرتـــــهم عـــــمّا يسـرونا
وللطبيــــــب بســـطتالـــكـف تــخبره
لــــــما تــــــمكن مــــنها السمّ تـــمكينا
بكـــــتعـــــلى نعـشـك الأعداء قاطبة
ما حال نـــــعش لــــه الأعداءبــاكونا
رامــــوا البـــراءة عند الناس من دمه
والله يــــــشهد مـــــاكــــانوا بريـــئينا
كـــم جــرّعتك بنو العباس من غصص
تذيــــــبأحـــــشاءنا ذكــــراً وتُشجينا
قاسيــــــت مـــا لم تــقاس الأنبياء وقد
لاقيت أضــــــعاف مــــا كــانوا يلاقونا
أبكيـــت جــــــديك والـــــــزهراء أمّــك
والأطــــــهار آبـــاؤك الــــغرالميامينا
طـــــالت لطـــــول سجـــــود منه ثفنته
فـــــقرحت جبــــــهة مـــــنه وعــرنينا
رأى فـــــــراغته فــــــي السجن منيته
ونعــــــمة شـــــــكر الـــباري بها حينا
يـــــا ويـــــل هــارون لم تربح تجارته
بصفــــــقة كــــــان فـيها الدهر مغبونا
ليـــــس الـــرشيد رشــيداً في سياسته
كــــــلاّ ولا ابـــــــنه الـــمأمون مأمونا
تـــــالله مـــنكــان من قربى ولا رحم
بين المصـــــــلين لــــــيلاً والمغـــــنينا
لهفـــي لمــــــوسى بهـــم طــالت بليته
وقــــــدأقــــــام بــهم خمساً وخمسينا
يــــــزيـــــــدهم معجـــــزات كـــل آونة
ونائــــــلاً ولـــــه ظــــــلماً يـــــزيدونا
لـــــم يحـــــفظوا منرسول الله منزله
ولا لحســـــناه بــــــالحسنى يــــكافونا
بـــــاعوالعــــمري بـــدنيا الغير دينهم
جــــــهلاً فـــــما ربـــحوا دنيا ولادينا
فــــي كـــــل يوم يـــــقاسي منهم حزنا
حتى قضى في سبيل الله محزونا
{{صرخة السجونِ}}


صرخة السجونِ ,,,,تهزأ بالمنونِ.
صرخة للأمام الكاظم ,,,,نهضة للأمام الكاظم
ستنقضي الليالي ,,,,ونكتب القصة بالدماءِ
هارون في الدهو ,,,,رمز الى الأفساد والبغاءِ
هارون في التأريخ ,,,,مزبلة لكل الأشقياءِ
والكاظم السجين ,,,,أسطورة في عالم الأباءِ
أسس بالقيودِ ,,,,’مدرسة طالبها فدائيِ
حضارة السجون ,,,,تقرأها الأرض الى السماْ
موسى لنا شعار ,,,وقيده ملحمة الوفاءِ
ونهجه الثوري ,,,,,من جده في أرض كربلائي
يابني العباس يوم الفصل ,,,, يوم القارعه
ليست الدنيا سوى ,,,,عفطة عنز مسرعه
ليس يجديك ايا هارون ,,,,مكر الخادعه
انما المكر الى الله ,,,,ولا مكر معه

 

رد مع اقتباس
قديم 06-05-2013, 05:20 AM   #5

دلوووول غير متواجد حالياً

لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 3156
تاريخ التسجيل : Nov 2009
فترة الأقامة : 5293 يوم
أخر زيارة : 11-05-2023
العمر : 42
المشاركات : 22,265 [ + ]
عدد النقاط : 1371
قوة الترشيح : دلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud of
افتراضي رد: ذكرى استشهاد سابع أئمة أهل البيت الإمام الكاظم عليه السلام




{{صرخة السجونِ}}


صرخة السجونِ ,,,,تهزأ بالمنونِ.
صرخة للأمام الكاظم ,,,,نهضة للأمام الكاظم
ستنقضي الليالي ,,,,ونكتب القصة بالدماءِ
هارون في الدهو ,,,,رمز الى الأفساد والبغاءِ
هارون في التأريخ ,,,,مزبلة لكل الأشقياءِ
والكاظم السجين ,,,,أسطورة في عالم الأباءِ
أسس بالقيودِ ,,,,’مدرسة طالبها فدائيِ
حضارة السجون ,,,,تقرأها الأرض الى السماْ
موسى لنا شعار ,,,وقيده ملحمة الوفاءِ
ونهجه الثوري ,,,,,من جده في أرض كربلائي
يابني العباس يوم الفصل ,,,, يوم القارعه
ليست الدنيا سوى ,,,,عفطة عنز مسرعه
ليس يجديك ايا هارون ,,,,مكر الخادعه
انما المكر الى الله ,,,,ولا مكر معه

حُقّ البكاء
حُقّ البكاء على سجيـن الظالـم ِ
الصابر ِ المظلوم موسى الكاظـم ِ
و العينُ إنْ لم تبـكِ رزءَ إمامهـا
بحـرارةٍ أولـى بهـا أنْ تنعمـي
و أضالع لم تحـو حـبّ أئمّـة ٍ
فمحاملٌ هـي للضـلال الجاثـم
تحيى القلوب بدمعة تجـري علـى
مَن للقلوب همُ صميمُ البلسـم ِ
أجر الرسالـة للرسـول محمـد ٍ
هذا البكـاء علـى بنيـه بمأتـم

السلام على المعذب في قعر السجون وظلم المطامير
موسى بن جعفر {عليه السلام}
عظم الله اجورنا واجوركم بهذا المصاب الجلل
{من أقوال الشعراء في مصيبة الكاظم {عليه السلام}

عادة الميّت يا شيعــة
لمّن إيسكّن ونينـــه
تحظر أولادة وأخوته
عن يساره وعن يمينه
هذا الي يوسدة ويجفنه
وذاك الي يغمّضله عينه
أحنا ما شـاهدنه ميــّـت
بالحديـــد أمـقيدينــه



 
التعديل الأخير تم بواسطة دلوووول ; 06-05-2013 الساعة 05:21 AM

رد مع اقتباس
قديم 06-05-2013, 05:26 AM   #6

دلوووول غير متواجد حالياً

لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 3156
تاريخ التسجيل : Nov 2009
فترة الأقامة : 5293 يوم
أخر زيارة : 11-05-2023
العمر : 42
المشاركات : 22,265 [ + ]
عدد النقاط : 1371
قوة الترشيح : دلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud of
878 رد: ذكرى استشهاد سابع أئمة أهل البيت الإمام الكاظم عليه السلام




{{وقفات .. وآهات في ذكراك أيّها الكاظم}}


لمحة مضيئة

عُرف أهل البيت النبويّ بأمور شريفة كثيرة، كان أبرزها: المعارف الإلهيّةِ، والعبادات الجليلة، والأخلاق الطيبة وكان لخصالهم المباركة تأثيرها العميق في أهل زمانهم، ثمّ في الأجيال المتعاقبة إلى ما شاء الله تبارك وتعالى وفي الصفحات الزاكية من حياة الإمام موسى الكاظم عليه السّلام نقرأ كمالاتٍ مشتقّةً من الفيض الإلهيّ، تُحيي القلوب وتُؤنس الأرواح فإلى لمحات من ذلك

يمرّ الإمام موسى الكاظم عليه السّلام بطريق فيسبّه رجل، ولا يكتفي فيسبّ عليّاً أمير المؤمنين عليه السّلام
ويمرّ الإمام الكاظم عليه السّلام يوماً على رجل دميم الخلقة من أهل السواد، فيسلّم عليه ويُنزله عنده ويحادثه طويلاً، ثمّ يعرض عليه السّلام خدمتَه للرجل بأن يقوم له بقضاء حاجة إن عرضت
وما فتئ الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه يتفقّد الفقراء والمساكين بالليل في مدينة جدّه صلّى الله عليه وآله يحمل إليهم التمر والدقيق وما حُرِموا منه وحلموا أن ينالوه، وما لم يتوقعوا أن يصل إليهم شيء منه كان هو عليه السّلام بنفسه الشريفة يُوصِل إليهم كلَّ ذلك وهم لا يدرون مَن يَصِلُهم به؛ لأنّ الإمام عليه السّلام عوّد الناس على صدقة السرّ، يحفظ بها ماء وجههم، ويُقرن عطاءه لهم بالكرامة والعزّة حتّى إذا استُشهد سلام الله عليه انقطعت عنهم الصِّلات والدنانير والنفقات، فعلموا مصدرَ ذلك، فأسفوا وحنّوا، وأحسّوا باليُتم والحرمان
ويمرّ الإمام الكاظم عليه السّلام يوماً بزنجيّ قد ذاق الذلّ والعبوديّة والانكسار، فيتقدّم ويُهدي للإمام عصيدة وحزمة حطب، لا أكثر ربّما كان ذلك حبّاً منه، أو كان يتوقّع بعد هذا جائزة معيّنة إلاّ أنّ الإمام الكاظم عليه السّلام لم يترك هذا الموقف إلاّ وقد اشترى ذلك الزنجيّ وهو من الرقيق، واشترى الضيعة التي كان يعمل فيها الزنجيّ، ثمّ عتقه ووهب له الضيعة

هي أيّها الإخوة تحكي لنا حال العارف المنقطع بكلّه إلى بارئه عزّوجلّ فإذا دعا خِلْنا أنّ السماوات تقول له: لبّيك لبّيك، آمين آمين، وخِلْنا أنّ الحجب تتفتّق وتتخرّق وتختفي أمام مقصده الحقّ، وتلك أنفاسه الزاكية الشريفة تُتلى إلى يومنا
أصبحتُ اللهمّ في أمانك، أسلمتُ إليك نفسي، ووجّهتُ إليك وجهي، وفوّضت إليك أمري، وألجأت إليك ظهري؛ رهبةً منك، ورغبةً إليك لا ملجأَ ولا مَنجى منك إلاّ إليك
اللهمّ إنّي فقير إليك فارزقني بغير حساب. اللهمّ إنّي أسألك الطيّبات من الرزق، وترك المنكرات، وأن تتوب علَي
يا مفزعَ الفازع، ومأمنَ الهالع، ومطمع الطامع، وملجأ الضارع. يا غوثَ اللهفات، ومأوى الحيران، ومُروي الظمآن، ومُشبعَ الجَوعان، وكاسي العُريان، وحاضرَ كلّ مكان، بلا دركٍ ولا عَيان
توكّلت على الحيّ الذي لا يموت، وتحصّنتُ بذي العِزّة والجبروت، واستعنتُ بذي الكبرياء والملكوت مولاي، استسلمتُ إليك فلا تُسْلِمْني، وتوكّلت عليك فلا تخذلْني، ولجأتُ إلى ظلِّك البسيط فلا تطرحْن أنت المطلب، وإليك المهرب

كم سُمعت للإمام الكاظم عليه السّلام دعَوات ودعوات من قعر السجون، وعبقت له مناجاةٌ من ظُلَم المطامير ولكنّ ذلك كلَّه لم يُخشع الظالمين ولم يُثنِهم عن أن يجرأوا على الله تعالى فيدسّوا السمَّ لوليّ الله وهو يُحيي لياليه بالسَّهَر، إلى السحر يسجد لله عزّوجلّ تلك السجدات الطويلة، مقرونةً بالدموع الخاشعة الغزيرة، والضراعات الخاضعة المتّصلة
فأُخرِج عليه السّلام من زنزانته بساقٍ مرضوض، وحَلَقٍ ثقيل من القيود، جنازةً مُنادى عليها بذُل الاستخفاف، يحملها سجّانون أربعة لِيرِدَ على جدّه المصطفى صلّى الله عليه وآله وأبيه المرتضى وأُمّه الصديقة الزهراء بإرثٍ مغصوب، وولاءٍ مسلوب، وأمرٍ مغلوب، ودمٍ مطلوب، وسُمٍّ مشروبهذا
بعد صبر السنين على غليظ المحن، وتجرّعٍ لغُصص الكُرَب، فيقضي ثابتاً في وجه الطغاة متحدّياً لأمانيّهم المريضة وآمالهم الدنيئة، ومُعْرضاً عنهم محقِّراً ذلّتَهم للدنيا. وفي الوقت ذاته، يقضي صلوات الله عليه مستسلماً لأمر الله، راضياً بقضاء الله، مخلصاً في طاعة الله ممحِّضاً له الخشوع، ومُقْبلاً عليه بكمال الخضوع
فصلوات الله عليه من أمينٍ مؤتمَن، بَرٍّ وفيّ، طاهرٍ زكيّ، محتسبٍ صابرٍ في الله تعالى
نسآلكم خآلص الدعآء ..
 
التعديل الأخير تم بواسطة دلوووول ; 06-05-2013 الساعة 05:26 AM

رد مع اقتباس
قديم 06-05-2013, 05:36 AM   #7

دلوووول غير متواجد حالياً

لوني المفضل : Cadetblue
رقم العضوية : 3156
تاريخ التسجيل : Nov 2009
فترة الأقامة : 5293 يوم
أخر زيارة : 11-05-2023
العمر : 42
المشاركات : 22,265 [ + ]
عدد النقاط : 1371
قوة الترشيح : دلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud ofدلوووول has much to be proud of
افتراضي رد: ذكرى استشهاد سابع أئمة أهل البيت الإمام الكاظم عليه السلام




 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مهم, أئمة, البحث, السلام, الهلال, الكاظم, استشهاد, ذكرى, سابع, عليه


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ذكرى استشهاد الإمام علي الهادي عليه السلام-3 رجب دلوووول نفحآتـ إيمآنية 3 05-05-2014 03:24 PM
ذكرى إستشهاد الإمام الكاظم عليه السلام دلوووول نفحآتـ إيمآنية 3 06-17-2012 09:28 AM
ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام دلوووول نفحآتـ إيمآنية 7 02-02-2012 10:35 AM
عظم الله أجوركم (ذكرى استشهاد الإمام الرضا عليه السلام ) الوديعة نفحآتـ إيمآنية 4 03-08-2007 01:11 AM
ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام في 25 من شوال antaumry نفحآتـ إيمآنية 7 12-10-2006 03:24 PM


الساعة الآن 04:44 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1