يسبب ارتخاء العضلات وتصدع العلاقات

60% من حالات الطلاق سببها شخير الأزواج

من الكوارث أن تكتشفي أن منخار زوجك بمحركات طائرة، تقلع عند استسلامه إلى النوم ، أما أنتِ فلا عزاء لكِ ، وأمامك خياران إما تستسلمي إلى الأمر الواقع وتتحملي توتر الأعصاب أو تفقدي صوابك وتطلبي الطلاق، فقد أجمعت العديد من الدراسات العلمية على أن شخير أحد الزوجين سبب60% من حالات الطلاق ، مشيرة إلى أن عدم تمتع الشريك بفترة نوم كافية تجعله سريع الغضب مما يفجر الخلافات الأسرية .
وقد أفادت الأبحاث الحديثة أيضاً بأن كثرة سماع صوت الشخير قد تؤدي إلى فقدان جزئي للسمع، و كذلك يؤدي عدم الاستغراق في النوم إلى انخفاض الإنتاجية خلال النهار.
تستيقظ سميرة ليلاً وتوقظ زوجها بصراخها ليتوقف قليلاً عن الشخير الذي أوشك أن يفقدها عقلها وذهب بنومها ، وتقول : لم يكن يشخر هكذا في بداية الزواج ولكني مضطرة إلى احتماله بحكم العشرة التي بيننا رغم أني أشعر بأني أوشكت على الجنون في الليالي التي يعلو فيها صوت شخيره .
قلق مستمر
أما حنان معوض فتؤكد أنها تعاني من صعوبة النوم بسبب شخير زوجها ، وتقول : يعزف لي أحلى السيمفونيات بشخيره كل ليلة ، وقد يصل بي الأمر إلى أن أغفو في العمل دون أن أشعر ، وذلك بسبب الأرق طوال الليل فالنوم بجانبه مستحيلاً خاصة عندما يكون مرهق أشعر بأن الجيران سوف يشكون منه في الصباح .
وتتابع حنان : أحياناً أذهب إلى الفراش لأستغرق في النوم قبل أن يوقظني ، وأحياناً أستيقظ وأذهب إلى النوم في غرفة أخرى ، ولكن الليلة التي لا أحصل فيها على كفايتي من النوم أستيقظ في الصباح عصبية وأتشاجر معه لأتفه الأسباب ، لا لأني أتلكك له وإنما تكون قلة النوم مؤثرة على حالتي المزاجية .
60% من الأزواج يشخرون
60% من الرجال يصابون بالشخير بعد بلوغهم الأربعين، ويرجع السبب إلى ارتخاء عضلات الجسم بفعل السن ، وبالتالي ارتخاء سقف الحلق كعضلة من العضلات الموجودة بالجسم، هذا ما يؤكده دكتور أشرف محمود خالد أستاذ (م) الأنف والأذن والحنجرة .
وبناء عليه يعرف د. أشرف الشخير قائلاً : هو صوت يحدث نتيجة اهتزاز سقف الحلق المرتخي الموجود في الزور أثناء التنفس.
ورغم ذلك يفيد أستاذ (م) الأنف والأذن والحنجرة بأن الشخير مشكلة تأثيرها الاجتماعي أكبر من الطبي فهو عرض وليس مرض، وقد يصل الأمر إلى الطلاق حقاً ، ولا يؤذى غير النائم بجوار المشخر ، ولكن قد تطرأ تغيرات نفسية على شخصية المريض بالشخير فيبدأ في تجنب الآخرين ، ويسهر لينام بمفرده محاولاً تغيير طبيعة حياته ليتفادى قلق من حوله .
حقيقة الخلافات
من الناحية النفسية يؤكد الدكتور محمد فكري أستاذ (م) الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس ، أن الشخص الذي يشخر ليلاً يصيب شريكه بعصبية في نهار اليوم التالي ناتجة عن عدم استمتاعه بقسط كافي من النوم ، ومن ثمة تكثر الخلافات الزوجية على أتفه الأسباب التي كان من الممكن التغاضي عنها في الظروف العادية .
ولكن الدكتور سعيد المصري أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة ، فيعترض على أن يكون الشخير سبباً في الطلاق ، قائلاً : أنا ضد فكرة الأسباب الواهية أو الشكلية التي هي خلف انفصال زوجين أو حتى تفجير الخلافات بينهما، فهناك أسباب حقيقة تكون هي دائماً وراء أي علاقة غير مستقرة ، وتكون دائماً متعلقة بعدم التكافؤ ، أو انهيار الثقة في الطرف الآخر، ففي رأيي أن الزواج علاقة لا يمكن أن تنفض لسبب مثل الشخير ، لأنها علاقة أسمى وأكبر من ذلك، فأنا دائماً أقول إن الحب الأعمق هو الذي يتعايش مع الأمور.
ويرى أستاذ عم الاجتماع أن غالبية حالات الانفصال التي سببها الشخير والمذكورة في الدراسة السابقة ، كانت الخلافات فيها موجودة بين الزوجين وما كان الشخير إلا فتيل الانفجار ، فدائماً عندما تكون العواطف قوية لا يكون للشخير أي معنى ويتلاشي مع أي أسباب واهية للخلاف ، ولكن في ظل الكراهية والمرارة في العلاقة من الممكن جداً أن يكون أحد المبررات التي تتخذها الزوجات سبب رئيسي ، وانطلاقاً من المثل القائل "حبيبك يبلع لك الزلط" استحالة أن تحب زوجة رجل وتطلب منه الطلاق لأنه يشخر ولكنها تطلب الطلاق عندما تنهار العواطف وتتصدع العلاقة .
ويضيف د. سعيد المصري : إن الزواج ارتباط أعمق من مجرد أن شخير ينجحه أو يسقطه ، إنه ارتباط مصيري بين اثنين في تكوين الأسرة ، حيث يوجد في الزواج نوع من التعايش مع العيوب خاصة وأن أكثر الناس تنكشف على بعضها وتتعرى ثقافياً ، ويرى كل طرف الآخر على حقيقة حياته على عكس اللقاء الأول ، ورغم ذلك تتطور المشاعر بشكل أعمق .
ليس داعياً للطلاق

تتعدد أسباب الطلاق الشرعية ، لكن هل يمكن أن يكون الشخير أحد أسبابها ؟ يجيب على هذا السؤال الدكتور د. أحمد حمد أحمد -أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر- ، قائلاً :
الشخير ليس عيباً ويمكن أن يعالجه الزوج طبياً أو من الممكن أن ينفصل الزوجين في النوم بعد قضاء حاجتهما لبعض، ولكنه ليس داعياً للطلاق أو التفرقة بين الزوجين .

ويتابع أستاذ الشريعة : يحق للمرأة طلب الطلاق إذا كان له رائحة كريهة ، أو ذو تصرفات وسلوكيات مشينة ، وحدة المعاملة بين أحد الزوجين، فقال تعالى " وعاشروهن بالمعروف" ، فإهانة المرأة غير مقبولة شرعاً ، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - المرأة ريحانة وليست كهرمانة، أي المرأة زهرة وليست عبدة .
ويتابع : كان عمر بن الخطاب يمشي في الطريق فقال له أحدهم : إن النساء شياطين خلقن لنا ونحن نتقي شر الشياطين ، فقال له عمر بن الخطاب إن النساء رياحيين خلقن لنا ونحن نشتهي شم الرياحين. أي أن الوضع الطبيعي بين الزوجين أن يرأفا ببعضهما