ســيـــارتــي

ســيـــارتــي

سـيـارتـي مـاذا بـها لا أعرف
فـكـأنـهـا ضـنعت لتعذيبي فقط
مـن أيـن أبـدأ رحلتي في وصفها
سـيـارتـي «هـوندا» وماذا تنفع
هـي لـم تـرحني في حياتي لحظة
وأنـا لـسوء الحظ ما سجلتها نظراً
ولأجـل مـا عـانـيت منها لم أزل
سـيـارتـي مـهـضـومة لكنها
ولـقـد تـواضـع شكلها حتى غدا
ولـعـل أكـثـر مـن يعيرني بها
لـم أدر كـيـف تـبـدلت أحوالها
والله مـا قـصرت في تنظيفها يوماً
ولـكـثـر ما جمع الهشيم iiدفاعها
ولـكـثـر مـا أكل الزمان طلاءها
فـي جـزئـهـا الخلفي «طبوناية»
وعـلـى غـطـا موتيرها iiمعجونة
ولـها دواليب ضعاف أربع ذابت بها
رفـرافـهـا: الله مـن رفـرافـها
أمـا مصيبتها العظيمة في ii«الشتا»
«فـيـتاسها» المنحوس يقرع iiدائماً
إن قـدتـهـا نـحو اليمين توجهت
فـإذا مـشـت فـكـأنـهـا iiدبابة
أنـا مـا قـصدت بها المدينة iiمرّة
«ومـكـحـكح» في السير قلت له
فـكـأنني منذ ابتليت بهمّها وحدي
لا يـعـشـق البنزين ii«ريزفوارها»
مـا خـالـهـا قرب المحل مصلّح
إن شـئـت تـصليحاً لها لم أستطع
أمـا «حـدادتـهـا» و«بـويتها»
كـمـا مـن عبيط أحمق قد قال لي
فـأجـبـتـه إن الـقـناعة عندنا
والـعيش في رفع الجبين إلى العلى
سيارة «الهونداي» من سيارتي أغلى
لـكـنـمـا هـي في الحقيقة لعبة
تـعـسـاً لـمـن تلقاه في iiسيارة
والـفـخـر كـل الفخر في سيارة




































لـم يـمـض يـوم فـيه لا تتوقفُ
وكـأنـنـي بـعـذابـها متصوّف
وهـي الـتي لا شيء فيها يوصف!
الـهـونـدا إذا كـانت بنا لا ترأف
أبـداً ولا يـومـاً بـنـا تـتـلطّف
لـمـا تـسـجـيـلـها هو مكلف
عـن دفـع مـيـكـانـيكها أتخلف
لـجـمـيـع أشكال التخلف متحف
مـنـه يـمـلّ الـجاهل المتفلسف
بـيـن الـورى مـسؤولنا المتخلف
حـتـى أتـاهـا عصرها المتقشف
ولـكـن شـكـلـهـا لا يـنـظف
فـبـدا بـهـا وكـأنما هو معلف!
مـا عـاد أصـل الـلون فيه يعرف
مـن وحـل قـريتنا عليها شرشف!
صـدأ الـحـديد بها فراحت iiتنزف!
«الــكـومـا» فـراحـت تـردف
أمضيت فصل الصيف وهو يرفرف!
أرض مـشـقـقـة وسـقف يدلف
أمـا مـحـرّكـهـا فـطبل iiأجوف
نـحـو الـيسار وعكس ذلك أعنف
وإذا رسـت فـكـأنـها مستوصف
إلا وقـلـبـي كـان فـيها يرجف
اشـتـرِ سـيارتي فأجابني متأسف
بــأحـداث الـزمـان مـكـلَّـف
مـن كثرة الصرف الذي هي تصرف
إلا وراح لـشـكـلـهـا يـتـأفف
تـصـلـيحها ضعف المعاش يكلف
إذا شـغـلت فيلزمني لذلك مصرف
لِـمَ لا تـغـيّـرهـا فأنت موظف؟
كـنـز كـبـيـر والتواضع iiموقف
فـي هـكـذا سـيـارة لي أشرف
وأرقـى فـي الـمـوديـل وأنظف
يـلـهـو بها المتصلف iiالمتعجرف
مـقـيـاس قيمتها الحديد الأجوف
يـخـتـال فـيـهـا شاعر ومثقَّف