حين نعشق التوت الأسود Black Berry

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نظراً لكثرة المجتمعات التي أصبحت في نطاق خيط رفيع يسمى بالتوت الأسود... Black Berry

قررتُ أن أكتب هذا الموضوع... يمكنني تسميتها بالمقالة... فقد نفد صبري وحان وقت تفجير طاقات القهر المحبوسة في خاطري وبين ضلوعي

وليس التوت الأسود فحسب... فهناك أجهزة كثيرة تجعلنا نفقد صوابنا

ستفهمون مقصدي حين نغوص في عصير التوت الأسود اللذيذ والدسم...

ففي الآونة الأخيرة زرعت بذرة فكرة التوت الأسود بين تربة أحد الشركات التجارية الخصبة, ونمت البذرة وأصبحت نبتة كبيرة جداً لا يمكنني تخيلها, وثمارها التوت الأسود.

وصل هذا التوت إلينا عن طريق الاتصالات التي لا ترحم أحداً... فعنوانها هي سرقة الناس...

وأنتشر التوت الأسود وكثرت مبيعاته بسبب مميزاته الخارقة والفتاكة التي تغري الآخرين بتذوق محتواها... وخصوصاً تذوق الانترنت والماسنجر الذي لا يمكن أن يشبع منهما... 24 ساعة

وقد ظهرت على ذلك الكثير من المصائب... ففي البداية

عندما نوصل الانترنت إلى المنزل, كان الفرد منا يجلس عليه 24 ساعة ولا يفارقه لفترة طويلة, فعندما أخرج مثلاً للتنزه وأدعو صديقي, يقول لي, "آسف... لا يمكنني الذهاب معك... فأنا مشغول"

"مشغول بماذا؟!"

"إن والدتي تناديني... إلى اللقاء"

وذهب إلى الانترنت, ولا يتمنى أن يزعجه أحد...

وبعض منا وكأنه غير موجود بالمنزل, إذ أنه يحبس نفسه بين أربعة جدران!! ولا يريد الخروج لأن الغالي الانترنت موجود, وسيأخذ الإنترنت بخاطره إن لم يجلس معه...

ولكن أهله!!... والدته...؟؟... والده..؟؟... أخوته؟؟... أين هم بالنسبة له؟؟

لما لا يشاركهم الجلوس والحديث؟؟... لما لا يشاركهم النقاش عن أمر يريدون النقاش فيه؟؟

هل أصبح الانترنت... أكثر نفعاً من أهلنا؟؟؟

وياليته يستفيد من أخونا الحقير الإنترنت... فأغلب الشباب يعرف الإنترنت بأنه الصديق الذي سيعطيه البريد الالكتروني للفتيات... وأرقامهن... ليتحدث معهن على قلبه التوت الأسود... حتى وقت متأخر من الليل...

فعندما يصحوا للذهاب إلى الكلية أو المدرسة... أو حتى العمل... يكون في شدة الكسل بسبب الثرثرة الزائدة بالتوت الأسود مع الأصدقاء... مما يؤدي إلى تأخره عن واجباته وسهره الليل كله, قد لا يذهب للعمل أو إلى الكلية... ويريد أن يكمل أحلامه السعيدة مع التوت الأسود أو يكمل كابوسه المرعب عن توته الأسود... فقد يحلم بكابوس بأن أحد ما سرق منه ثمرته وسرق كل إيميلاته وأرقامه الغالية... وصار يصرخ في نومه كالمجنون الذي يحاول شرب الماء من أسفل الكأس!!

وحين يجتمع مع أصدقاءه أو أهله, يبقى التوت بين يديه لا يمكنه التخلي عنه... ويتحدث مع صديقاته وأصدقاءه المدمنين مثله بهذا التوت... فحين تتحدث معهم لا يعيرونك إنتباههم, يعيدون إسطوانتهم المعروفة "نعم نعم..." .. ألا يوجد ألبوم آخر لهذه الإسطوانة!!... وإن وجدت فهي "أجل أجل... معك حق"... فقط... هذا ما يردون عليك حين تحدثهم... وكأنه هو والتوت الأسود الوحيدين في هذا العالم...

وإن سقط التوت الأسود من بين يديه على الأرض... وكأنه أسقط قلبه... وصار يبكي على الخدوش التي ظهرت نتيجة السقوط... ليس لثمنها الباهض... بل للجهاز نفسه!!

فمن كثرة تعلق الفرد بهذا الجهاز... زرع الكره وعدم الإكتراث لضحية التوت لأنه في الأساس لم يكن سوى مستمع فاشل ومتحدث راسب... لا يهمه سوى التوت الأسود... حياته كله هو التوت الأسود... حتى أمه أصبحت التوت الأسود!!

ففي الحصة... يشرح الأستاذ الدرس... وبعض الطلاب يمسك بالتوت وكأن الإستاذ غير موجود... مما يجعل الإستاذ يفقد صوابه... ويشعر بأنه يشرح للجدار أو لحيوانات... فيتعكر مزاجه... لدرجة أنه يهينهم أمامهم ولكن بالهم عند التوت فلا يسمعونه...

هناك أمور كثرة جداً كان ودي التحدث بها ولكن حتى لا أجعل المقال مخيفاً ومرعباً... سأتوقف هنا وأكتب آخر كلماتي الأخيرة لموضوعي بقلمي الذي يحاول أن يكون أكثر إبداعاً من هذا...

فقد تهدمت الكثير من العلاقات بسبب إدمان الكثير على التوت... وليت التوت وحده... بل بسبب حديثه المستمر الملل مع الفتيات به... فهو من كلية معينة يتحدث مع فتاة من كلية أخرى...

===============================

أتمنى أن يعجبكم ما خط به قلمي لهذا اليوم... وأعلم أن أغلبكم يملك هذا الملعون الصغير...

فأنا لا أعلم إن ما كتبته جيد أم سيء... فأنا كتبت ما أراه في حياتي

تحياتي العطرة...

أخيكم حسن 10...