حيث يطيب للفنان البقاء بين أحضان الطبيعة

الفن لا يعرف الزمن . . . ولايفهمالوقت . أنه شيء يتحرك في الداخل . . ينبض . . يعيش
ثم ما يلب ثانيخرج الى الهواء الطلق مولودا بديعا وديعا يعشق الحياة ويعشقه الآخرون
لما يختنزنه بين جزيئاته . . من حياة ! !
ونقف أمام العمل الفني . . نحدق . . نحملق . . ثم . . نبذي اعجابنا أو نفورنا فقد يحلق
احدنا انبهارابلوحة ما في حين يتجمد آخر بلا حراك . . بينما يبتعد ثالث مشيحا بوجههعما
يرى لأنه لم يتأثر وبالتالي لم يعجب . . أو لأنه قد تأثر كل التأثر ولم يطق صبرا خاصة
إذا كان العملالفني موحيا ببعض القسوة . . وكثير من العنف ! !
اختلاف ردود الفعلهنا لاتعنيه أبدا أن هذا جميل وهذا قبيح وانما تعني ان الكل منا تعبيرا
خاصا يدل على أن أذواقنا مختلفة وانلكل من انطباعا خاصا يمضي معه يعيش داخله . .
وينطبع بلا شعورأو وعي على العمل الفني فينعكس رغبة . . أو نفورا !
. . وندلف الىمعارض الفنانين تلك التي تحفل بأعمالهم الفنية الرائعة النابعة من إحساس
مخزون من إحساس مخزون في أعماق الذاتأو من تأثير شعوري بالبيئة المحيطة بالفنان !



لذا . . أجدني رغما عنيأميل الى تشبيهالفنان بالنحل ذلك النحل الذي يطوف باحثا عن الازهار
الحاوية للرحيق فإذا به يقطع مسافةتزيد عن ثلاثين مليون كليومتر يقوم خلالها بأربعين ألف رحلة
ذهابا وإيابا لينتج قرصا واحدا . . منالعسل !!
والفنان . . يحتاج كي يرسم لوحة الىاحساس معين يحتاج الى نبض خاص يفيض في اعماقه كي
تتفتح حواسهوتلتهب مشاعره . وتضطرم روحه ويتأجج وجدانه . . وينتج هذا العمل الذي يرضي
عنه . . وينفع به .
وهكذا . . .
تأتي الأعمال الفنية خلاصة معاناةذاتيه وتوهج داخلي وكما يأتي العسل رديئا اذا امتص حزينا غريبا
اذا انبثق من وراء جدران عاليه محكمة !
. . ومع الأزهار والأشجار والأطيار وفيالقلب الرياض الغناء يحلو الوقت حيث الحرية والانطلاقو
حيث يطيب للفنان البقاء بين أحضانالطبيعة الأم المعطاء . .