حتى تتخلص البشرية منها

قال الموظف : لقد انتشلنا هذه المرأة التي حاولت الانتحار من البحر وأحضرناها إلى هنا .
سألهم المفتش : هل أرسلت إلى مديرية الصحة للمعاينة ؟؟؟
- نعم ... وكتبوا على التقرير ... لا ضرورة لمداواتها
- أحضروا المرأة إلى هنا
كانت المياه لا تزال تتساقط من ثيابها عندما أحضروها للمفتش .
- ما اسمك ؟
- بديعة
- عمرك ؟
- أجابت المرأة بعد تفكير : دخلت التاسعة والعشرين .
- هل أنت متزوجة ؟
- يعني
- لا إله إلا الله .... يا سيدة أنا أسألك هل أنت عذراء أم متزوجة أم أرملة ؟؟؟؟
- اكتب ... متزوجة
- ما سبب انتحارك ؟
- وهل للأنتحار سبب ؟ ... أردت الموت ... فألقيت بنفسي في البحر ... وأظن أن لا أحد مسؤولاً عني .
- لماذا أردت الموت ؟
- أها ... ماذا تقول ؟؟؟ أنا حرة التصرف ... إن أردت أموت وإن أردت أعيش
بدأ المفتش يوجه إليها الأسئلة فقد عرف من خلال تجاربه وحنكته وخبرته الطويلة في هذه الأمور أن المرأة تكذب عليه .
- ربما طلبت من زوجك شيئاً ولم ينفذ طلبك ... لهذا ألقيت بنفسك في البحر ؟؟؟؟
- لا
- هل من سبب آخر وراء هذا الأنتحار ؟
- وما هو السبب يعني ؟؟ ها ... قلت لك أنا حرة
- هل ضايقك شخص ما أو ......
- لا ... لا
- فهمت .. لم يسمح لك زوجك بالذهاب إلى مكان تودين زيارته ... قلت في نفسك ... هل هذه حياة ... وألقيت بنفسك في البحر ... أليس كذلك ؟
- قلت لكم لا ... لا
- هل دخلت الغيرة إلى قلبك من زوجك فقررت الأنتحار ؟
- والله أكاد أنفجر ... قلت لكم لا
- هل زوجك مسن وأنت ما زلت شابة ؟
- زوجي شاب ماشاء الله
- حتما دخله محدود ؟؟ هل هو موظف ؟؟؟
- إنه رجل أعمال
غضب المفتش وأحمرت عيناه وهو يقول :
- ولك يا سيدة ... أنا أعمل مفتشاً منذ أربع وعشرين سنة ... صادفت أكثر من ألف واقعة أنتحار ... المرأة التي تريد قتل نفسها تكون أسبابها معروفة ... إما زوجها لم يصحبها إلى السينما ... أو قال لها : لا تتبرجي إلى هذه الدرجة ... أو لم يشتر لها جاكيتاً من الفرو ... أو إلى ما هنالك من طلبات لا تحصى ....
قالت المرأة : أنا لم أر مفتشاً مثلك متشوقاً للقيل والقال ... سأقول لك السبب لترتاح وتطمئن .
عندما عاد زوجي مساء من عمله ... طلبت منه فستاناً ثميناً .. أجاب : لك ما تريدين ... قلت له : أريده الآن هيا لنذهب إلى الخياط ... قال : كما ترغبين ... عندما خرجنا من محل الخياط قلت لزوجي : أريد كندرة ... فاشترى لي واحدة ... قلت له : لنتناول طعام العشاء في أفخر المطاعم ... قال : فليكن ... بعد العشاء قلت له : خذني إلى السينما ... أستجاب لرغبتي ... عندما خرجنا من السينما قلت له : إني متضايقة جداً لنخرج بالسيارة على شاطىء البحر ... فأذعن لطلبي ... وصباح هذا اليوم عندما كان يهم بالخروج من البيت قلت له : لا تذهب إلى العمل اليوم .... أنا متضايقة جداً أكاد أختنق
قال بأمرك يا سكرتي ... قلت هيا بنا نذهب إلى الصائغ أريد شراء بعض الأساور والخواتم والأقراط ... فأشترى لي بمليون ليرة ذهباً ... كل ما كنت أطلبه كان يحضره لي وهو مسرور جداً ... مرة يقول أنا بخدمتك يا سكرتي ... تأمرين يا حلوتي ... أنا طوع إرادتك يا حياتي ... فهل هذه الحياة التي أعيشها تسميها حياة ؟؟؟ إنها حياة خالية من كل المعاني ... إنها حياة جافة مقيتة .
في هذه الأثناء حضر الزوج بعد أن أتصلوا به هاتفياً
قالت المرأة : أنا لا أستطيع أن أخرج من هنا بهذا المنظر
أجاب الرجل : لا تقلقي يا قمري سأجلب لك عدة أنواع من الفساتين أختاري منها
- هل رأيت يا سيدي المفتش ... هل سمعت ؟؟ هل هذه حياة ؟؟؟
- أنت على حق يا سيدتي
وقعت المرأة على الضبط ... وبعد أن ذهبوا ... أمر المفتش الشرطي بما يلي :
- إذا رأيتم هذه المرأة تنتحر ثانية .. فأتركوها في حال سبيلها ولا تخلصوها حتى تتخلص منها البشرية .