الأيـــــــــــام..

انت ، انتي ، هي وهو ، حينما يقرر هذا القلم ويبدأ بالحديث فقط عليكم الانصات ، الانصات ليبقى حديثي للأبد..
يقولون ان للحزن امتدادات اخرى تستوطن الشرايين البشرية وتضعنا في حالة خنوع للوجع.!
حقيقة لم يقترف هذا المساء وحشة اخرى
لتنصب كل الكلمات فينا
غيثا
زمهريرا
عذوبة
شدوا
فقط سنقتفي آثار الحزن
ونكتم أنفاسنا بأيدينا
نحاول ان نحترف فنون الغياب كالآخرين
ويغتالنا صمت يختزل ما فينا من وجع
نحن
وكلما هممنا
نكون نحن الآخرين
نحن الاولين
بيوتنا منذورة للصلاة
وامانينا الوجع

ايام محروسة بالخديعة ، نحاول ان نكترث لأيامناا المغبرة الموغلة في الاحتراق
ايام مسبوقة بجيش من الوهج المتدفق في انكسار القلوب
ايام تشبه وجوه العازفين على اوتار لعبةالجسد
ايام نكتظ في فهم الامكنة والوجوه
ومرايا الصمت والصدق
وبعثرة الحروف الخادعة والمبعدة المتروكة للوهم
ومابيننا خشية ورهبة اللقاء
وخوف الامكنة
ايام بها نبتسم
رغم ما في الكون من غضاضة
وفي البحر غضاضة
وفي الشوق اغنية مكسورة الملامح

ايام..
والرحيل يطرق الأبواب ، والخوف يجثم على شبابيكنا التي غطاها الغبار
ونحن نجترح لحظاتنا في صمت
في اطباقة
تشبه غفوة الصيف
في عبثية
لا تشبه معانقة الفجر
في امنية
لا تكون نحن عندما يحين لقاء
ايام
وانتي
وانا ...
جثتان لا تكترثان لصهيل البشر
وحنحنة الشوارع
ومباغتة الصديق وغدره
ايام
كأننا امنيات متفردة
جادت بها أمطار موسمية ، يخالها الليل أمل
وهي تحتضن الظلام بين جنبيها
كنتي ولا زلتي أحلامي
تتساقط ذات هطول
تحملي امنيات العشق بين دفاترك
وتكتبي كلمة (أحبك) كلما هممت بالغياب
بعذر اخر جديد
يضاف الى قائمة الحزن التي لن تنتهي
وتبدى وجهك وصهللة الناي
تخترق مسامات جسدٍ يعبر المجهول الى المجهول
ويلامس الحلم فجأة
ويستفيق على مضض
كعصفورين كنا نلتقط الحب
نلتقي كل ليلةٍ في ذات الزاوية الموغلة في الظلمة
خشية ان تفتتنا العصافير الاكبر حجما
ليلة ربيعية اخرى
احتوى وجهك رحيل الظلمة
وأنا آخذ على نفسي العهود التي لا تصافح وجه النور
لترى وجهك من جديد بيوم آخر
أخاله يوم من ايام السعادة ، رغم ايام الحزن العميق