![]() |
سقوط بغداد
بسم الله الر*من الر*يم السلام عليكم ور*مة الله وبركاته ياغلا تدلــ1ــل ا*بائي الاعزاء سوف انقل لكم من كتاب ليلة سقوط بغداد واجزاه الى اجزاء لتستطيعوا قراته واتمنى ان يعجبكم البداية ليلة سقوط بغداد (المفقود و المولود في تاريخ خرج و لن يعود) د.ا*مد خيري العمري الناشر : مؤسسة الرسالة ناشرون -بيروت "كـل الشخصيات الوارد ذكرها في هُذا الكتاب *قيقية.. وكل ال*وادث المرتبطـة بالشخصيات هي *وادث *قيقية.. أي تشابه، بين الشخصيات والأماكن الوارد ذكرها، مع شخصيات و وقائع وأماكن معروفة، هو تشابه مقصود *تماً، وطبعاً، وبالتأكيد. .. ويت*مـل المؤلف كافـة التبعات المترتبــة على ذلك " م*اولة اهداء .. إليها، بغــداد، الأم – التي عقها اولادها-عسى ان يكون ضمادا لجر*ها الاليم وإليهم.. مهمـا كانوا وكيفما كانــوا .. عســى أن يكون طعنــة في الصميــم.. مقــدمة ، بعــد السقـوط .. عندما دخلت عيادتي لأول مرّة بعد انتهاء ال*رب، كان قد انقضى *والي ثلاثة اسابيع على سقوط بغـداد. وستة اسابيع منذ أن بدءت ال*رب. – منذ أن كنت فيها لآخر مــرة.. كان كل شيء كما تركته فيها لآخر مرّة – في تلك الليلة ال*زينة التي سبقت ال*رب.. بقايا الشاي في الكوب على المكتب. ودفتر المذكرات مفتو* على صف*ة اليوم الذي سبق ال*رب، وفيها دونت آخر الملا*ظات. وفي الثلاجة، كان لايزال هناك ماء – لم يكن بارداً طبعاً، فالكهرباء غادرت منذ *والي الشهر . لكنني كنت عطشاناً، فشـربــت.. كان مجرد ماء. مجرد ماء. ذرتان من الهيدروجين وذرة من الاوكسجين. أو هكذا كان يبدو. لكنه لسعني بقوة.. .. لم يكن مجرد ماء. لقد كان ماءً ملئته في القنينة قبل ال*رب. أنه ماء نادر، ماء سيظل يتناقص ولن يعود بامكاننا أن نستعيده مهما كان. لا تصدقوا تلك الدورة الغبية التي لقنوننا اياها في المدرسة. دورة الماء في الطبيعة. هُذا الماء لن يدور. لن يعود. لقد خرج ولن يعود. كنقطة تجري في نهر يجري. كنقطة ماء في م*ض سـراب.. أنه ماء يفنى، ولا يست*دث – بغض النظر عن كل النظريات.. أنه ماء ما قبل الا*تلال. .. وكل ماء سنشربه الآن، ونملئ به القناني والاقدا*، ونبرده ونرتوي به، سيكون مختلفاً – سيكون مختلفاً *تى لو لم نشعر بهذا الاختلاف.. .. أنه ماء الا*تلال. ماء بلد فقد استقلاله. بلد م*تل.. لابد أنه يكون مختلفاً. كما الهواء مختلف. والغبار مختلف. وكل شيء مختلف. .. إذن كان الماء –وقــت الطاغيــة- أفضل ؟. لا. لعله لم يكن كذلك. لكنه كانً ماءً تعودنا عليه. تدجننا عليه. تقولبنا على قوالبه واساليبه إلى أن صارت جزءً من روتين *ياتنا – وتعـودنا على المـر الذي فيه.. أما الآن، ف*تى الماء يبدو اشد مرارة في فمي، كما لو كانت قوات الا*تلال قد وضعت في المياه مادة معينة لتتسرب الينا وتفتك باجسادنا ؟. هل هو سم لن يظهر في التشري* ؟ هل هو السرطان سيظهر بعد عشرة سنوات ؟. هل سيعقموننا ؟. يبيدوننا ؟. أم أنها مادة تجعلنا كالخراف المطيعة تتقلبهم كجزارين دون أدنى مقاومة..؟ لعلي ابالغ ؟ ربما. أنني متوتر فعلاً. وتوتري يدفعني إلى الوسوسة والشك بكل شيء. أمامي بندول الساعة وهو يهتز بسرعة مستفزة. بسرعة تزيد من توتري. طالما قال لي مرضاي ذلك. أن هُذا البندول يهتز بسرعة غير طبيعية . كانوا يقولون ذلك عندما يجلسون على كرسي الاسنان الذي تواجهه الساعة. كنت أقول لهم أن الساعة توقيتها مضبوط، وأن بندولها سرعته طبيعية، لكنهم متوترون بسبب خوفهم من الألم الذي يتوقعونه خلال عملي في اسنانهم. اليوم يبدو البندول وكانه *فار يغوص في رأسي. يهتز بسرعة ساخرة. التوقيت هو توقيت ماقبل الا*تلال. والبندول يهتز بسرعة. وسط السكون الذي يلف المكان، يبدو البندول كما لو كان لساناً يخرج لي بهزء واستخفاف وسخرية. .. أود لو أن يقف. اكاد اصرخ بالساعة. اكاد اضربها ليقف هُذا البندول عن ال*فر في رأسي. اذهب لأغسل يدي، ات*اشى النظر في المرآة. اخاف من انعكاس وجهي فيها. بالضبط اخاف أن اجد فيها انعكاسي القديم، لايزال جاثماً بانتظاري. لعله سيلومني.. لعله سيبصق عليَّ، لو رآني.. .. ستنظرون إلي بشك : هـل أنت على ما يـرام ؟. اولاً الماء. ثم البندول. والان المرآة. ربما ستقولون شيئاً مهذباً وتعتذرون وتنس*بون. وتقولون مع انفسكم : لقـد جُـنَّ ! لا لــم أجـن. أنني متوتر فقط، فقد رأيت شيئاً مزعجاً عندما صعدت إلى عيادتي. شيئاً ما كنت اتصور قط أني ساراه يوم تركت العيادة لآخر مرة قبل ستة اسابيع.. مــا هـو هُـذا ؟. *سناً. لقد رأيت رجلاً يأكل الآيس كريم عند مرطبات الرواد• على الناصية. .. وماذا في الأمر ؟. رجل يأكل الآيس كريم في "عـز الصيـف". ما المشكلة التي جعلتك تتوتر ؟. .. في ال*قيقة. لم يكن رجلاً ف*سب. كانوا مجموعة من الرجال. لكنهم ليسوا أي رجال. كانوا ثلاثة أو أربعة من جنود الا*تلال. يأكلون الآيس كريم وهم مدججون بكامل عدتهم العسكرية، مدججون بادوات ا*تلالهم، ادوات اذلالنا، ب*كمهم المسبق علينا، وبنظرتهم المسبقة وافكارهم الثابتة.. عند ناصية الرواد – وقف جنود الا*تلال، يأكلون الآيس كريم. .. اكلت أنا العلقم. تجرعته بمرارة.. أمر لن يفهمه إلا من شب وكبر ليصير ركن الرواد جزءً من زوايا ذكرياته واركان *ياته.. –كمــا أنـا- ذلك اليوم : آيس كريم لجنود الا*تلال. وعلقم مرير لي، قبل أن أصعد إلى العيادة.. ******************* : : يتــــ سارونة ــــبع |
مشاركة: سقوط بغداد
شق صوت الآذان، سكون الصمت الم*يط .. بدا صوت الآذان غريباً. و*زيناً. ومألوفاً في الوقت نفسه.. كان نفس الصوت الذي تعودت أن اسمعه يرفع الآذان على مدى الاربع سنوات السابقة. لكنه كان منكسراً، ذليلاً، اسيراً هذهِ المرّة. كان مخنوقاً مت*شرجاً، كما لو كان على وشك الاجهاش بالبكاء.. لا بأس بقليل من الانكسار، في الصوت الذي يرفع الآذان. لكن عندما يكون للذي توجه له الصلاة.. أما هُذا الصوت، فقد كان انكساره مختلفاً، كان مشوباً بذل يشبه ذلك من أجبر على رؤية زوجته وهي تغتصب وينتهك عرضها.. .. كان ذلك مفهوماً تماماً .. العلقم ايضاً.. **************************** .. عندما دخلت *رم المسجد وجدته مو*شاً مظلماً. كانت هناك بعض الوجوه المألوفة، لكن كان فيها شيئاً غير مألوف.. فكرت أنهم ربما يفكرون بالشيء ذاته ن*وي. .. وعند الصلاة بكيت، تذكرت آخر مرّة صليت فيها قبل ال*رب، صلاة العشاء، عشية ال*رب –العشــاء الأخيــر !-.. وتذكرت دموعي وقتها.. اشفقت على نفسي. أبكي قبل ال*رب. واثناء ال*رب. وبعد ال*رب. ماذا ستكون النتيجة مع هُذا البكاء غير هُذا الا*تلال والاذلال.. غير هُذا العلقم الذي أجده على لساني أينما ذهبت ؟؟.. ************** .. وعندما خرجت من المسجد، انتبهت إلى صورة ملصقة على بابه. أنه اعلان عن فقدان شاب. من هو ؟ مجرد شاب آخر. اسمه من تلك الاسماء المألوفة الشائعة : فراس عبد الجبار. كان معي، في المدرسة، على الاقل ثلاثة أصدقاء بهذا الاسم. ولزوجتي ايضا ابن عم ي*مل الاسم ذاته. قرأت التفاصيل. كان الاعلان يرجو من يمتلك معلومات عن هُذا الشاب أن يدلي بها عند عنوان معين، "وله الاجر والثواب". .. كان الاعلان يقول ايضاً أنه فقد في منطقة الدورة، بتاريخ معين.. تأملت التاريخ، 8/4/2003.. أنـها ليلــة سقــوط بغــداد .. كان الأمر واض*اً جداً. لكن ليس بالنسبة لمن ألصق الاعلان. كان من الواض* أن الشاب قد قتل، وأن وا*داً من اولاد ال*لال قد دفنه – كمــا *صل للمئـات- وكان من الواض* أن أمه، التي ربما ابيضت عينها من البكاء عليه – ترفــض أن تصـدق- ولا تزال تقف قرب الباب تنتظــر.. تأملت في صورته. كان يبدو أنه في اوائل العشرينات من عمره. وكان مبتسماً في الصورة. ربما كانت الصورة قد التقطت بمناسبة تخرجه.. .. كانت ابتسامته جميلة. ليست على شفتيه فقط. ولكن أيضاً في عينيه.. كان وسيماً. ليس كوسامة نجوم السينما والمشاهير. ولكن كوسامة اولاد الناس الطيبين. اقرباؤكم واقربائي. اصدقاؤكم واصدقائي. أنه يشبههم جميعاً –بشكـل غامـض- يشبهني أنا ايضاً – قبـل عشـر سنــوات- عندما كنت في مثل سنه، وكنت ن*يلاً مثله.. كان يشبهنا جميعاً . ذلك الجيل الم*بط المضلل المهزوم.. فجأة، وجدت الصورة وقد صارت بمثابة صورة جماعية اصطففنا كلنا لنلتقطها : ن*ن المخدوعون. ن*ن المضللون. ن*ن الاسرى المهزومون.. تأملت في ابتسامته على الصورة : لمن كنت تبتسم يا فراس ؟ للكاميــرا !؟؟ للمصور وتعليماتــه ؟. للمستقبل الذي كنت تريده لنفسك ؟ للا*لام الوردية التي تناسب سنك ؟ للشعارات الزائفة ؟. للمنافقين الذين يرددونها ؟. لأولئك الذين –بـاعــوك- وهربوا ؟ لأولئك الذين كانوا – أول من استفــاد وانتفـع و لكن ايضا اول من هـــرب ؟.. هل كنت تبتسم لأمــك ؟. ل*نانها، ل*ضنها المضمون دائماً.. لو أنك تراها الآن يا فراس .. لو أنك تراها.. .. أم لعلك كنت تبتسم لفاعل خير مجهول، سيأتي ليواريك التراب، وانت ملقى هناك، ميت في العراء.. .. (أم لعلك كنت اوعى مما نتصور. وكنت تبتسم لتلك ال*قيقة، *قيقة أنك صرت شهيداً، هناك عند من لا يجوع عنده ولا يشقــى..) فراس عبد الجبار، خرج ولم يعد. ليلة سقوط بغداد.. .. وهُذهِ هي ر*لة الب*ث عنه. وعنا.. وعنكم ايضاً.. وان شاء الله ساتابع معكم نقل هذا الكتاب الرائع ب*قائقه الواقعية وبالسما* من من الكتور مؤلف الكتاب بات اتسخ واقدمه ل*ضراتكم يتـــــــــــــــــــــــــ سارونة ـــبع |
مشاركة: سقوط بغداد
انها ال*رب! %%%%%%%%% انها ال*رب! عشرة ايام منها .. لكن كل شيء قبلها يبدو بعيداً ومغبشاً كما لو كان في عمرٍ آخر و*ياة اخرى لاشخاص آخرين. بالكاد عشرة ايام!! لكننا جميعاً اصب*نا اناساً آخرين في هذهِ الايام العشرة. صهرتنا ال*رب وغيرت ملام*نا وذوبت كل *ياتنا السابقة.. وفي عشرة ايام فقط .. ان لم يكن قبلها .. صارت *ياتي السابقة وتفاصيلها الكثيرة كلها بعيدة كما لو كانت *لماً لست متأكداً متى رأيته، بل أنني لست متأكداً *تى لو كنت أني قد رأيته *قاً.. كل شيء صار يبدو بعيداً بعيداً جداً، كما لو كان صورة عالقة في ذاكرة طفل يتيم لأمه الرا*لة. كل شيء صار يبدو مختلطاً وغير واض*، مثل *بة سكر وقد ذابت في برميل كبير للقهوة. كل شيء عن *ياتي السابقة قبل بدء ال*رب صار يبدو كما لو كان لا علاقة لي به اليوم، عيادتي الخاصة وعلاقاتي واعمالي وصداقاتي واهتماماتي. كل شيء يبدو بعيداً عن آلاف الأميال، ويزداد بعداً – كل يوم- ميل بعد آخر.. بعد آخر. كل شيء يبدو أنه كان يهم شخصاً آخر بعد عشرة ايام من ال*رب.. وعندما سألتني زوجتي وهي تهم بتفقد روضتها – اذا كنت سأذهب لتفقد عيادتي؟- ارتعبت كمن قالوا له ان على الباب يوجد شخص يطلبه، وقد كان يتوهمه مات منذ عدة عقود ..في اعماقي، وبشكل لاواعي ولا ارادي تماماً – يوجد شخص لم يعد متأكداً الا من ال*قائق الشاخصة امامه، لم اعد متأكداً من ان عيادتي لاتزال واقفة في مكانها الخطر ذاك، ولم اعد متأكداً من ان اصدقائي – هيثم او اثير او آزر- لايزالون اصدقائي، لست متأكداً من انني ذات الشخص الذي كنته..، والذي بذل ومن* وصدق وا*ب وكره.. فجأة تقلص عالمي، وخصوصاً بعد انقطاع الاتصالات، وجدت نفسي والارض تضيق علي بما ر*بت.. وجدت ال*قائق في *ياتي تقل عدداً وتتضخم *جماً.. فجأة غادرت عالمي التفاصيل – وما كان اكثرها في *ياتي السابقة- ولم تعد هناك سوى *قائق قليلة متناثرة – الملمها من بعثرتها لأشكل صورة شاخصة اراها بوضو* وتمييز.. وفي كل مرة. الملم الصورة من شتاتها لا ارى سوى ذلك الصاروخ ال*اد النصل يتهددني واولادي… لا. ليس يتهددني واولادي فقط. ولكن يتهدد كل قيمي وكل معتقداتي وكل كياني وكل ارضيتي وكل ماضيً وكل مستقبلي… وفي كل مرّة، أعيد لملمة ال*قائق، لعلي ارى في الصورة تفصيلاً أخرا يعلمني كيف اقاوم نصل الصاروخ الذي يتهددني واولادي ومدينتي. ولولاه، لولا يقيني انه لن يخذلني، وانه لن يتركني، وانه لن يخونني، لولا يقيني انه سيخرجني من بطن ال*وت، لأنهرت مثل رصاصة طائشة سقطت على شاطئ نهر جاف.. ********************* اليوم العاشر والمقاومة ضارية، وشرسة، وغير متوقعة.. او انهم يقولون انها لم تكن متوقعة.. بالضبط كمن توقع من القطة ان تسترخي مخالبها وهي تراهم يسرقون صغارها.. نعم. المقاومة ضارية، وشرسة، والدماء ال*مراء التي تسيل هناك في الجنوب بيضت وجوهنا.. ولكن، رغم ذلك، في شريعة الغاب السائدة منذ عصور – والمكرسة اليوم كما لم تكرس ابداً – منطق القوة يفوق منطق الشجاعة. وسينضب دم اولئك الشجعان الذين ما اعطيناهم *قهم يوماً. .. .. وسيقترب الغزاة اكثر، فأكثر، فأكثر. وبعد أيام، او أسابيع، سيتمكنون من تطويق المدينة. .. وسي*اصرونها.. سي*اصرونها.سي*اصرونها.. ************ انه اليوم العاشر من ال*رب فقط والعذاب هو ان تجلس في بيتك و*ولك صغارك لتنتظر ال*صار الذي قد يدوم لأشهر سنرى فيها من القصف والترويع والتجويع ما لايعلمه الا الله و*ده.. والهول هو ان العدو الذي يز*ف –ببطء نعم، مثخناً بجرا*ة نعم، عليك لايمثل عدواً يريد امتلاك ارضك وثرواتك ف*سب،- وبشكل عابر-.. بل هو عدو يريد تمريغ انفك – وانف قيمكوانف معتقداتك وانف دينك – في تراب مو*ل قام بتقذيره بنفسه. الهول هو ان العدو الذي يز*ف – هو عدو بشكل شخصي – عدو *اربت قيمه وثقافته ومعتقداته طيلة *ياتك، وفجأة ويا للمفارقة، جاء لي*اربك في با*ة دارك.. هذهِ المرّة *رباً *قيقية – ليس بالغزو الثقافي – ولا عبر القنوات الفضائية .. ولكن جاء مدججاً بأسل*ته ودروعه وتقنياته.. ليقصف وينهب ويقتل ويسلب و يدفع برجله باب دارك.. ,, والامت*ان هو ان تصمد. أن تصمد . أن تصمد. وان لا يت*ول أسد القيم الهصور إلى فأر متخاذل مذعور.. .. وان لا تسود وجهك برفع تلك الراية البيضاء المرهقة الذل.. .. وان تصمد. أن تصمد. *********** .. الصمود! .. والصمود في مدينة تتعرض للقصف في كل ساعة، - *تى لا اقول كل دقيقة وتنتشر فيها س*ب الدخان الاسود الم*ترق – مسألة فيها وجهة نظر.. الصمود.. والصمود في مدينة يهجرها أهلها باستمرار، وتلا*ظ في كل يوم بيتاً جديداً في ال*ي قد أ*كم بأقفال أبوابه الخارجية – كدليل على ان أهله قد تركوه، هو مسألة تست*ق الوقوف والتأمل. .. والصمود في مدينة مهددة بال*رق *ياً بعد آخر، وبالقصف المكثف بالقنابل العنقودية بيتاً بعد آخر، بل و*تى بالخنق بالغازات السامة نفساً بعد آخر. .. وك*ل أخير، لن يتورع عدوك ان يستخدم سلا*اً ذرياً، يقضي عليك ذرة بعد أخرى. والصمود هو ، أن تعرف ذلك كله، تسمعه كل يوم مائة مرة – وتعيه وتعي عواقبه، ورغم ذلك كله، ت*تضن أولادك *ولك، وتزم شفتيك، وتكز على أسنانك.. وتقرر آن تبقى.. وان تصمد في مدينة رغم أنها مهددة بال*رق والفناء. ********** .. والصمود، قبل كل شيء، ليس *ياداً سلبياً، ليسَ ان لا تفعل شيئاً، فقط ان تنتظر وت*اول البقاء على قيد ال*ياة بأنتظار ما ستؤول اليه الأمور.. الصمود مسألة معقدة. الصمود قضية. الصمود عقيدة. الصمود *كاية طويلة قد يستغرق إعدادها *ياتك بأكملها – ربما يجب ان تستمر كل *ياتك لتمن*ك (مؤونة) لصمود أسبوع او اثنان أو عشرة أسابيع. الصمود بعد نظر. الصمود قصة بعيدة المدى.. الصمود، هو ان تب*ث في أركان البيت عن مكان قد ي*مي أولادك إذا سقطت عليه قذيفة، وان تتأمل في السقف لتب*ث في أ*جاره عن وا*دة تتخيلها اكثر *ناناً على جباه أطفالك. الصمود هو ان ت*سب قناني الماء الموجود، وتنظر الى خزاناتك، وتتأمل في البئر الذي *فرته في ال*ديقة (وانت تعرف ان مائه غير صال* للشرب)، وانت تعرف ان الصيف قادم – ولكن، مع ذلك، تزم على شفتيك .. وتقول: سأبقى.. الصمود هو ان تبقى. ان ت*سم انت امرك بينما ي*زم الآخرون *قائبهم، وبينما يذهبون ليأجروا غرفة صغيرة في اقصى الغرب او اقصى الشمال، تذهب انت الى الطرف القصي من بيتك ويداك على اولادك، وعيناك تتجهان صوب عين الله وشفتاك تتمسكان بأسمه.. الصمود هو ما تكتشف فجأة، انك تستمده منه بالذات، وبشكل شخصي، ومن اسمه بالذات : الصمد.. الصمود، هو ان تبقى من اجل اولادك – وبينما يقول لك الاخرون معتذرين انهم يغادرون من اجل اولادهم، تبقى انت من اجلهم.. وتصمد انت من اجلهم.. وفي شدة العاصفة، تتمسك انت بجذع الشجرة، من اجلهم.. وت*ت القصف، في عز القصف، وعنف القصف، تقف انت ت*ت السقف، وهو ربما يهتز – لاتشك انت ل*ظة في صواب قرارك، وتصمد.. *********** .. من اجل اولادي – ايضاً، بطريقة او بأخرى، قمت بأ*ضار خالاتٍ لي، ليكونوا في امان نسبي في منزلي، طيلة فترة ال*رب.. في ال*قيقة ان كلمة ا*ضار غير دقيقة، فقد تطلب الامر وقتاً غير قليل، قبل وم*اولة اقناع عجائر في السبعين من اعمارهن بالخروج من منزلهم، هو بالذات *رب.. *تى لا اقول جهاد.. .. وبعد مناورات طويلة، استراتيجية وتكتيكية، واخذ ورد، وعهود ومواثيق، بل و*تى تهديدات، توصلت الى اقناعهم، وتظاهرن هن، بأنهن اقتنعن فقط من اجلي، *تى لا اضطر للخروج يومياً للاطمئنان عليهن في ظل ظروف ال*رب. وفي الأمسية التي سبقت ال*رب، وقد كانت امسية مفجعة بهدوئها وقاتلة بأستسلامها- ذهبت لا*ضارهما، لكني ا*ضرت وا*دة فقط – لأن سيارتي في ال*قيقة لم تكفي ل*اجياتهما معاً- فقد استنفرت خالاتي كل خبراتهن في الخزن والاخلاء والامداد والتموين- وهي خبرات موروثة من عهود ال*روب والازمات السابقة- في الاعداد ل*اجات وامتعة ملئت السيارة- وايضاً شقتي الصغيرة- وتبين لنا- *تى الان، انها غير ضرورية. وبينما كنت انقل الامتعة، وكانت السيارة الاخرى التي ستقل خالتي الاخرى وامتعتها قد وصلت، كانت وا*دة من خالاتي تتذمر من عدة اشياء دفعة وا*دة. مني، ومن عجلتي، ومن خالتي الاخرى ومن الامتعة المبعثرة في كل مكان، ومن خوفها على قطتها التي ستتركها و*دها. .. وكانت تتذمر ايضاً – *تى دون تقول- من هذا الوضع الذي يدفعها الى ترك منزلها.. ومنزل والدها. .. في الطريق الى المنزل، عددت خالتي عدد المرّات التي اضطرت الى ترك المنزل واللجوء الى الاقارب بسبب ال*روب او الازمات السياسية التي مرَّ بها البلد في العقود السبعة الماضية.. .. كانت خمس او ست مرّات –عدا هذهِ المرّة، تركت كل منها خطاً من التجاعيد على ذلك الوجه الذي كان نضراً يوماً ما – وربما ل*د الآن رغم آثار الزمان- لكن التجاعيد التي تركتها الازمات وال*روب كانت مختلفة، تكاد تصي* : ها هنا انا مختلفة ومتميزة : مزيج من الصبر والت*دي والت*مل والمرارة والاستسلام الشجاع للقدر الذي لا مفر من الاستسلام له.. كان منزل جدي – الذي تقطنه خالتاي و*يدتان منذ وفاته في اواخر السبعينات يقع على ضفة النهر قرب م*طة الاذاعة والتلفزيون، الامر الذي جعله مستهدفاً دوماً في كل الانقلابات والازمات والاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد. ناهيك عن ال*روب. يتـــــــ سارونة ـــــبع |
مشاركة: سقوط بغداد
ساريه . .[صرا*ه شوي شوي علينا
انا قريت شوي بس ماقدر اكمل كل هالكلام مره و*ده بعدين يلتوي لساني ... انا *دي سطرين على بعضهم ... شوي شوي بس الموضوع بدايته ممتازه لك كل الشكر |
مشاركة: سقوط بغداد
*لوووو *لوووووووو عيونووووووو خلاص كرمال عيونك خلص هذا اليوم ونكمل بعدها بس تقرا اللي فوق وتخلص نكمل الباقي مشكووووووووور على الوقفة عيونوووو |
مشاركة: سقوط بغداد
قريت سطرين زياده و وصلت ل*د ...
اقتباس:
|
مشاركة: سقوط بغداد
انت باقي بالمقدمة او لا نبقى نكمل عيونووووووووو |
مشاركة: سقوط بغداد
وصلت لهنا
اقتباس:
|
مشاركة: سقوط بغداد
كان منزلاً على الطراز القديم. واعني بالطراز القديم ذلك الطراز الذي يستوجب وجود طاقم كامل من الخدم وال*شم لادامته وخدمته وخدمة سكانه، بوجود اكثر من ثمانية عشر غرفة في البيت -عدا اجن*ة مستقلة ومنفصلة للخدم- وهو الامر الذي كان متوفراً في وقت ما، كان والدهن –الذي هو جدي، ثرياً الى *د كبير، وكان بالاضافة الى ذلك سياسياً تقلد مناصب وزارية عديدة ولعدة مرات في العهد الملكي، وكان ايضاً صا*ب مجلس ادبي وسياسي يؤمه علية القوم واشباههم والمتملقين *ولهم، وكان وجود عدد من الخدم وال*شم جزء مكملاً لأكسسوارات الوجاهة على ما أظن. وفي وقت ما –غابر وبعيد ولا اذكر أي شيء عنه- كان هناك طباخان سائقان، عدا ال*رس وخدم التنظيف, لكن الزمن تغير طبعاً. والمجتمع الذي ضم امكانية وجود اكسسوارات كهذه لم يعد موجوداً. طارت الوزراة، وطار علية القوم- (وجاء بدلاً عنهم آخرون سيعيدون القصة ذاتها فيما بعد) –وذهب المتملقون ليمارسوا نفاقهم ومراهنتهم في مجالس اخرى، وتآلكت الثروة طبعاً – ونشأ مجتمع لم يعد فيه هناك امكانية لممارسة تشاوف كهذا بهذا العدد الكبير من الخدم ]كان ذلك لثلاثة عقود فقط، ثم عاد بأشد مما كان عليه..[ ، وبالتدريج تقلص عدد الخدم الى ثلاثة او اربعة (فقط !) –مما كان يبدو ضرورياً جداً ولا غنى عنها *تى في السبعينات… ولاتزال ذاكرتي ت*تفظ بصورة : طباخ عجوز، و*ارس متهالك، وسائق شاب يتبدل بأستمرار بسبب مشاكل السيارة.. بعد وفاة جدي، تغير الأمر، وتغير المجتمع أكثر، لكن الامر كان غير ذلك بالنسبة لخالاتي. يستطيع الخدم ان يولوا ظهورهم، ويستطيع المنافقون ان يكفوا عن المجئ، ويستطيع جدي ان يموت (إذا شاء !) لكن شيئاً من ذلك لم يجعلهم يتركون المنزل.. كان تمسكهن به عجيباً واستثنائياً ونادراً، مزيج من الوفاء والت*دي والتمسك بالزمن الذي را* والعمر الذي را* والناس الذين را*وا، مزيج من التشبث بالماضي من اجل ان يستمر ويصير مضارعاً *اضراً في كل *ين –انه رهان خاسر طبعاً وم*اولة م*كومة بالفشل. لكن ليس بالنسبة لهن،.. وفيما يتعلق بالبيت : انا ها هنا قاعدون. .. ومع مرور الوقت، لم تعد المسألة مسألة طراز قديم او *ديث. بل صارت طبيعة المكان مختلفة، فمع توسع بغداد الشديد، ونشوء ا*ياء سكنية *ديثة وراقية، فرغت الا*ياء البغدادية القديمة من سكانها العتق، الذين فس*وا المجال لنوع جديد من السكان، وادى ذلك الى ان*دار مستواها –اجتماعياً- اكثر .. فأكثر.. فأكثر. لكن ذلك ايضاً لم يفت في عضدهن وتصميمهن على البقاء، كما لاينفكن يتذمرن من الجيرة ومن سوئها ومن القاذروات امام الباب ومن كل شيء –لكن ذلك لم يكن معناه ابداً- ولا *تى جدلاً- التفكير في الخروج من المنزل.. وكانت أي ملا*ظة او نصي*ة او *تى نقاش تبذل من أي من الاصدقاء والاقارب في هذا الصدد تواجه لا بالصد ف*سب، بل بالعداء المست*كم ايضاً- بل بالتشكيك في نية الشخص صا*ب النصي*ة، وربما بالشطب الابدي عليه- إذا ال* في الجدال.. وللأنصاف، فنصي*ة كهُذه كانت دوماً لها وجهة نظر، خصوصاً في العقد والنصف الاخير.. *يث ادت الت*ولات الاجتماعية المصا*بة لل*صار الى زيادة *الات السرقة المسل*ة وغير المسل*ة، وكان وجود بيت معروف بالثراء القديم لاص*ابه –م*اطاً ببيئة مختلفة وشبه معادية- وتسكنه امرأتان و*يدتان، وله منافذ متعددة على شاطئ النهر، ومداخله كثيرة ومخابئه أكثر، كان لابد لكل ذلك ان يكون مغرياً للصوص، وقد امسكت خالتي و*دها باثنين منهما في *ادثتين منفصلتين – مجلجلتين. في ال*ادثة الاول، اقت*م عليها اللص الذي كان يكثر من مشاهدة افلام ال*ركة الاجنبية على ما يبدو، إذ كان مرتدياً لجورب نسائي في وجهه، دخل عليها غرفتها بينما كانت تقرأ القرآن، واقترب منها بهدوء ليكممها على ما يبدو، لكن رد فعلها لمشاهدته كان على غير ما ي*دث في تلك الافلام، فبدلاً من الاغماء المعتاد او الاستسلام المنشود، كان ان انشبت اظافرها في العمق من رقبته وكان ذلك مفاجئاً له ولخطته، فانطلق هارباً لايلوي على شيء، تاركاً جزء من جلده ت*ت اظافرها. رد فعلها في ال*ادثة الثانية كان *تى اقوى، ففي ذات ليلة كانت تعاني من الارق وذهبت لتشرب في ال*مام، وهناك وكما ي*دث في افلام الرعب، وجدت في المرآة، بالاضافة الى وجهها وجهاً آخراً، لشخص يختبئ خلف الباب، تسلل على ما يبدو خلال ساعات الليل الاولى، واختبئ في ال*مام منتظراً السكون ليسرق ما يستطيع سرقته. وماذا كانت رد فعلها ؟. لاشيء مما ي*دث في افلام الرعب. امسكته من يده –ما الذي جاء بك الى هنا ؟– وارشدته الى الباب الخارجي وسط وابل من السباب والشتائم من العيار المتوسط مما لا يتنافى مع مستواها الاجتماعي .. ((لو انكم ترونها. صغيرة ال*جم – دقيقة البنية. لاتكاد تقوى على الوقوف في ال*الات الاعتيادية دون ان ترتجف بطولها. لكن قارن ذلك بردود افعالها مع من تتصور انه يعاديها.. انها قطة مستنفرة على الدوام. *ادة الطبع صعبة المراس، علمتها رؤيتها للاشياء ان تكون مخالبها جاهزة دوماً- لكن للدفاع عن النفس.)) .. ت*ت المخالب يوجد عطاء بلا *دود. عطاء اسطوري في عصر يصف الاقارب –عموماً- بأنهم عقارب، كانت خالتي تلك –القطة المستنفرة- خيمةً لنا في اوقات شدة عديدة وصعبة – وخلف تلك ال*دة يوجد *نان قد لايلا*ظ فوراً- لكنه يتجاوز تفاصيل ال*نان التقليدي واساليبه السريعة الذوبان، لي*ضر في العمق من تاريخ الشخصية. .. في تلك الامسية، بينما كانت خالتاي توزعان امتعتهما- كنت ا*اول ان افكر بهدوء – وال*رب تكاد تبدء خلال ساعات، كنت ا*اول ان ارتب افكاري، كنت اعي انني اعيش ل*ظات فاصلة، وان الذي سيأتي لن يكون كالذي را* ابداً –وانه منعطف *اد الذي اشهده، بل تقاطع طرق لن يتكرر دوماً. كنت اعلم – انها*رب فاصلة. وانها ليست كال*روب السابقة- دون ان يبخس ذلك شيئاً منها، معاذ الله.. لكنها *رب مختلفة : بعد ان يهدأ كل كل شيء، - إذا هدأ !!- ستكون ال*رب اقوى، وستطال كل مالم يستطع القصف ان يطاله. ستكون ال*رب بعدها موجهة للبنية الشخصية، بعد ان طال القصف والطائرات البنية الت*تية.. ستكون ال*رب موجهة ن*و كل القيم والعقائد التي جاءوا اصلاً من اجلها .. وبعد ان ينتهي القصف، ستبدء ال*رب ال*قيقية.. فكرت بذلك وال*رب لم تبدء بعد، وفكرت ايضاً إذا صمد السقف بوجه القصف - علينا ن*ن ان نصمد ايضاً بوجه ال*رب على القيم والمبادئ.. وفكرت ايضاً، واولادي يت*لقون *ول الخالات، انهم يريدون ذلك ايضاً، يريدون هذه اللمة وهذا التماسك، يستهدفون بالذات هذا النسيج الاجتماعي الذي يجعل خالاتي يلتجئن عندي في ظروف كهذا،.. فالنموذج الذي يريدون ترويجه لايجعل ذلك ممكناً، بل يجعل مكان خالاتي في دار للمسنين *سب الطراز الغربي، ويجعل كل فرد منغلقً على نفسه وعائلته الصغيرة- و هو يصي* : نفسي نفسي. انهم يريدون عمق النسيج الاجتماعي. وقد كانوا دوماً يريدون ذلك، ص*ي* انهم يريدون النفط وبعض الامور الاخرى. لكنهم يستهدفون ايضاً ما هو اهم من ذلك، انهم يريدون تلك البنية التي يمكن لها ان تستثمر –يوماً ما- النفط والاشياء الاخرى يتـــــــــــــ سارونة ــــبع |
مشاركة: سقوط بغداد
|
| الساعة الآن 02:06 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
