المنامة (رويترز) - على بعد كيلومترين فقط من جبل الدخان أعلى نقطة في الب*رين شجرة *يرت العلماء والسكان الم*ليين على السواء منذ عقود.
وأطلق على الشجرة التي تقف بمفردها تماما وسط ص*راء الب*رين ال*ارة الجافة اسم "شجرة ال*ياة" لما يعتقده البعض من قدرتها الخارقة على البقاء في مثل هذا المناخ القا*ل القاسي.
وشجرة ال*ياة شجرة سنط ظلت قائمة منذ أربعة قرون دون أي مصدر مرئي للمياه.
وبينما تتمتع الب*رين بعدد من مناطق الجذب السيا*ي أصب*ت شجرة ال*ياة ا*دى أكثر مناطق البلاد جذبا للزائرين.
واجريت دراسات مطولة على الشجرة ورغم عدم وجود تفسير *اسم *تى الان الا ان الاستاذ غازي الكركي المتخصص في علم النباتات والزراعة بالماء ومدير مركز السلطان قابوس للزراعة المتطورة بجامعة الخليج العربي يقول ان هناك تفسيرا علميا لبقاء الشجرة *ية هذا الوقت الطويل.
ويقول ان ا*د التفسيرات البسيطة هو ان الاشجار يمكنها ان تطور الية تعتمد فيها على الفطريات في جذورها تكون بمثابة اسفنج يمتص المياه من عمق الارض مما يسم* للشجر بالبقاء في الظروف القاسية.
وقال الكركي "وبعد التف*ص الشجرة وضعنا يدنا على.. او ربما اعتقدنا بان السر هو موجود في تربة هذه الشجرة. *يث اننا اخذنا عينات من تربة الشجرة وجذور بعض النباتات القريبة جدا من الشجرة ومن جذور بعض النباتات القريبة جدا من الشجرة والتي كانت جافة تربتها تماما. وهذا اثبت لنا ان هذه النباتات تتعايش ايضا خصوصا انه فطر الجذور الموجود في تربة هذه الشجرة يعمل شبكة خيوط هائلة جدا تمتد باعماق عميقة ومتسعة افقيا وايضا عموديا. وقد تمتد من الجذور *والي مترا واكثر. وهذه الخيوط تساعد على امتصاص المياه والعناصر الغذائية من اعماق بعيدة."
وذكر الكركي ان الفطريات تلعب دورا مهما في بقاء الشجرة *يث أنها تغذيها بالمواد ال*يوية وتساعدها في استخلاص المياه.
واوض* ايضا ان الجذور العميقة للشجرة تتي* لها ايضا ال*صول على المياه من مسافات بعيدة بما في ذلك المياه الجوفية وهو ما لا يمكن *دوثه في الظروف العادية.
وعندما سئل الكركي عن اعتقاد السكان الم*ليين منذ فترة طويلة بان الشجرة تعيش دون ماء على الاطلاق قال "هناك يجب ان يكون مصدر مائي لكن الجذور بوضعها الطبيعي لا تستطيع الوصول اليه. انما شبكة الخيوط التي يكونها الفطر مع الجذور هي التي تساعد الشجرة او النباتات في ال*صول على هذه المياه والعناصر الغذائية لانه لا يوجد تسميد ولا يوجد ري."
وتمثل الشجرة بالنسبة للكركي وزملائه ظاهرة غير عادية يأملون ان تساعدهم على فهم كيفية ت*سين الزراعة في المناطق ال*ارة والجافة في الشرق الاوسط.
وبينما تعتبر دراساتهم انفراجا في تفسير هذه الظاهرة غير العادية كان علي أكبر البا*ث المتخصص في *ضارة الدلمون الب*رينية القديمة أقل ت*مسا فيما يبدو لنتائج الدراسة وأعرب عن اعتقاده بانه لن تمضي سوى بضعة شهور قبل أن تموت الشجرة.
وقال "الظاهر ان الشجرة قد زرعت سنة 1583. اي 426 سنة مضت. وهي عجيبة من هذه النا*ية لانه هالنوع من الاشجار عادة تعيش سبعين الى ثمانين سنة."
وأضاف قائلا "يعني نصف الشجرة السفلية.. ون*ن نتكلم عن الستين قدم ارتفاعه.. من غير اي اوراق والجذور يابسة يمكن ان تكسر. اما القسم العلوي فالاوراق فيها قليلة وذابلة ولم تكون اي زهور مع انه هذا موسم الزهور للشجرة. ف*سب معرفتي للشجرة في خلال ثلاثين سنة الماضية.. الشجرة را* تنتهي كليا في مدة لا تتجاوز ستة اشهر من الان."
ونفي الكركي ذلك قائلا ان الشجرة ستعيش سنوات اخرى عديدة لكن ذلك ي*تاج لبذل مزيد من الجهد ل*مايتها بعد أن اصب*ت ا*دى عجائب الب*رين الطبيعية والم*افظة عليها.