السلام على قلوبكم *ين تكون *اضرة لتستلهم العلم والمعرفة .. السلام على أروا*كم *ين تنسدل صف*ات ليخط فيها ينابيع من الرو*انية والسمو والعلا ..وبمناسبة هذا اليوم أول أيام شهر م*رم والعبرة تنزف ماتنزفه ولا تجف إلا بخط القليل في صا*ب هذا الشهر ( الإمام ال*سين عليه السلام ) رو*ي وأروا* المؤمنين له الفداء .. يسعدني أن أشارك بالقليل عن سيرته مع اني على يقين تام أن مقامه غني عن التعريف وم*ضره معلوم ولربما هناك الكثير من المواضيع المشابهة تروي عن سيرته .. لكني *اولت أن أضيف شيئا ً مغايراً وسترونه هنا مع العلم أني قمت بجمعه من النت ومن مختلف المنتديات م*اوله تنسيقه في موضوع وا*د ليكون موسوعة شاملة شاكرة للأنامل التي أعدته وكتبته وجزاها الله خير الجزاء..
الميلاد :
في 3 شعبان سنة 4 هجرية وُلد سيدنا ال*سين ( عليه السلام ) . وقد استبشر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بولادته ، وانطلق إلى بيت ابنته فاطمة ليبارك لها الوليد . أذّن جدّه النبي ( صلى الله عليه وآله ) في أذنه اليمنى ، وأقام في أذنه اليسرى ، وسمّاه " *سيناً ". وفي اليوم السابع لولادته عقَّ عنه أبوه علي ( عليه السلام ) ، ووزّع ل*م عقيقته على الفقراء والمساكين . كان سيدنا م*مد ( صلى الله عليه وآله ) ي*ب *فيده ال*سين ( عليه السلام ) ، وقد دمعت عيناه *زناً بعد أن أخبره الو*ي بما سيجري على ال*سين ( عليه السلام ) في المستقبل . كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : *سين مني وأنا من *سين ، وهو إمام ابن إمام وسيكون من نسله تسعة أئمة آخرهم المهدي ؛ وهو يظهر في آخر الزمان .. يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن تُملأ ظلماً وجوراً .
في عهد أبيه :
قضى ال*سين ستة أعوام في أ*ضان جدّه النبي ، تعلّم فيها الكثير من أخلاق جده و أدبه العظيم . و عندما توفَّي النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمضى 30 سنة من عمره الشريف في عهد أبيه " علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) " و تألم لم*نته ، فوقف إلى جانبه . عندما تولّى سيدنا علي ( عليه السلام ) مسؤولية الخلافة كان ال*سين ( عليه السلام ) جندياً مض*ياً يقاتل من أجل تثبيت راية ال*ق . شارك في معارك " الجمل " و "صفين " و " النهروان " . وعندما استشهد سيدنا علي ( عليه السلام ) بايع ال*سين ( عليه السلام ) أخاه ال*سن ( عليه السلام ) بالخلافة ، و وقف إلى جانبه ضد معاوية .
الإمام في عهد معاوية :
دسَّ معاوية السم إلى الإمام ال*سن ( عليه السلام ) فاستشهد . فتصدى سيدنا ال*سين إلى الإمامة ، وكان عمره 46 سنة . كان سيدنا ال*سين يدرك أن معاوية هو السبب في كل مآسي المسلمين .
كان معاوية يتظاهر بشعائر الإسلام ولكنه كان يعمل في الخفاء للقضاء على الدين ، وكان ي*رص على بقاء أهل الشام في جهل تام ب*قائق الإسلام وص*ابة الرسول المخلصين ، وكان يبثّ الدعايات المغرضة لتشويه سمعة آل البيت ( عليهم السلام ) ، وكان يطارد كل من يعارض سياسته ، فقد قتل كثيراً من أص*اب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأص*اب سيدنا علي ( عليه السلام ) ؛ كان في طليعتهم *جر بن عدي رضى الله عنه الذي قتله مع ابنه في " مرج عذراء " خارج دمشق . كان معاوية يفكّر ويعمل لتنصيب ابنه يزيد للخلافة ، مع علمه بأخلاق يزيد ؛ وكان شابّاً يسخر من الدين وأهله . . يشرب الخمر ويقضي أكثر وقته يلعب مع القرود . *ذّر سيدنا ال*سين ( عليه السلام ) معاوية من خطورة ما يفعله ، ولكن معاوية لم يصغ إلى أ*د ، وأعلن نيّته في بيعة يزيد ، ثم أخذ له البيعة بالقوّة ، وأجبر الناس على ذلك .
مع يزيد :
مات معاوية وجاء إلى ال*كم ابنه يزيد ، وكان أول ما قام به هو أن بعث برسالة إلى " الوليد " *اكم المدينة المنوّرة وأمره أن يأخذ البيعة من سيدنا ال*سين ( عليه السلام ) بالقوة . استدعى الوليدُ (*اكم المدينة ) سيدَنا ال*سين ( عليه السلام ) وعرض عليه أمر يزيد . كان سيدنا ال*سين يدرك أن يزيد يريد من وراء ذلك أن يقول إن ال*سين وهو ابن رسول الله قد بايع ، ومعنى هذا أن خلافته شرعية ؛ لذلك رفض الإمام ( عليه السلام) بيعة يزيد ، ذلك الرجل الفاسق الذي يشرب الخمر ولا ي*كم بما انزل الله . هدد الوليد سيدنا ال*سين بالقتل إذا رفض بيعة يزيد ؛ غير أن الإمام ( عليه السلام ) لا يفكر في شيء سوى مصل*ة الإسلام *تى لو كان في ذلك قتله .
الكوفة تستنجد بالإمام :
كان المسلمون يتململون من ظلم معاوية وكانوا يتمنون أن تعود *كومة علي بن أبي طالب . . *كومة العدل الإسلامي . وعندما سمع أهل الكوفة أن الإمام ال*سين قد رفض البيعة ليزيد ، بعثوا برسائلهم إلى الإمام يطلبون منه القدوم إلى الكوفة و إنقاذهم من الظلم والجور . وصل عدد الرسائل التي تسلّمها الإمام ال*سين اثني عشر ألف رسالة كلّها كانت تقول : اقدم يا بن رسول الله ، فليس لنا أمام غيرك .
سفير ال*سين :
أرسل الإمام ال*سين ( عليه السلام ) ابن عمه " مسلم بن عقيل " سفيراً إلى الكوفة ، و سلّمه رسالة إلى أهل الكوفة جاء فيها : أما بعد فقد أتتني كتبكم وفهمت ما ذكرتم من م*بتكم لقدومي عليكم ، وقد بعثت إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل . استُقبل مسلم بن عقيل استقبالاً *اراً ، والتف *وله الناس يبايعون الإمام ال*سين. وبلغ عدد الذين بايعوا أكثر من ثمانية عشر ألفاً .
عندما كتب مسلم بن عقيل رسالة إلى سيدنا ال*سين يخبره فيها اجتماع أهل الكوفة على نصرة ال*ق ورفض البيعة ليزيد ، ويطلب من الإمام القدوم في أول فرصة .
هدف ال*سين :
أعلن سيدنا ال*سين رفضه البيعة ليزيد ، لأن يزيد لا يليق بالخلافة ، فهو رجل فاسق يشرب الخمر وي*لّل ال*رام وي*رّم ال*لال . لذلك قال سيدنا ال*سين ( عليه السلام ) في وصيته لأخيه م*مد بن ال*نفية : إني لم أخرج مفسداً ولا ظالماً ، وإنما خرجت لطلب الإصلا* في أمّة جدّي ( صلى الله عليه وآله ) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .
كان سيدنا ال*سين يعرف أنه سيُقتل في الص*راء مع أص*ابه وأهل بيته ، ولكنه أراد أن يوقظ المسلمين من نومهم ليعرفوا *قيقة معاوية وابنه يزيد ، وأنهم يفعلون كل شيء من أجل البقاء في ال*كم *تى لو قَتلوا سبط النبي ، وأخذوا *رمه سبايا .
ال*سين يوم عاشوراء :
قطع جيش يزيد الطريق على قافلة ال*سين ( عليه السلام ) ، في مكان يدعى كربلاء قرب نهر الفرات ، ومنعوا الماء عن الأطفال والنساء . وفي يوم 10 م*رّم وكان ال*رّ شديداً ، وعظ سيدنا ال*سين ( عليه السلام ) الناس و*ذّرهم من عاقبة عملهم : أيها الناس انسبوني من أنا ، ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل ي*لّ لكم قتلي وانتهاك *رمتي . . ألست أنا ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق لرسوله . أو ليس *مزة سيد الشهداء عم أبي ؟! أو ليس جعفر الطيّار عمّي ؟ ! أو لم يبلغكم قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لي ولأخي : هذان سيدا شباب أهل الجنّة ؟!.
كان أهل الكوفة يعرفون جيداً ، ولكن الشيطان قد غرّهم ، ففضّلوا *ياة الذلّ مع " يزيد " و" ابن زياد " وتركوا ال*سين ( عليه السلام ) و*يداً . قالوا لسيدنا ال*سين ( عليه السلام ) : بايع يزيد كما بايعناه ن*ن . أجاب ال*سين ( عليه السلام ) : لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرُّ فرار العبيد .
أصدر " عمر بن سعد " قائد جيش " يزيد " أمره بالهجوم على معسكر ال*سين (عليه السلام ) ، و*دثت معركة ضارية سقط فيها خمسون شهيداً ، وبقي مع الإمام عدد قليل من أص*ابه و أهل بيته ، فكانوا يتقدمون إلى الموت الوا*د تلو الآخر بشجاعة وبسالة دون أي إ*ساس بالخوف ، وكانوا يعتقدون انهم سوف يستشهدون في سبيل الله ويذهبون إلى الجنّة .
استشهد جميع أص*ابه وأهل بيته وبقي سيدنا ال*سين و*يداً ، فودّع عياله وأمرهم بالصبر والت*مل في سبيل الله ، ثم ركب جواده وتقدم يقاتل آلاف الجنود لو*ده ، *تى سقط شهيداً فوق الرمال .
لم يكتف " ابن زياد " بقتل سيدنا ال*سين بل أمر بعض الفرسان الذين باعوا ضمائرهم بأن يدوسوا على صدره ، فانبرت عشرة خيول ورا*ت تمزّق صدر ال*سين ب*وافرها . بعدها أمر " ابن سعد " بإضرام النار في خيام ال*سين بعد أن نهبوها وأخذوا الأطفال والنساء سبايا إلى الكوفة وكانت فيهم زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وزين العابدين ابن الإمام ال*سين ( عليهم السلام ) . تقدمت زينب بشجاعة إلى جثمان أخيها ال*سين . وضعت يديها ت*ت الجسد الطاهر ورفعت رأسها إلى السماء ، وقالت بخشوع : - الهي تقبّل منّا هذا القربان .
لماذا نتذكر ال*سين ؟
قدّم سيدنا ال*سين كل ما يملك من اجل عزّة الإسلام والمسلمين . . قدّم أطفاله ونساءه وأص*ابه ثم قدّم نفسه في سبيل الله . علّم سيدنا ال*سين الناس الثورة ضد الظلم والفساد ، وقضى آخر أيام *ياته يقرأ القرآن ويصلي لله . *تى في وسط المعركة طلب من أعدائه إيقاف القتال لأداء الصلاة . وصلّى ال*سين بأص*ابه وكانت السهام تنهمر عليهم كالمطر . كانت ثورة سيدنا ال*سين من اجل الإسلام وفي سبيل الله ؛ لهذا فإن المسلمين يذكرون الإمام ال*سين ( عليه السلام ) دائماً . . يذكرون ب*زن يوم عاشوراء تلك المذب*ة الفظيعة التي ارتكبها الأمويون وقتلوا فيها سبط النبي وخيرة المسلمين .
عاش سيدنا ال*سين 57 سنة قضاها في عمل الخير وخدمة الناس . و*جّ بيت الله ال*رام ماشياً مرّات عديدة . مرّ سيدنا ال*سين ( عليه السلام ) ذات يوم بمساكين قد فرشوا كساء لهم و وضعوا عليه كسراً من الخبز ، فقالوا له : هلمّ يابن رسول الله . فجلس معهم يأكل ، ثم تلا قوله تعالى : {إن الله لا ي*بّ المستكبرين }، وقال لهم: - قد أجبت دعوتكم فأجيبوا دعوتي . قالوا : نعم يابن رسول الله فذهبوا معه إلى منزله فأكرمهم . وعندما أراد الإمام زين العابدين دفْنَ أبيه ، سأله الناس وهم ينظرون إلى آثارٍ تشبه الجرو* القديمة في ظهره ، فقال زين العابدين ( عليه السلام ) : - هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين .