المدينة التي عذبها الله بالصور (( اتقي غضب الله المفاجئ ))

مدينة في إيطاليا القديمة كان أهلها يفتخرون بممارسة الجنس
والشذوذ الجنسي! بل كانوا يرسمون الصور الخلاعية على جدران منازلهم أمام الأطفال
والنساء والكبار، �*تى إن البا�*ثين اليوم يعتبرون أن فن الخلاعة قد بدأ في هذه المدينة الفاسقة [1].
ولكن ماذا كانت النتيجة؟ ماذا كانت نتيجة الفوا�*ش التي افتخروا بها؟
وكيف كانت نهاية هؤلاء القوم؟ ولكن قبل ذلك، كيف بدأت القصة؟
مدينة بومبي هي مدينة رومانية قديمة تقع في إيطاليا وكانت تنعم بترف وغنى كبيرين،
وقد أنعم الله عليهم شتى أنواع النعم. فالأرض كانت تعطيهم أفضل الم�*اصيل الزراعية،
والسماء كانت دائمة المطر عليهم، فكانوا ينعمون بثروات طبيعية لم ي�*لم بها غيرهم.
وفي يوم كانوا يخصصونه للا�*تفال بعيد إله النار، ثار وبشكل مفاجئ بركان مجاور للمدينة،
وانطلقت ال�*مم المنصهرة والرماد البركاني الملتهب، فطمر هذه المدينة خلال ل�*ظات قليلة
بالرماد، ومع أن أهالي المدينة �*الوا الفرار، إلا أن الرماد الملتهب قتلهم على الفور،
وغطى أجسامهم م�*وِّلاً هذه الأجسام خلال مئات السنين إلى صخور مت�*جِّرة .



وقد بقيت هذه المدينة مختفية �*تى القرن الثامن عشر �*يث اكتُشفت هذه المدينة وفيها
جثث آلاف الناس المت�*جرين، قد ت�*وّلوا إلى صخور على أوضاعهم التي كانوا عليها،
أي أن الموت كان مفاجئاً ومباغتاً ولم يتمكنوا من عمل أي شيء!
إنها العدالة الإلهية، وقد وجدتُ في كتاب الله تعالى آيات تشير إلى أناس أتاهم عذاب الله
بسبب ذنوبهم وهم لا يشعرون، يقول تعالى:
(أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ �*َيْثُ لَا يَشْعُرُونَ *
أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ)
[الن�*ل: 45-46].
وبالفعل هذه الآية تنطبق على هذه المدينة (وغيرها طبعاً)، فقد وجد علماء الآثار أن
العذاب قد جاء وأهلك الناس في هذه المدينة أثناء ممارستهم ل�*ياتهم اليومية ودون سابق إنذار.
ولذلك ي�*ذرنا البيان الإلهي أن نقع في مثل هذه الأعمال أو أن نأمن ونطمئن لمثل هذه النهاية المفاجئة، يقول تعالى:
(أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ *
أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُ�*ًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ *
أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)
[الأعراف: 97-99].
لقد عثر البا�*ثون في هذه المدينة على نقوش كثيرة ورسوم خلاعية تدل على الانتشار
الواسع للجنس والشذوذ الجنسي في هذه المدينة، ويؤكد البا�*ثون أن أص�*اب مدينة بومباي
كانوا يمارسون الجنس علناً وأمام الأطفال وكانوا لا يخجلون أبداً من تصوير هذه المشاهد
وعرضها أمام الناس وفي المنازل والبيوت، بل ويفتخرون بذلك! ويقول البا�*ثون
إن انتشار الفوا�*ش في هذه المدينة كان أكبر بكثير من العصر ال�*الي!
وكانوا يدعون أن هنالك إلهاً للجنس، فكانوا يمجدونه ويقدسونه ويبالغون في تصوير ون�*ت
الصور الجنسية الخليعة. �*تى إن الصور التي عثر عليها على جدران المدينة والتي
وضعت في معرض خاص، لا يسم�* لزوار هذا المعرض باصط�*اب الأطفال أو القاصرين
إلا بعد موافقة خاصة .
إن هذه المدينة ينطبق عليها قول ال�*ق تبارك وتعالى:
(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَ�*ْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ �*َتَّى إِذَا فَرِ�*ُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ *
فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْ�*َمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الأنعام: 44-45].
وبالفعل فقد فت�* الله عليهم أبواب النعم والأموال والترف والغنى، �*تى أخذهم بغتة وبشكل
مفاجئ، فإذاهم مبلسون أي يائسون من ر�*مة الله تعالى.







صور �*قيقية لأجسام بشرية وقد �*وّلها الرماد البركاني إلى صخور مت�*جرة، وهذه نهاية دنيوية فقط (وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طه: 127].


ولا نجد خيراً من أن ندعو الله كما علمنا:


(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَ�*ْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)

[يونس: 85-86].