علاج الرهاب الاجتماعي

علاج الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي هو ذلك المرض النفسي الذي يجعل الإنسان متوجِّسًا من مواجهة الناس والمواقف الصعبة التي فيها ا�*تكاك معهم، فيعتزلهم ويبتعد عنهم، ويَسجن نفسَه، فيمنعه ذلك من التواصل مع الآخر، وللتخفيف من وطأته، هناك بعض النصائ�* المفيدة التي نُقدِّمُها في هذا المقام:
• أوجِد لنفسك مواقف اجتماعية صعبة وتَ�*َدَّ رهابك فيها، ومن أمثلة ذلك: الطلبة الذين هم مقبلون على ت�*ضير ب�*وث تخرُّجهم، فمن الضروري لهم التمتُّع بقوة الشخصية والثبات لإلقائها، فبادِرْ في مرا�*ل قبلها إلى أن تُشارك وتُبيِّن رأيَكَ أمام زملائك، وإن كانت توجد إمكانية لعرض موضوع ما، فانتهِز الفرصة �*تى تُجهِّز نفسك.

• صِلْ نفسَك بالنشاطات الاجتماعية ولو بطريقة غير مباشرة، كأن تسهَر على �*ُسْن سير �*يِّك مع غيرك، أو تُسهِم في العناية بالمسجد المجاور لبيتكم، أو تتَّصل بالمراكز التي يتعاون فيها الم�*سنون، وقُمْ بجولة لتساعد وتُعين المعوزين وتأخذ بيدهم.

• اضبط التفاعلات الكيميائية ال�*اصلة في الدماغ، فيمكنك المشي يوميًّا على الأقل نصف ساعة، فإن المشي وبذل الجهد العضلي، يساعد على إفراز هرمون يُقلِّل من وطأة الرهاب لديك، ويكسر قيودَه التي تُ�*سُّ أنها مُطبقة على صدرك وقلبك، وتَمنعك من تذوُّق الرا�*ة.

• اش�*ِن فؤادك بالإيمان من خلال تلاوة القرآن مثلًا، فإن قراءتك تلك، تفكُّ عقد الخيوط لديك، فتنطلق لتُنجِزَ في �*ياتك، فاقرأْ ما تيسَّر لك؛ �*تى تُ�*سَّ بهدوء قلبك، وأنك �*صَّلت السكينة المطلوبة، هذا ما يُ�*سِّن من مزاجك، فترتفع معنويَّاتُك إلى مستويات أفضل بالنسبة إليك.

• ابنِ على ما تقوم به من الأعمال؛ كالذهاب إلى العمل، ثم قضاء �*اجاتك، ثم زيارة الأهل والأقارب، وواصِل على هذا المنوال إلى عمل آخر، وهكذا اجعَلها سلسلةً من الأعمال والإنجازات المترابطة، يشدُّ بعضُها بعضًا، فتستجلب غيرها، فما هو إيجابي يجلب ما هو إيجابي أيضًا.

• أوجد عملًا تؤدِّيه ولو كان يسيرًا، ولو كنت تجلس على كرسي وتُراقِب �*لول ومغادرة الموظفين؛ لأن إ�*ساس الفرد بأن له عملًا يقوم به يُعزِّز دوره في المجتمع، وينعكس إيجابًا على نظرة الناس، فيجد له مكانةً بينهم، ولا ي�*سُّ أنه أقلُّ شأنًا منهم، أو أنه مختلف.

• تزوَّج إن كنت عَزَبًا، وقد يتساءل البعض عن السبيل الذي يُمكِّن من الزواج وت�*صيل زوجة وبناء أسرة في ظل هذه ال�*ال! فباختيارك للشريك المناسب لك في ال�*ياة، والمصار�*ة منذ البداية، يصب�* لديك مَنْ يُبادِلُك الأفكار والرؤى التي لم تكن تبو�* بها لإنسان، وهذا يسهم في ت�*سين مزاجك، والتغلُّب على تقلُّبات هذا المرض المقلقة لك.

• ثقِّفْ نفسك وكوِّن خلفيَّةً تنفعك، وأنص�*ُك بقراءة كتب التنمية البشرية والسِّيَر الذاتية للعظماء، وبالقراءة في ميدان تخصُّصك الدراسي أو العملي، فتعوُّدُك على القراءة يبني لديك وعيًا وعمقًا، وتنضج بمرور الزمن، فتستقرُّ شخصيتُك وتُصقَل، وتُصب�* أكثر توهُّجًا في أعين الناس.

• تواصَلْ مع أفراد عائلتك باستمرار، فإذ اك يصب�*ون الأعلم ب�*الك، ويساعدونك كثيرًا في التغلُّب على توجُّساتك، فإن أ�*سُّوا بزيادة وطأة الرهاب لديك، عملوا على إخراجك من هذه الم�*نة، وإيجاد سبيل لمعاودتك لل�*ياة العادية، فهم دافعٌ وداعم أساس لك، يفيدك كثيرًا.

• لا تضغط على نفسك، وإن فشِلتَ فلا تيئَس، فمثلًا كنتَ تودُّ الذَّهاب ل�*ضور مناسبة ولم تقدر على ذلك، فعوِّضها بنشاط مُغاير، ويكون دائمًا موصلك بالناس، وما أبرز دور الأصدقاء في هذا المقام! ووجود صديقين أو ثلاثة مقرَّبين إليك يفي بالغرض، ويُجسِّد الهدف المنشود، فلقاؤك بمن تَنسجم معهم رُو�*ُك، يُخفِّف عليك، ويمدُّك بأفكار جدية ومنعشة.

مسايرة الرهاب الاجتماعي تَ�*دٍّ لا يُستهان به، وكثيرًا ما نرى المصابين به عاجزين أمامه، لكن يُمكنهم التعايُش معه، وال�*ياة بصورة أقرب إلى العادية، ولنعلم أن لكل فرد قدرًا معينًا من التخوُّف، إنما تجاوزه لل�*َدِّ يجعل منه عائقًا، ولا بدَّ من معالجته أو على الأقل تبديد تأثيراته التي قد تعمُّ كلَّ �*ياة الفرد، وهو مطالب بالأخذ بجميع الأسل�*ة؛ �*تى يهزمه وينتصر على تخوُّفاته.