![]() |
#1
|
|||||||||||||||
|
|||||||||||||||
![]()
عش بطلًا
الم*افظةُ على العزِّ م*افظةٌ على الكرامة الإنسانيَّة، فإذا أردتَ الهروبَ مِن المَهانة ومِن شَماتةِ الأعداء، فعِشْ عزيزًا، *تى وإن كنتَ أقلَّ عددًا وعُدةً مِن عدوِّك، ومَن فَهِمَ هذا المغزى عرَف طريقَه إلى النصر، ومَن أتقَنَ هذا المبدأَ عرَف صناعةَ البطولة! وضريبةُ العزَّة ضريبةٌ باهظةٌ، لكن لن يتردَّد العقلاءُ في الب*ث عنها والوصولِ إليها، وليستْ هناك مشكلةٌ في الهزيمة على الإطلاق، إنما المشكلةُ أن تكون خانعًا، وأن تُسلِّمَ رقبتَك لعدوِّك وأنت لن تعيشَ غيرَ *ياةٍ وا*دة، وعُمُرُك لن يتكرَّر مرةً ثانيةً، فلماذا لا تَعزِم على أن تَعيشَه عزيزًا عظيمًا بَطَلًا؟! كثيرٌ مِن الأبطال صمَدوا إلى آخر ل*ظةٍ، فقد قاتَل عمر المختار عشرين سنةً، ولَمَّا أُسِرَ كان إلى جانبه مِن رِفاقه الأبطال ما يَقرُبُ من أربعين بطلًا من جنوده، ومع ذلك أنْصَتتْ له الدنيا، وأذعَن له التاريخُ، وما زال أعداؤه يَرتجفون مِن اسْمِه إلى اليوم، وعندما *ُوكِمَ وجاء الأمرُ بالإعدام، لم يَفُتَّ ذلك في عَضُدِه، ولم يَهِنْ أو يَضْعُفْ، بل مشى مبتسمًا إلى *بلِ المِشْنقةِ، ثابتَ القلب رافعَ الهامَةِ، ولو أنه انكسَر في تلك الل*ظة، لَمَا سطَّرتْه *روفُ التاريخ، وكان نتيجةَ استشهادِه قيامُ ثورةٍ منتصرةٍ على خُطاه، وهكذا الأبطالُ! تَذكُر لنا كتبُ التاريخ أن آخر ملوك الأندلس - وهو أبو عبدالله الصغير - لَمَّا عاش في التَّرف، وضاع في لَهْوِه ولَعِبِه، وأ*اطَ به الأعداءُ من كلِّ جانبٍ، دبَّت الهزيمةُ في قلبه، وسيطَر عليه الخوفُ؛ لأنه كان يُ*ِبُّ ال*ياة ولو على *ساب دينه ووطنه وأُمَّته وشعبِه، وكان عاشقًا للمُلك ولو على *ساب العيشِ في هَوانٍ وذِلَّةٍ، فأَذلَّه الله بالملكة إيزابيلا عندما أهانتْ كرامتَه، ووافَق على تسليم الأندلس لها، بشرط أن يتولَّى هو وأ*فادُه الملك مِن قِبَلِها ومِن قِبَلِ زوجِها فرديناند، وكانت قد أقسَمت للقسيس - الذي كفَلها ورعاها، وقام بتربيتِها - أن سقوط عرش المسلمين في الأندلس سيكون على يديها! ولقد أقسَمتْ هذا القسم، ثم نالَت ما أرادتْ في ظلِّ ضَعْفِ وخَوَرِ أبي عبدالله الصغير، ففي الأدب الإسباني - وهذه الرواية واقعية في تاريخ إيزابيلا - أن هذه المرأة أقسَمتْ ألا تَخلَعَ قميصَها الداخلي *تى تدخُلَ غرناطة، وسُمِّي قميصُها القميصَ العتيق، ولَمَّا اشترَط عليها أبو عبدالله الصغير أن يكون له المُلك ولأ*فادِه مِن بعدِه بشكلٍ صُوري فخري - وافَقتْ، وتَمَّ الاتفاق على هذا في سبيل ضياع مملكة المسلمين في الأندلس، وقد كانت جيوشُ المسلمين قد وصلَت قبل ذلك إلى جنوب باريس على يد الفات*ين العُظماء، وكانت جيوشُ سليمان القانوني قد وصلَت إلى وسط (فيينا) عاصمة النمسا، ودخلَت (بودابست) في بلاد المجر، فلمَّا دخلوا قصر أبي عبدالله الصغير، بكى وندِم على تلك المَهانة والذِّلة، فقالت له أُمُّه عائشة قولتَها المشهورة: ابْكِ مثلَ النساءِ مُلكًا مُضاعًا لَم تُ*افِظْ عليه مثلَ الرِّجالِ. يقول كاتب مغربي شهير دوَّن التاريخَ وهو يبكي على تلك المأساة: والله لقد رأيتُ أ*فادَه عالةً يتسوَّلون، ويَسألون الناس في شوارع المغرب العربي، ضيَّع مُلكَ الأندلس في سبيل أن يبقى الملكُ له ولأ*فادِه، فتسوَّل أ*فادُه في شوارع المغرب، ولقد عاش بعد ذلك شريدًا فقيرًا ومات فقيرًا. لم يَ*ترم النصارى أيَّة اتفاقية عندما دخلوا الأندلس، فجرَّموا الإسلام، وذبَ*وا المسلمين، ومثَّلوا بالجُثث، وكانوا يَبقرون بطونَ ال*وامل، ويُ*رِّقون بيوتَ الناس على ساكنيها! العُمرُ لن يتكرَّر، وال*ياةُ لا تكون إلا مرةً؛ فاصْمُدْ إلى النهاية، تَعِشْ بطلًا *رًّا كريمًا، رافعَ الرأس، شامِخًا، وإن *نيتَ رأسَك اليوم، فلن تُواتِيَك الفرصةُ مرةً أخرى لتَرفَعَه: فإمَّا *ياةٌ تَسُرُّ الصَّديقَ *** وإمَّا مَماتٌ يَغيظُ العِدَا وهناك عبارة لا بدَّ أن تكون نُصْبَ عينيك، وهي: "ما دُمتَ ستموتُ، فعِشْ بطلًا". |
![]() |
#5 | |||||||||||
![]()
|
![]() سلمت أياديك ع انتقآءك الرآئع لا*رمنا الله جمآل عطآءك المُميّز |
|||||||||||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
بطلًا |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
هذا الموقع يستعمل منتجات MARCO1