[align=center]مواجهة المشاكل والتصدي ل*لها يتطلب المقدرة على التفكير والتماسك النفسي , وهذا قد يتيسّر لكثير من الناس بغض النظر عن معتقداتهم. لكن المسلم يتميز في هذه النا*ية من *يث أن الإيمان يمده بطاقة عالية من النا*ية النفسية والفكرية تجعله مؤهلا لمواجهة أعتى المواقف والمصاعب. وربما يكون للهدف المرسوم اثر بالغ في ذلك من *يث أن المسلم ي*تسب أمره كله لله ، فإذا صبر وكابد فهو لله، وهو يطم* لنيل رضوانه وجنّته، أي أن عنده هدفا أسمى وغاية قصوى *تى ولو لم تت*قق الأهداف الدنيوية
ما هي المشكلة وما هي أنواعها؟
يمكن تعريف المشكلة بأنها الشعور أو الإ*ساس بوجود صعوبة لا بد من تخطيها ، أو عقبة لا بد من تجاوزها، لت*قيق هدف. أو يمكن القول إنها الاصطدام بواقع لا نريده، فكأننا نريد شيئا ثم نجد خلافه
تقسم المشاكل إلى نوعين: المغلقة (المسائل أو التمارين)، والمفتو*ة
أما المسائل المغلقة فهي التي تشتمل على كل ما يلزم لل*ل، ويكون لها جواب م*دد ومعلوم. أي أن المعلومات المطلوبة موجودة، وما عليك إلا أن تطبق ما يلزم للوصول إلى ال*ل من قوانين ومعادلات وغير ذلك. ومثالها المسائل التي تواجه الطلاب والدارسين في المعاهد التعليمية والمدارس . وقد يدخل فيها تشخيص الأعطال الم*ددة والأمراض العادية من أعراضها الظاهرة كالإلتهاب مثلا. هذا النوع من المسائل يمكن *له بالتعرف على المطلوب من المسألة أولا أي ت*ديد الهدف، ثم العودة إلى المسألة لاستكشاف المعلومات المتعلقة بذلك أو المطلوبة لل*ل ، ثم تطبيق الأدوات والأساليب ذات العلاقة من أجل *ل المسألة
وهناك نهج آخر يتمثل في استعراض المسألة من الأصل ، ومعرفة ما فيها، ثم الانطلاق إلى *ل المسألة
أما المشاكل المفتو*ة فهي التي لا يعرف لها *ل أو جواب م*دد بالضبط، وتنقصها المعطيات والمعلومات. مثالها معظم ما يواجهنا في *ياتنا من مشاكل، وكذلك مشاكل التصميم المختلفة ، ومشاكل التشغيل والأعطال الصناعية. وتتلخص طريقة *ل هذا النوع من المشاكل في وضع استراتيجية لبدء ال*ل، ثم ت*ديد الوجهة والطريقة، ومراقبة سير العمل والتقدم فيه، ثم اختيار ال*ل الأمثل الذي ي*قق الأهداف المنشودة. مثل هذا النوع من المسائل يمكن أن تتنوع *لولها وتفي بالغرض، أي أن أيّ وا*د من هذه ال*لول يمكن أن ي*ل المشكلة، بل ويمكن أ*يانا أن تصل إلى *ل وسط يرضي جميع الأطراف، أو أن يكون ال*ل هو تقبّل الوضع القائم والتعايش معه أي الاقتناع به والصبر عليه
كيف يتغلبون على المشاكل في الصناعة؟
مشاكل الصناعة كثيرة ومتنوعة في واقعها وأسبابها، منها البسيط والمعقد بل والمدمر أ*يانا. لكنها تنجم في الغالب عن الأفراد والأجهزة والعمليات والبيئة الم*يطة . يفترض في العاملين على مختلف مستوياتهم لا سيما في التشغيل أن يكونوا على دراية وكفاءة في أداء مهامهم، وعلى علم بطرق التشغيل والتوقف وظروفها وكذلك بإمكانيات الأجهزة التي يتعاملون معها
يمكن تلخيص طريقة التعامل مع المشاكل في الصناعة كالتالي: الانتباه إلى وجود المشكلة، استجلاء الموقف عن طريق جمع المعلومات وإجراء الاتصالات المناسبة، إيجاد الأسباب وطرق العلاج، تطبيق ال*ل المناسب، ثم التأكد من عودة الأمور إلى نصابها
طريقة مقتر*ة ل*ل المشاكل
عباره عن برنامج يتعلم من خلاله الأفراد كيف يواجهون المشاكل التي تعترض سبيلهم. وهى طريقة من خطوات يمكن اتباعها لمواجهة المشاكل وذلك بعد التمرن عليها والتمرس فيها. وهي وان كانت متعلقة بالمشاكل التقنية إلا إنها ت*مل في طياتها بذور تطبيقها على ارض واقع ال*ياة العملية
مواجهة المشاكل و*لها ي*تاج إلى التفكير واستخدام مهارات التفكير ، وهي المتعلقة بالإدراك ال*سي والمعلومات والخبرة والمعالجة وتجنب المعوقات والأخطاء. من اجل نجا* هذه الطريقة لا بد من التهيئة النفسية الص*ي*ة والاستعداد الذهني الجيد أثناء مواجهة المشكلة والتعرض ل*لها . كما نؤكد على ضرورة التفكر اللا*ق بال*لول والنتائج المترتبة عليها والاستفادة من الأخطاء، وان يتوفر الإلمام والوعي بأساليب وأدوات التفكير النقدي والإبداعي على *د سواء
*ل المشاكل
• ت*ديد المشكلة (الانتباه إلى وجود المشكلة ومعرفة أسبابها عن طريق استكشاف الواقع المتعلق بها والمعلومات ذات العلاقة): الإ*ساس بوجود عقبة أو صعوبة تدلّل على وجود المشكلة؛ جمع المعلومات (بيانات، أعراض، تعريفات، أسس نظرية)؛ استكشاف هذه المعلومات والمعارف للوصول إلى أنماط مميزة فيها ومعرفة الناقص منها والزائد؛ الب*ث عن المعلومة الناقصة، استشارة الآخرين والت*دث إليهم عن المشكلة؛ إجراء المزيد من الاستفسارات عن ظروف وملابسات المشكلة (ماذا *صل، وكيف، ومتى، وما الفرق بينه وبين الوضع الطبيعي السابق؟)؛ ت*سّس أهمية الزمن ودرجة خطورة الوضع والمرونة المسمو* بها؛ ثم التفكير في الأسباب الم*تملة باستخدام أدوات التفكير المناسبة وأساليب السبر وال*صر وغيرها
• وضع الأهداف والأساليب للب*ث عن البدائل: است*ضار أو تعلّم المبادئ والنظريات ذات العلاقة ؛ تقرير ما إذا كان بالإمكان *ل المشكلة أو التعايش معها كما هي؛ هل هناك *لول مشابهة يمكن تطبيقها؟ ؛ استخدام أدوات وأساليب التفكير: الت*ليل، التركيب، استكشاف الأنماط ، القياس والتمثيل، العصف الذهني؛ خرق الأساليب المعتادة والتعريفات والفرضيات السائدة أو الشائعة؛ عزل الشيء واستخدام بديل له؛ ثم إعادة صياغة المشكلة بطرق مختلفة لعلك تكتشف شيئا ما فيها
• مراقبة ال*الة النفسية والتربوية: ال*فاظ على الإرادة القوية والثقة والإيمان بقدرتك على *ل المشكلة أيا كانت؛ تهيئة النفس لتقبل التغيير في الأهداف والخطط ؛ ترك المشكلة لفترة *تى تختمر (*سب ما تسم* به الظروف والزمن)؛ المقدرة على التغلب على الموانع من معوقات التفكير وأخطائه؛ ولا بد من ال*فاظ على رباطة الجأش هذه قبل وفي أثناء وبعد الانتهاء من *ل المشكلة
• اختيار وتطبيق افضل ال*لول: تقرير افضل ال*لول على أسس معينة تقنية أو اقتصادية أو غير ذلك؛ تطبيق ال*ل بشكل تدريجي وإعطاء الوقت الكافي للأمور لتأخذ مجراها؛ جمع البيانات ومقارنتها مع المواصفات
• تقييم الوضع: هل عادت الأمور إلى طبيعتها؟ هل *لّت المشكلة أم يا ترى أن الأعراض هي فقط التي عولجت وأن المشكلة ما زالت قابعة؟ هل ت*ققت الأهداف التي وضعتها نصب عينيك؟ هل طرأت بالمقابل مشاكل جانبية جديدة؟
• التفكر في المشكلة وطريقة *لها والإجراءات التي اتبعتها: كيف ابتدأت التفكير في ال*ل؟ ما هي أدوات وأساليب التفكير التي اتبعتها؟ هل كان ال*ل سريعا أم بطيئا؟ ما هي العوامل التي كان لها ال*سم والتأثير؟ كيف تصنف هذه المشكلة؟ ما الذي استفدته منها وكيف تعتبر منه في غيرها؟
إن وضو* الهدف وتوفر ال*وافز والدوافع، وكذلك القدرة على التغلب على الموانع، هي أمور في غاية الأهمية بالنسبة لمواجهة المشاكل والتغلب عليها. ولا بد من التأكيد على دور الممارسة والتمرين والصبر والمثابرة على *ل المشاكل. على أن *ل المشاكل يمكن استخدامه كوسيلة للتعلم ، وذلك عن طريق استكشاف المعلومات السابقة، وتعلم أشياء جديدة بالممارسة واكتساب المهارات الضرورية، واستخدام التفكير لتطوير هذه المهارات والمعلومات. كما لا بد من التركيز على ضرورة التفاعل المتبادل ما بين الطالب والمشرف أو ما بين الذي ي*ل المشكلة ومن يرعاه كالوالدين مثلا فيكونا *افزا ودافعا له، لا عامل هدم وتثبيط. وهذا في *د ذاته يستلزم المتابعة والتقييم المستمرين للقدرات، والتفكر المتواصل بما توصل إليه الدارس والاستفادة منه لغيره على أنه لا بد من التنبيه على أن الخطوات المقتر*ة لا يقصد بها التمسك ال*رفي بتسلسلها، فقد ي*صل أ*يانا أن ت*ل المشكلة بمجرد تغيير نظرتك إلى الأمور. كأن يتهمك أ*د الناس بأنك أنت الذي أخذت هذا الشيء فترد عليه بسرعة: ولماذا لا تكون أنت الذي أخذته؟ أو يعاتبك بعضهم أنك لا تتصل به، فترد ولماذا لم تبادر أنت؟ أو تعلمه أنك اتصلت فعلا ولكنه لم يكن موجودا، وهكذا. مثل هذه الأساليب تسمى بأساليب التفكير الجانبي
ولا بد من الإشارة هنا أن ما اقتر*ناه من طرق ل*ل المشاكل ينطبق على كل من الرجل والمرأة، فهما سواء من *يث التفكير، أي تتوافر لدى كل منهما نفس القدرات. ولكن الاختلاف يكمن في الدوافع والموانع أو معوقات التفكير [/align]