الألفاظ النابية عند الأطفال وكيفية التعامل معها
رو*ي عبدات - اختصاصي نفسي تربوي
لا شك أن الأسرة تعتبر المؤثر الأول في *ياة الطفل، فمنها يتعلم اللغة ويتشرب القيم الثقافية والاجتماعية، وعندما يصب* الطفل في المرا*ل الأولى من الاعتماد على الذات بعد أن يستطيع المشي والتواصل اللغوي مع دائرة أوسع من الأسرة، يبدأ باكتساب عادات سلوكية جديدة قد تكون دخيلة على الأسرة، ويبدأ بتقليد الألفاظ والكلمات التي يرددها الآخرون بشكل أعمى *تى دون وعي بمعانيها، وتشكل الألفاظ النابية أ*د مكتسبات الطفل من بيئته الم*يطة، لكنها من الأمور السلبية المؤرقة للأسرة، والتي تستهجن بدورها هذه الألفاظ م*اولة تخليصه منها.
وتعتبر القدوة السيئة بالأسرة، والمخالطة الفاسدة في الشارع أو المدرسة، ووسائل الاعلام أهم مصادر اكتساب هذه الألفاظ، وقد بينت إ*دى الدراسات ألأوروبية أن 80% من الأطفال في سن المدرسة يتعرضون للألفاظ السيئة من زملائهم، كالسخرية بشكل مباشر والإهانات الكلامية، أو التهديد بالضرب.
كيفية تفاعل الوالدين مع الكلمات النابية ؟
ليس أ*رج على الأبوين وأ*زن على قلبيهما من أن يتلفظ ابنهما بألفاظ بذيئة أمامهما أو أمام الغرباء، فيشعران بال*رج وتكون ردة فعلهم الغضب، ولكن ماذا بمقدور الوالدان العمل في هذه ال*الة؟:
o في البدء لابد من معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك، *يث إنه يمثل نصف العلاج، فإن كان من الأسرة فعلى الوالدين أن يكونا قدوة *سنة، فالأسرة هي المؤثر الأول.
o إذا كان مصدر الكلام البذيء هو أ*د الأقران ولأول مرة فيعزل عنه فترة مؤقتة, وفي نفس الوقت يغذى الطفل بالكلام الطيب كبديل عن هذه الألفاظ, وي*ذر من الكلام السيئ, *تى يتركه, وإذا عاد للاختلاط فإنه يكون موجهًا ومرشدًا للطفل الآخر. أما إذا كانت الكلمات البذيئة قد تأصَّلت عند الطفل فيستخدم معه أساليب الثواب والعقاب.
o إ*لال السلوك القويم م*ل السلوك المرفوض، ويكون ذلك بالب*ث عن مصدر وجود الألفاظ البذيئة في قاموس الطفل، إذ إن الطفل جهاز م*اكاة للبيئة الم*يطة، فهذه الألفاظ التي يقذفها هي م*اكاة لما قد سمعه من بيئته الم*يطة، \'الأسرة ـ الجيران ـ الأقران ـ ال*ضانة..\'.
o الإدراك أن طبيعة تغيير أي سلوك هي طبيعة تدريجية، فلا نتوقع أن يتخلص الطفل من هذه الألفاظ بسرعة، لكن المهم التدخل بشكل سريع عند ظهور هذا السلوك قبل تفاقمه، إضافة إلى الت*لي بالصبر والهدوء في علاج الأمر.
o مكافأة الطفل بالمد* والتشجيع عند تعبيره عن غضبه بالطريقة السوية.
o إن لم يستجب الطفل بعد 4 أو 5 مرات من التنبيه فلا بد من المعاقبة بال*رمان من شيء ي*به.
o تعليم الطفل نوع الكلام الذي ت*به كأب وتقدره ويعجبك سماعه على لسانه .. أبد إعجابك به كلما سمعته منه.. عبر عن ذلك الإعجاب بمثل \'يعجبني كلامك هذا الهادئ\' \'هذا جميل منك.
o تجنب كلمات مثل ( أنت غبي ، كسلان ولا تصل* لشيء، كلمات السب واللعن، مناداته بأسماء ال*يوانات *تى لو كانت على سبيل الفكاهة) فيوجد بلغتنا العربية آلاف الكلمات الايجابية التي يمكن استخدامها كبديل.
ردود الفعل :
وفي الل*ظات التي ت*دث فيها هذه الألفاظ على الوالدين أن تكون ردود فعلهما كما يلي:
o عدم الض*ك من الكلام الذي اطلقه الطفل, فالض*ك يدفعه إلى التكرار؛ لأن التهريج في هذا العمر يري*ه, كما أن ال*شمة لا تعنيه.
o قد يكون التجاهل في البدء خير علاج خصوصًا لأطفال \'2ـ 4\' سنوات, إذا لم تؤثر هذه الألفاظ على الاخرين ولم تجر* مشاعرهم، إذ قد يكون الطفل ي*ب استثارة الوالدين ولفت أنظارهم، فيفر* بذلك ويصرّ على هذه الكلمات عند غضبهم وكأنه *قق هدفه.
o ال*رمان الفوري من تعزيز إيجابي ي*به الطفل *تى لو كان ال*رمان من المدي* أو الابتسام، فالمهم أن تظهر الأسرة رفضها لهذا السلوك.
o تعليمه ألفاظاً طيبة بديلة عما قاله، وشر* الموقف الذي *صل معه، وتعليمه رد الفعل المناسب الذي كان عليه اتخاذه.
o توضي* عواقب الألفاظ التي قام بها، وأنها ليست من أخلاق ديننا الاسلامي، وبيان فضائل الخلق ال*سن.
o قد يطلب من الطفل أ*ياناً غسل فمه بالماء والصابون بعد التلفظ بالكلمات النابية تعبيراً عن تنظيف لسانه من هذه الألفاظ.
o إظهار رفض الوالدين واستيائهما لهذا السلوك وذمه علنيًا، وقد تكون إيماءة بسيطة من الأب أو تعابير وجه الأم كفيلة بالتعبير عن الغضب لهذا السلوك.
o الطلب منه الاعتذار كلما تلفظ بكلمة بذيئة، ولابد من توقع أن سلوك الأسف سيكون صعبًا في بادئ الأمر على الصغير فتتم مقاطعته *تى يعتذر، وينال هذا الأمر بنوع من ال*زم والثبات والاستمرارية.
الوقاية من المشكلة
يبقى الأساس في الوقاية من هذه الظاهرة هو المعاملة ال*سنة للطفل من قبل والديه، واستعمال اللغة ذات الأثر الطيب في نفسه مثل كلمات: شكرًا ومن فضلك و لو سم*ت و أتسم* وأعتذر. وضرورة التأكد أن اللفظ الذي يستخدمه فعلاً غير لائق لكي يتم توجيهه لعدم استخدامه، وليس مجرد طريقة التلفظ هي المرفوضة، علماً أن هناك الكثير من الأطفال الذين يتفوهون بكلمات لا يعرفون أنها بذيئة، مع مراقبة اللغة المتداولة في م*يطه الاجتماعي والتعرف على مصدر هذه الألفاظ وعزله عن مستخدميها.وليعلم الوالدين أن التربية الصارمة، والقائمة الطويلة من الممنوعات قد تكون سبباً في ظهور هذه المشلة، الأمر الذي ي*تم تفهم ا*تياجات الطفل وخلق الثقة والصرا*ة بينه وبين والديه كأسلوب تنشئة سليم يجنبه الوقوع بهذه الألفاظ.