من الصعب أن نخفي ماضينا ونتجاهله،
لأن بصماته تبقى قائمة وفاعلة، فمنه نستمد العبر وال*كمة، ومن خلاله نرسم تجاربنا في هذه ال*ياة.
أضف إلى ذلك، أننا غالباً ما نكرمه ونستعيده من خلال بعض
الطقوس التي نمارسها بفر*،
مثل ا*تلافات أعياد الميلاد التي تُغرقنا في دوامة الذكريات وتضعنا في مواجهة الزمن.
نتذكر، من خلالها، *النا منذ عام أو عامين أو ثلاثة أعوام،
ونشرع في م*اسبة ذواتنا كي لا نكرر أخطاءنا الماضية.
يَعتبر المفكر الهندوسي "جيدو كريشناموتري"
أنّ الإنسان هو نتاج ذاكرته وماضيه، إذ يقول:
"إنّ تصرفاتنا وسلوكياتنا في ال*اضر ت*ددها تأثيرات الل*ظات والأ*داث والتجارب القوية،
والآثار الباقية من الماضي والتي تراكمن على مرّ الأعوام.
- تكرار التجارب:
لكن، الماضي بالنسبة إلى البعض منّا ليس سوى مجموعة من التجارب المؤلمة،
التي خلّفت جرو*اً عميقة يصعب الشفاء منها، كأن يتعرض للإغتصاب أو يشهد موت أ*د الأقرباء
أو يختبر معنى الهجر.
يَعتبر سافيريو توماسيلا، م*لل نفسي ومؤلف كتاب
"كيف أتصال* مع ذاتي؟"، أنّ هذه الجرو*،
غالباً ما تقوِّض جهود صا*بها المبذولة من أجل بناء *الة نفسية مستقرة.
إذ تسبب له مشكلات سلوكية عدة تمنعه من عيش *ياة منفت*ة، وتغرقه في دوامة من الإكتئاب،
إضافة إلى أنّها تبث فيه شعوراً عميقاً بالو*دة يجرده من كامل طاقته الإيجابية".
يَعتبر الطبيب سيغموند فرويد،
أن في داخل كل إنسان آلية معيّنة تدفعه إلى الأ*اسيس والعاطفة الطفولية.
تت*كم غريزة التقليد هذه في مقاليد علاقاتنا العاطفية ومشاعرنا، وتُرغمنا، نوعاً ما،
على إعادة تكرار السيناريوهات ذاتها.
إستناداً إلى ذلك، قد يعاود الإنسان الذي تعرض لضرب مبرّ* على يد أ*د والديه،
عيش هذه التجربة طيلة *ياته، أو على العكس قد يتخذ موقفاً جذرياً لدرجة الهوس،
يمتنع خلاله عن التعاطي مع الأطفال خوفاً من أن يؤذيهم.
- ال*داد:
لكن آلية التكرار ممكن أن يوضع لها *د أو أن تخطيها كلياً، من خلال علم النفس والعلاج النفسي. كيف؟
في البداية، يجب ت*ديد الصدمة العاطفية التي عاناها الإنسان.
لهذا، يتولى المعالج النفسي الب*ث في اللاوعي والذاكرة،
لإستخراج العناصر الأساسية التي تسبب له الإضطرابات.
يُذكر أنّ هذا الغوص العميق في الذات يتم عادة عندما يكون المريض ممداً على كنبة مري*
إعلانة، لأنّ هذه الوضعية الجسمية تُسهل عودة الفرد إلى مر*لة الطفولة،
*ين كان عاجزاً عن الت*كم في عضلاته، ومعتمداً كلياً على والدته.
في المر*لة الثانية من العلاج، لابدّ من إعلان ال*داد على هذا الماضي.
وإعلان ال*داد على الماضي لا يعني بالضرورة م*وه أو نسيانه،
وإنما فهمه وتوجيهه وت*ويله إلى عنصر *يوي، تقبله الذات.
لكن، هذه العملية لا تتم بسهولة، لأن ذاكرتنا، غالباً تكوم مثقلة بالندم والأ*زان والآلام.
هنا يأتي دور الم*لل النفسي في إزالة هذا العبء والتخفيف من ثقل الذكريات،
كي يتمكن كل مريض من إكتشاف الآلية السليمة لإجراء الإصلا*ات اللازمة لانفتا*ه وت*رره.
الهدف من هذه العملية ألا تترك جرو* الماضي أثاراً يعيشها الإنسان مستقبلاً وتت*وّل إلى نقطة ضعفه.
- علاقة الماضي بالجسد:
هل يمكن للتجارب الأليمة الماضية، أن تترك أثرها في جسد الإنسان الذي مرّ بها؟
يجيب جيرار لولو، إختصاصي في علم الجنس، بالإيجاب،
شار*اً أنّ الشخص الذي تعرض مثلاً للإغتصاب، سوف ت*فظ ذاكرته بمشاهد عن هذه التجربة المؤلمة،
في *ين يخبئ جسده جرو*اً عميقة، تمنعه من الإستمتاع كلياً بقدراته الجسدية، وتُضعف طاقته الجنسية.
ثمّة علاقة قوية بين الجسد والفكر، فما يُرفض من قِبل أ*دهما، لن يكون موضع قبول من قِبل الثاني. هذا يعني،
أنّ الإنسان الذي نج* ماضيه في ت*طيم نفسيته، سوف يعاني بالتأكيد ضيقاً جسدياً.
كيف يمكن أن يت*رّر الجسد من ماضيه المؤلم؟
من أجل الت*رّر من الماضي، على هذا الإنسان أن يتعلّم تخطي ذاته من خلال الكلام والاستيعاب والفهم.
عليه أن يبدأ النظر إلى ذاته الداخلية ليخلصها من كل العواطف،
التي تأسرها. لهذا ي*تاج إلى شخص ثالث يبو* له بمكنوناته. في الإجمال،
يؤدِّي علاج النفس إلى شفاء الجسد.
ت*ياتي القلبية منـــــــــــــــــقول.